خاص العهد
بعد وقف إطلاق النار في غزة ما هي إنجازات المقاومة؟
مصطفى عواضة
سعى العدو الصهيوني من خلال عدوانه على غزة قبل أيام إلى إحداث شرخ في بيئة المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية وفصائلها المختلفة، ومحاولة حصر المعركة بحركة الجهاد الإسلامي دون غيرها، واستنزاف قدراتها العسكرية لتفريق ساحات الجهاد على امتداد الأراضي المحتلة، إلا أن "فلسطين" مقاومة وشعبا أفشلت كيد المؤامرة، بل حولت هذه المعركة إلى انتصار عسكري وسياسي حققته بشروطها وصواريخها.
عدنان
حول هذا الانتصار وتداعياته على المقاومة، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان أن "الإنجاز الذي استطاعت أن تحققه سرايا القدس في المواجهة الأخيرة مع العدو الصهوني هو الربط بين جبهتي غزة والضفة الغربية، وكل ساحات المقاومة على امتداد فلسطين المحتلة، ما أثبت تنظيم قرار المقاومة وجهوزيتها الدائمة للرد على أي عدوان".
وفي تصريح لموقع "العهد" الاخباري قال عدنان:" إن الإنجاز الثاني الذي حققته المقاومة من هذه المعركة هو التطور العسكري الذي ظهر خلال الأيام الثلاثة للحرب، والذي فاجأ العدو هو مدى القدرة الصاروخية لديها، وأنها لا تنكسر لا باغتيال لقياداتها ولا بمحاولات زرع الفتنة بين الفصائل كما كان مخطط، بل أظهر أن شعبية حركة الجهاد ازدادت مع هذه المعركة فلسطينيا وعربيا من بيروت إلى دمشق فاليمن والتي ناصرت القضية بمسيرات حاشدة ملأت شوارعها".
وتابع الشيخ عدنان حديثه: "تمكنت المقاومة من توحيد صفوف الفصائل التي نشيد بأدوارها كل حسب إمكانياته، فحركة الجهاد لا يمكن أن تستثني أو تحرم أحدا من شرف مواجهة العدو، فالمقاومة ليست حكرا على أحد وهي شرف لكل الفلسطينين".
وأعلن القيادي في الجهاد الإسلامي عبر موقعنا:" أن جزء من قصف المستوطنات الصهونية من قبل المقاومة هو رد على ما قام به المستوطنون خلال مسيرة الأعلام قبل أشهر، وهو دليل على أن المقاومة لا تترك حقا ولا تترك ثأرا مهما طال الزمن".
وحذّر عدنان "أبناء الشعب الفلسطيني بجميع انتماءته من الوقوع في مخالب الفتنة التي يسعى إليها العدو وإعلامه، إذ أنه يعمل بعد وقف إطلاق النارعلى استثمار معاناة أهل غزة الذي فقدوا منازلهم جراء الاعتداء الصهيوني على غرارما حدث بعد انتصار تموز 2006 في لبنان".
وأردف بالقول" إن هذه المعاناة زادت اليوم في غزة نتيجة الدمار الحاصل منذ حرب 2014، حيث لا يزال هناك نازحين منذ ذلك الوقت، ولم يقم أحد من الدول العربية الذين وعدوا بإعادة الإعمار بالإلتزام بكامل وعودهم مما أدى إلى نزوح النازحين أصلا، باختصار إن أهل غزة يتجرعون الصبر والكرامة معا!".
وختم الشيخ حديثة بالتحية إلى "حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان متسائلا، إذا كان العدو قد تقهقر أمام مقاومة حركة الجهاد المتواضعة، فما هو المصير الذي ينتظره بحال قام بمواجه مع حزب الله الذي تفوق إمكانياته قدرات سرايا القدس؟"
البريم
من جهته القيادي في حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم اعتبر في تصريح لـ"العهد" أن: "المقاومة استطاعت في معركة غزة الأخيرة الرد على العدوان وامتصاص الضربة القوية والثبات في الميدان حتى آخر لحظة، وإفشال مخطط الاحتلال المعلن للقضاء عليها، فقد خرجت من المعركة مرفوعة الرأس واقوى من أي وقت مضى، وقادرة على الاستمرار في ضرب العدو وحماية الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن حركة الجهاد "تمكنت من إفراغ غلاف غزة من المستوطنين الصهاينة، وأن حالة الهلع التي فرضتها سرايا القدس على الكيان سيكون لها تأثير مهم في المستقبل في ما يخص توازن الرعب والردع".
وأضاف البريم: "إن فرض شروط المقاومة من خلال إعلان وقف النار بالتوقيت الذي أرادته، وكذلك وقف الهجمة المسعورة على الضفة وإطلاق سراح الأسير المضرب عن الطعام خليل العواودة، والشيخ القائد بسام السعدي ووقف العدوان على شعبنا، وفرض معادلة وحدة الساحات وتثبيتها، وابقاء يد المقاومة حرة والفعل المقاوم مشروع تحت اي تعقيد سياسي للرد على اي عدوان صهيوني".
وحول الوضع في غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار قال القيادي في حركة الجهاد: "لاشك أن شعبنا الفلسطيني تعرض لعدوان خطير استهدف الاطفال والمنازل الآمنة والممتلكات ولا زال يعيش حصارا صعبا لكنه يمتلك من الإرادة والمعنويات ما يمكنه من العيش بكرامة وهذا هو الأهم".