خاص العهد
التعليم الرسمي في لبنان بخطر.. هل من مُنقذ؟
حسن شريم
تستفحل الأزمات المعيشية فتُلقي بثقلها على القطاعات كافة ولا سيّما قطاع التعليم في لبنان. في العاميْن الماضيين، برزت جملة عوائق ومصاعب أثّرت مباشرة على هذا القطاع، سواء من ناحية التعليم عن بُعد نتيجة وباء "كورونا"، أو من ناحية الوضع الاقتصادي المزري.
وبانتظار إقرار الموازنة، يبقى العام الدراسي معلّقًا. فهل تنطلق السنة الدراسية؟ وما هي المخاطر التي تُهدّدها؟
رابطة التعليم الثانوي الرسمي
للوقوف على هذا الأمر، تقول رئيسة رابطة التعليم الثانوي الرسمي ملوك محرز لموقع "العهد الإخباري": "إننا بحالة مفاوضات مع الدولة نأمل منها أن نتوصل إلى حلول إيجابية، فالعام الدراسي هذه السنة رهن الموازنة وتبنّي الكتل النيابية والبرلمان والحكومة مجتمعين لمطالب المعلّمين".
وترى محرز أن "هناك بعض الأمور التي يمكن أن تخفّف عن كاهل الأهالي كنظام إعارة الكتب المدرسية المعتمد في الثانويات في ظل تراجع القدرة الشرائية للأهالي، بالإضافة إلى بعض الجمعيات الداعمة للتسجيل تارة والقرطاسية طورًا".
وفيما يتعلق بوضع المعلّمين، تُبيّن محرز أن "المشكلة تكمن في عدم الانتظام بدفع المستحقات والرواتب في مواعيدها وهذا ما واجهناه في العام الماضي"، وتضيف "إلى جانب ذلك كانت المشكلة الأكبر هي أننا بدأنا العام الدراسي على سعر صرف دولار مُعيّن وخلال العام ارتفع السعر بشكل خيالي ما انعكس سلبًا على حسن سير العملية التعليمية والحياتية لدى المعلمين والأهل". وتتابع "هذا ما جعلنا نفقد الثقة في أيّة وعود من الدولة". وهنا تأمل "أن تُرفع الرواتب لتحسين الوضع العيشي للمعلم في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم".
وعن زيادة رسم التسجيل في التعليم الثانوي الرسمي، توضح محرز "أنّنا لم نتبلّغ أي قرار رسمي من أي جهة معنية بهذا الأمر".
وتستبعد محرز العودة إلى التعليم "أونلاين" نتيجة رفع الدعم عن البنزين وغلاء أجرة النقل بالباصات إلى المدارس، مرجعة الأمر الى عدم توفر أدنى المعايير التي يمكن أن تساعد الطالب على تلقي المعلومة أو إتمام عملية التعليم بنجاح، وتردف "لا كهرباء ولا أجهزة أو حواسيب، وتأمينها مكلف، وفي العامين السابقين أنفق المعلمون من مالهم الخاص بغية إتمام العملية التعلمية بنجاح".
وتأسف محرز للتسرّب المدرسي الحاصل نتيجة تفاقم الأوضاع، فاضطر بعض الطلاب إلى ترك مدارسهم لإعانة أهلهم فأصبح التعليم في المرتبة الثالثة بعد تأمين المأكل والطبابة. وأملت أن تعالج الأمور لتخطي الوضع المأساوي الراهن.
رابطة التعليم الأساسي في لبنان
لا يتعارض كلام رئيس رابطة التعليم الأساسي في لبنان حسين جواد مع ما ذكرته محرز، وهو يقول لـ"العهد": "ننتظر وقائع جلسة مجلس النواب اليوم ونعوّل على إقرار الموازنة لتحسين رواتب المعلمين".
ويشير جواد الى أن "الجمعيات المدنية تساهم في تأمين القرطاسية والتجهيزات في المدارس الرسمية المجانية"، ويلفت الى أن "بدل نقل الطلاب إلى المدارس هذه السنة هو العائق لدى الأهالي نظرًا لارتفاع سعر صحيفة البنزين ما يمكن أن يسبب نقصا في عدد الطلاب وهو ما لا نرجوه"، ويتابع "هذا النقص يمكن أن يُقابل بزيادة نتيجة النزوح من القطاع الخاص إلى الرسمي الأمر الذي ينعكس فائضًا في بعض المدارس ويتطلّب معالجة جديّة من الدولة والمعنيين".
ويناشد الجمعيات المدنية والأهلية والمجتمع المدني التدخل لإنقاذ العام الدراسي.
بداية تشرين قد تكون موعدًا لانطلاق العام الدراسي
من جانبها، ترى مديرة مدرسة حومين التحتا الرسمية نوال شريم أن مجريات العام الدراسي طبيعية بعد أن فتح باب التسجيل المجاني بالأمس وذلك بناءً لقرار الوزير الصادر بهذا الخصوص والذي تضمّن موعدًا لبدء العام الدراسي في 3 تشرين الأول، ما لم يطرأ أمر آخر يفرض التأجيل.
وتوضح شريم في حديثها لـ"العهد" أنّ المعلمين والمعلمات تقاضوا مستحقاتهم عن السنة الماضية ما عدا الفصل الثالث والتي وقّعها الوزير مؤخرًا بانتظار إيداعها في المصارف لإعطائها للمعلمين.
وردًا على سؤال عن التجهيزات والقرطاسية، تجيب شريم أنّ مدرستها "مجهّزة عبر ما قدمته اليونيسيف للمدارس في السنة الماضية، وكل المدارس بشكل عام لديها من القرطاسية ما يمكن أن يؤهّلها لبدء عامها، ولكنها لم تحصل هذه السنة بعد على أي قرطاسية من الدولة بانتظار أن تبت الجهات المعنية بهذا الأمر".
وفي الختام، تصف شريم إقبال الأهالي على تسجيل أولادهم هذا العام بـ"الجيّد".
الموازنةوزارة التربية والتعليم العالي في لبنانالمدارس الرسميةالتعليمالشهادة الثانوية