خاص العهد
معاناة مرضى السرطان.. مكانك راوح؟
زكريا حجازي
لا تزال الأزمة الاقتصادية تُرخي بظلالها على مختلف القطاعات الاجتماعية وفي مقدّمها القطاع الصحي، وخاصة مرضى السرطان والأمراض المستعصية.
الحلّ ليس نهائيًا
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله، أكد في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "لا حلحلة نهائية لمشكلة مرضى السرطان حتى الآن بسبب استمرار الأزمة وتهريب الأدوية إلى خارج لبنان، فضلًا عن حجم الفاتورة الاستشفائية والعلاجات الكيميائية"، وقال: "نحاول قدر الإمكان وضع آلية لإيصال الأدوية للمريض، عبر خلق هوية (ملف) لمريض السرطان، وحصر العلاجات الكيميائية بالمراكز المعتمدة، حتى نخفف من تسرب وتهريب الأدوية.
ولفت إلى أنه "أصبحت هناك زيادة اعتمادات للعلاجات بقيمة 5 ملايين دولار، بجهود وزير الصحة، ودعمنا له مع الرئيس نجيب ميقاتي، على أن نستمر بهذا الموضوع، لكن الحاجات أكبر من الإمكانيات، حتى الآن".
وأوضح عبد الله أن "الموازنة ستساعد فيما يتعلق بتعريفات الاستشفاء بأن تُخفّف شيئًا في الفروقات عن المرضى، وكذلك ستساعد في موضوع الأدوية".
وعن إقرار تغطية الأدوية السرطان والأمراض المستعصية بنسبة 100 % في موازنة 2022، قال عبد الله: "نحن نتحدّث عن الموازنة بالليرة اللبنانية، في حين أن هذه الأدوية نشتريها بالدولار.. نعم الموازنة تساعد أكثر في موضوع فروقات الاستشفاء، بدل أن يكون هناك 80 % على المريض تصبح 60% ".
وأعرب رئيس لجنة الصحة النيابية عن اعتقاده بأن مشكلة فقدان الأدوية ستستمرّ لأنها مرتبطة بمشكلة الشركات المستوردة والديون المتوجبة لها والتي باتت تصل إلى ما بين 300 إلى 400 مليون دولار، هذا من جهة، ومن جهة ثانية نحن فقدنا ثقة الخارج بنا، في حين أن الشركات الموردة تريد أن تطمئن إلى أن أموالها سترجع إليها".
لرفع الفيتو عن الأدوية الإيرانية والتركية
أما رئيس "التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني" رائف رضا فقال في حديث لـ"العهد": "الموضوع تحت الضغط، يعني عندما نرى الناس تموت، والدولة تتفرج، ووزارة الصحة فاشلة، ووزير الصحة غائب عن السمع، حتمًا ستتفاقم الأزمة".
وأضاف: "نحن ناشدنا وزير الصحة (فراس الأبيض) أكثر من مرة، قلنا له البلد مُفلس ولا توجد أموال، أقرب الطرق للحل وأقصرها أن تناشدوا الدول الصديقة وغير الصديقة، ولا نضع حواجز على الأدوية الإيرانية والتركية والسورية... نحن نعيش في ظروف صعبة جدًا، ولا يوجد عندنا بديل، عندما يصارع المريض الموت لا يمكن أن تحجز عنه الدواء بحجة أنه من المصدر الفلاني".
وتابع رضا: "الآن هناك سياسة صحية يتابعها وزير الصحة والحكومة ونحن أطلقنا الصرخة، ومؤخرًا تحدثنا إلى وزير الخارجية، أصبحنا بوضع لا أموال، ولا عمل، والطريق الوحيد الآن أن تتوجهوا إلى الخارج للحصول على الأدوية اللازمة"، مضيفًا: "تحت هذا الضغط صار هناك خجل وقالوا إنهم سيناشدون نحو 40 دولة شرقًا وغربًا ومن جملتها إيران".
وتساءل رضا: "الأدوية الإيرانية، السورية، التركية، الهندية ممّا تشتكي؟ لماذا هناك فيتو على هذه الأدوية؟"، وأردف "نحن نقوم بعمل إيجابي تجاه كل المرضى، وبحاجة لمواكبة من الإعلام، وكل من يستطيع أن يرفع الصوت معنا عليه المساعدة في هذا المجال".
وسأل "أين أصبحت أدوية الهبة الأميركية؟ لماذا سُرقت؟ أين التحقيق بها؟"، وأعرب عن عدم ثقته بوزارة الصحة بسبب سرقة الأدوية السرطانية، مشيرًا إلى أنه سيقدم اقتراحًا بأن تتولّى قيادة الجيش توزيع أدوية السرطان والأمراض المستعصية، لأنه ليست هناك خيارات أخرى.
وشكّك رضا في وجهة الأدوية اذا ما تلقى لبنان دفعة جديدة منها، متوقعًا أن تخضع لمبدأ البيع والشراء، وألّا يحصل المرضى المنتظرون على شيء منها.
رضا حذّر في الختام من أن الأمن الصحي في لبنان بات في خطر فعلي وجدي جدًا جدًا، معتبرًا أن مرضى السرطان باتوا كالمنتظر لحظة موته.