خاص العهد
عاشوراء النصر اليماني
سراء جمال الشهاري
أحيا الأنصار عاشوراء الدم والنصر، في زمنٍ أصبح اليمن فيه كربلاء العصر.
وخرجوا في درب الامام الحسين سلام الله عليه ملبين نداء القدس والأقصى، وماضين مع محور المقاومة في خط الجهاد المقدس.
يتحدث الأستاذ عبد الوهاب المحبشي عضو المكتب السياسي لأنصار الله في تصريح خاص بموقع "العهد" الاخباري" عن خروج اليمانيين في العاشر من محرم: "احتشدت جماهير الشعب اليمني على مستوى العاصمة والمحافظات الحرة، للتعبير عن الوفاء لصوت الإمام الحسين ورفع ندائه العظيم المستمر "هيهات منا الذلة" والتأكيد في يوم حسم الخيارات، على الاستمرار في خط الإمام الحسين خلف القيادة الحسينية حتى النصر أو الشهادة".
وكما في كل عام تحظى هذه المناسبة باهتمام باذخٍ شعبيًا ورسميًا، بل وتعد محطة سنوية رئيسية يستقي منها اليمانيون من عزم الامام الحسين عليه السلام وأصحابه، في مواصلة ثورته ضد الطغاة والمستكبرين.
امتلأت الأحياء والتجمعات بالمجالس الحسينية، التي رسخت ثقافة الامام الحسين، واستبان فيها اليمانيون عظيم تضحياته في سبيل الله والمستضعفين.
يشير عضو المكتب السياسي لأنصار الله إلى طريقة احياء اليمنيين لذكرى استشهاد الامام الحسين: "اليمنيون يحيون ذكرى عاشوراء لاستمداد الصبر والصمود من صبرِ وصمودِ الإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره في كربلاء.
ويستحضرون صورة قسوة العدوان الأموي اليزيدي من خلال صورة العدوان الأمريكي على اليمن.
يحيون ذكرى عاشوراء من خلال الحزن العملي والحركي من خلال الفعاليات والمحاضرات و الندوات".
لقد أثبت اليمنيون انتماءهم الصادق لثورة كربلاء منذ حروب صعدة الست وما تلاها من ثورات التحرر من أنظمة العمالة، وأخيرًا في صمودهم سبعة أعوام من العدوان، لكسر الهيمنة الأمريكية الاسرائيلية على يمن الايمان.
إن نسوة الأنصار اليوم يقدمن فلذات أكبادهن في سبيل الله ودفاعًا عن السيادة والاستقلال، ويستقبلن شهداءهن بعبارة زينب الصبر عليها السلام " اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".
بل كلما بذلت اليمانية شهيدًا، سارعت لإلحاق أخيه مكانه في جبهات العزة، ثم أرخصت ما امتلكت دعمًا واسنادًا لميادين الكرامة في قوافل كرمٍ، ما تزال تتدفق عطاءً منذ أول أيام العدوان وحتى اليوم.
ويتحدث الأستاذ المحبشي لموقع "العهد" الإخباري عن أسباب هذا الصمود والثبات الأسطوري فيقول "إن صمود اليمن هو ثمرة من ثمار تشرب الثورة الحسينية، وثبات اليمن هو تطبيق للدرس الذي قدمه ثبات الحسين في كربلاء. بينما لم يكن العدوان الأمريكي الأعرابي على اليمن، إلا امتدادًا للعدوان الإجرامي على الإمام الحسين".
لقد أكد الشعب اليمني، في خروجه الحسيني، أن حالة اللا حرب واللا سلم لن تستمر، وأنهم لن يسكتوا عن الاعتداءات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، بل أعلنوا من مسيرة كربلاء أنهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس ونصرة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل.
ويشير الأستاذ المحبشي إلى خيارات يمن الأنصار في المرحلة المقبلة "خيار الشعب اليمني هو الاستمرار في صموده وجهاده حتى النصر على أعدائه بعون الله،
وأكبر عدة يستعدها هي ثقته بالله وإيمانه المطلق بقيوميته، وتمسكه الكامل بالثقلين ليعتصم بهما من الضلال الأممي وهما كتاب الله وعترة نبيه".
هو خطٌّ واحدٌ ودمٌ واحد يجري من صنعاء إلى القدس فيلتقي بدماء الطف في ملكوت الكرامة والشهادة.
هو منهاج ثوريٌّ ممتد رفعته رايات أبي عبد الله سلام الله عليه ثم رايات أنصاره اليوم، وبه وحده ينتصر الدم على السيف، وقد انتصر.