معركة أولي البأس

خاص العهد

حزب الله في ميدان الرياضة: تألقٌ مستمر ورؤية جديدة
17/08/2022

حزب الله في ميدان الرياضة: تألقٌ مستمر ورؤية جديدة

يوسف جابر

منذ الطلقات الأولى، كان حزب الله حاضرًا في كل الميادين ومن بينها الرياضة. الملاعب في الأحياء الشعبية كانت مكانًا حاضنًا للشباب الذي اجتمع على قرار مجابهة الاحتلال. مع مرور السنين تطوّرت الرؤية وأنشئت وحدةٌ معنية بالشأن الرياضي تتابع إدارة هذا الجانب. اليوم وفي عامه الأربعين يسجّل حزب الله حضورًا مميزًا على الساحة الرياضية بموازاة انتصاراته العسكرية المتلاحقة على العدو.

 

مسؤول الوحدة الرياضية في حزب الله الحاج محمد علي ياسين (أبو ياسر) يوثّق في حديث مع موقع "العهد" الإخباري بدايات العمل الرياضي للحزب، الذي انطلق عبر تشكيل الفرق الشعبية، وتطوّر بعد الانتخابات البلدية عام 1997 من "الحواكير" إلى الملاعب والمنشآت، إضافة إلى المجمعات الدينية التي بدأ حزب الله بإنشائها في التسعينيات، وكانت تشمل تخصيص طابق فيها للأندية الرياضية.

يشير الحاج ياسين إلى مرحلة تشكيل الأندية الرسمية وترخيصها، من كرة القدم والفنون القتالية والألعاب الفردية وغيرها. وتستهدف هذه الأندية الذكور والاناث من كافة الفئات العمرية، أمّا الهدف فهو إعداد جيل رياضي، وضمّ الشباب إلى العمل الرياضي، إضافةً لتطوير الثقافة الرياضية لمواجهة آفتي التدخين والمخدرات.

حزب الله في ميدان الرياضة: تألقٌ مستمر ورؤية جديدة

وبحسب مسؤول الوحدة الرياضية في حزب الله: "تبين أنّه يجب أن يكون هناك هيكلية لتغطية كامل المناطق، من الشعبة أي أصغر وحدة جغرافية، وصولًا إلى الوحدة الرياضية، إضافة إلى الاعتناء بالمستوى الرياضي للعاملين في حزب الله، ما يعني أن الاهتمام تركّز على الرياضة الداخلية والخارجية".

يوضح الحاج ياسين في حديثه لـ"العهد" أن "الفئة العمرية ما دون الـ15 عامًا كان يتم استهدافها من قبل كشافة الإمام المهدي(عج)، ولكن ماذا عن الذين لا يشاركون في الكشاف؟ لهؤلاء أنشأنا مدارس كروية للفتية أظهرت نجاحها وتعمَّمت التجربة على كل المناطق، وضمّت أكثر من 10 آلاف منتسب في 150 مدرسة في كافة المناطق اللبنانية، وشُكّلت لها هيكلية ونظام وإدارة فنية، وعُنيت بدور ثقافي واجتماعي للمنتسبين، من ورش توعوية وأنشطة اجتماعية داخل الملعب".

ويتطرّق مسؤول الوحدة الرياضية في حزب الله لنادي "العهد" الرياضي، معتبرًا أنَّه "تجربة فريدة، تطوَّر لدرجةٍ أحرز البطولة الوحيدة الآسيوية على مستوى لبنان وهي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو إنجاز غير مسبوق في لبنان".

حزب الله في ميدان الرياضة: تألقٌ مستمر ورؤية جديدة

الحاج ياسين يكشف أنَّ الوحدة بصدد إصدار رؤية جديدة للألعاب التي يجب التركيز عليها رياضيًا، آخذة بعين الاعتبار اهتمامات الناس عبر استبيانات أُجريت لحصر توجهاتهم ورغباتهم.

أيضًا تعمل الوحدة بشكلٍ مستمرٍ على تطوير الفريق العامل في المجال الرياضي من مدربين وحكام ومراقبين وإداريين، وباتت لديهم مستويات تأهيلية عبر برنامج سنوي. وبحسب الحاج ياسين فقد "وصلنا لمرحلة أصبحت لكل لعبة دورات تختص بالتحكيم والإدارة والتدريب على صعيد الفرق الشعبية وذلك لتطويرها وتنميتها بطريقة منهجية".

ويلفت الحاج ياسين في حديثه لـ"العهد" إلى أنَّ "الوحدة تتعاون مع البلديات في المناطق وفق بروتوكول يُعنى بتطوير الألعاب والمنشآت والمسابقات والتدريب"، مؤكدًا أنَّ "الملف الرياضي في حزب الله موجَّه لكافة شرائح المجتمع اللبناني، مثل نادي "العهد"، وفريق الكرة الطائرة، والمدارس الكروية، حتى على صعيد المنشآت"، موضحًا "لدينا علاقة تنسيقية مع كافة الاتحادات ولدينا ممثلون في 6 اتحادات، ونختار ممثلينا بدقة وعناية لتشكيل إضافة للاتحاد".

وداخل الاتحادات، تتابع الوحدة الرياضية التطور الحاصل عالميًا على مستوى الالعاب، وتعمل على تطوير القوانين، وتسعى لأن لا يكون هناك رسوم مالية مُعتَبَرَة للمشاركة في النشاطات حتى لا تكون حكرًا على طبقة معينة.

حزب الله في ميدان الرياضة: تألقٌ مستمر ورؤية جديدة

يقول مسؤول الوحدة الرياضية في حزب الله إن الحزب يعمل على "إبقاء الألعاب الرياضية بعيدة عن التجاذبات الداخلية، لخدمة الهدف الاسمى المرتبط بنشر الثقافة الرياضية داخل المجتمع".

وفي إطار التشجيع على رفض التطبيع الرياضي، تعمل الوحدة الرياضية في حزب الله على تكريم كل رياضي في العالم رفض التطبيع مع كيان العدو ولم يقبل باللعب مع منافس صهيوني، وأقيم في هذا الإطار احتفال بالتعاون مع الحملة العالمية لدعم فلسطين حيث كرّم 17 لاعبًا و3 أندية، من جنسيات عربية وإسلامية مختلفة.

الحاج ياسين يشدد في مقابلته مع "العهد" على أن "تطور الرياضة في حزب الله كان ملحوظًا لدى العدو، وسُلِّط الضوء على مدى اهتمام الحزب بالرياضة، ليصل خُبراؤهم إلى نتيجة أنَّ المقاومة متقدمة بشكل كبير في هذا المجال، وخلصوا إلى أنّ في ذلك تهديدين، الأوّل استقطابي واسع، والثاني حيازة الفتيان المنخرطين في العمل الرياضي على لياقة بدنية عالية تؤهلهم لتنمية قدراتهم العسكرية بشكل أكبر".

الأربعون ربيعاً

إقرأ المزيد في: خاص العهد