ابناؤك الاشداء

خاص العهد

المجموعات الإرهابية السورية: حرب السرقات قبل التسويات الكبرى
10/10/2022

المجموعات الإرهابية السورية: حرب السرقات قبل التسويات الكبرى

محمد عيد

عادت الفصائل الإرهابية لتمارس هواية الحوار بالنار فيما بينها على خلفية اقتسام الغنائم ومحاولات السيطرة على منابع الثروة في المناطق التي تبسط سيطرتها الإرهابية عليها. ورغم التقاطع الكبير في الخلفية "العقائدية" بين هذه الفصائل التي تقول عن نفسها إنها "جهادية" وارتباطها الوثيق بمرجعية إقليمية هي تركيا التي دعمتها جميعاً في وجه الجيش السوري، إلا أن كل فريق يحاول أن يفتح على حسابه لكي يراكم أكبر قدر من الثروة قبل أن تقوم أنقرة بسحب البساط من تحت أرجلهم في ظل ما تظهره من توجه لعقد تسوية تاريخية مع دمشق.  

الحوار بالدم

عادت منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي لتكون مسرحاً لاشتباكات عنيفة وقعت بين مجموعات عسكرية تابعة لفصائل المعارضة السورية المدعومة تركيًّا.

وذكرت مصادر أهلية في عفرين لموقع "العهد" الإخباري أن طرفي الصراع في هذه المعارك هما فصيلا "لواء أبو جابر رامي البطران" و"لواء حازم" وكلاهما ينتمي إلى مجموعات "فرقة الحمزة" المدعومة تركيًا.

وأضافت هذه المصادر أن الاشتباكات التي وقعت في قاطع جبل الأحلام والباسوطة أسفرت عن مقتل خمسة عناصر وجرح أكثر من ١٥ آخرين خلال يومين من المواجهات العنيفة بين العناصر الإرهابية المتصارعة فيما بينها، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات تسببت بقطع الطرق الرئيسية في المنطقة وأبرزها طريقا "عفرين - جندريس" و"الغزاوية - عفرين" شمالي حلب.

فشل فض الاشتباك

المصادر الأهلية في عفرين أكدت لموقع "العهد" الإخباري أن "الجبهة الشامية" حاولت فض الاشتباك بين الأطراف عبر إرسال تعزيزات ضخمة إلى المنطقة لكنها فشلت في ذلك بل تطور الأمر إلى حصول توتر بينها وبين هيئة "ثائرون للتحرير" بسبب خلافات على نشر الحواجز العسكرية في مناطق إعزاز - أخترين بريف حلب.

وأضافت المصادر أن هيئة "ثائرون للتحرير" دفعت بحشود عسكرية ضخمة إلى منطقتي اعزاز ومارع شمالي حلب وسط استنفار أمني وعسكري كبير وذلك بعد التصعيد الميداني بين ميليشيا ما يسمى "الشرطة العسكرية" و "الجبهة الشامية" بمدينة إعزاز اسفرت عن سقوط جرحى بين الطرفين.

نهب ما يمكن قبل التحول في الموقف التركي  

يرى المحلل السياسي خالد عامر أن هذه الاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية المرتبطة بتركيا عادة ما كانت تنشب بسبب حصول صراعات على مكاسب مادية متعلقة بالسيطرة والاستحواذ على الغنائم وتقاسم القرى والبلدات بغرض ترهيب المدنيين والاستيلاء على ممتلكاتهم الخاصة.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار عامر إلى أن هذه الاشتباكات ليست جديدة ومرتبطة تاريخياً بالجينات الموجودة داخل كل المرتزقة الذين يحملون السلاح ضد دولتهم ويرهنون أنفسهم للقوى الخارجية، لكن الجديد في هذه الصراعات واستفحالها على النحو الذي يجري حالياً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخوف هذه الفصائل الإرهابية من التطور الدرامي في الموقف التركي تجاه العلاقة مع دمشق وهاجس استغناء أنقرة عنهم وربما تصفيتهم في مرحلة لاحقة.

وأضاف عامر في حديثه لموقعنا أن خوف المجموعات الإرهابية من التحول في الموقف التركي  هو خوف مشروع في ظل ما يعلنه المسؤولون الأتراك من رغبتهم الصريحة في الانفتاح على دمشق ولقاء المسؤولين السوريين تماماً مثلما أبدى أردوغان رغبته في لقاء الرئيس بشار الأسد، وهذا الأمر يدفع قادة وعناصر هذه المجموعات إلى تحسس رؤوسهم والسعي الحثيث لجمع ما يمكن جمعه من المال قبل أن تقوم أنقرة بحلهم أو تصفيتهم وهو ما جعلهم أكثر شراهة لجمع المال وأكثر استعدادا لخوض المزيد من المعارك مع "أخوة السلاح" من بقية الارهابيين، فكل حاجز عسكري أو معبر أو قرية يسيطرون عليها هي بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً ويجب استثمارها قبل أن يأتي من ينتزعها من أيديهم.

وبناء عليه، توقع عامر أن يشتد الصراع على الغنائم ضراوة بين المجموعات الإرهابية في مناطق الاحتلال التركي لسوريا مع اقتراب تغيير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحساباته داخل الأراضي السوريّة بعدما تحطمت أحلامه العثمانية على أسوار دمشق.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل