معركة أولي البأس

خاص العهد

بعد توقفه بسبب الحرب معمل سكر تل سلحب يعود للعمل: فوائد جمّة على الاقتصاد السوري
06/08/2022

بعد توقفه بسبب الحرب معمل سكر تل سلحب يعود للعمل: فوائد جمّة على الاقتصاد السوري

دمشق ـ محمد عيد

 

عادت آلات معمل سكر تل سلحب إلى الإنتاج بعد توقف دام لسنوات طويلة بسبب وجوده على خط التماس مع المجموعات الإرهابية التي منعت زراعة مساحات واسعة من الأراضي في سهل الغاب والتي كانت مخصصة لزراعة الشمندر السكري. ومع عودة الامان بفضل الجيش السوري للمنطقة، عاود الأهالي زراعة اراضيهم، وقررت اللجنة الاقتصادية في رئاسة الحكومة السورية إعادة دعم زراعة الشمندر السكري في منطقة الغاب والمناطق المحيطة بالعمل تمهيداً لإعادة تشغيله والذي يبدأ بالعادة في نهاية شهر حزيران/ يونيو وبداية شهر تموز/ يوليو بعد إجراء كافة أعمال الصيانة الخاصة بالعمل ورصد الاعتمادات المالية الخاصة بذلك.

بعد توقفه بسبب الحرب معمل سكر تل سلحب يعود للعمل: فوائد جمّة على الاقتصاد السوري

فوائد اقتصادية في كل الاتجاهات

يغلب الارتياح على  المزارع فادي ابراهيم العبر من قرية المحروسة في ريف حماة، فالرجل الذي توقف عن زراعة محصول الشمندر السكري طوال سنوات توقف معمل سكر تل سلحب، عاد هذا العام لزراعة أرضه بهذا المحصول الشتوي الذي باعه للحكومة "بسعر جيد يمكنه من الصرف على عياله طوال فترة الشتاء القادم" كما يقول فادي لموقع "العهد" الإخباري.
 
ينسحب الأمر كذلك على المزارع أحمد العبدو من قرية الجديدة الذي خصص مساحات واسعة من أرضه لزراعتها بمحصول الشمندر السكري الذي "اشترته الحكومة بسعر يرضينا ويرضيها ويسمح بتواجد المال في أيدينا ليعيننا على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد" كما قال.

الارتياح لم يقتصر على الفلاحين من أبناء المنطقة الذين كانوا يعتاشون على بيع محصولهم للحكومة حيث يتم تحويله إلى سكر في المعمل القريب من أراضيهم فتكفيهم الحكومة مشقة وكلفة النقل.

بعد توقفه بسبب الحرب معمل سكر تل سلحب يعود للعمل: فوائد جمّة على الاقتصاد السوري

المدير الفني والانتاجي في شركة سكر تل سلحب أشار إلى أن  آلاف العائلات من العمال كذلك عم الخير عليها بعد إعادة تشغيل معمل سكر تل سلحب.

في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت عيسى إلى أن الشمندر السكري محصول مهم إضافة لمحصولي القمح والقطن، ومعمل شركة سكر تل سلحب عاد للعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى حدود ٣٨٠٠ طن يومياً منتجا  نحو ١٦ ألف طن سكر ابيض للاستهلاك من حوالي ١٦٠ ألف طن شمندر، إضافة إلى أنه سينتج مادتي "التفل" كعلف للحيوانات و"المولاس" التي تعتبر أساسية لصناعة الخميرة التي تدخل في صناعة الخبز، الأمر الذي يوفر الكثير من القطع الاجنبي على خزينة الدولة السورية كنتيجة طبيعية للتخفيف من الاستيراد.

وأشار عيسى في حديثه الخاص بموقعنا إلى أن إعادة إقلاع معمل سكر تل سلحب سيسهم إلى حد بعيد في توفير مادة السكر في الأسواق المحلية وكسر سعره بنحو عشرين بالمئة، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق جدوى اقتصادية بعد توفير مليارات الليرات على الخزينة العامة للدولة السورية.

بعد توقفه بسبب الحرب معمل سكر تل سلحب يعود للعمل: فوائد جمّة على الاقتصاد السوري

المتقاعدون يتطوعون لخدمة بلدهم  

المهندس احمد زيود مهندس صيانة ميكانيكية بمعمل سكر سلحب أكد في حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري أن معمل سكر تل سلحب  كان متوقفا لمدة ٨ سنوات، وفي هذا العام بدأت أعمال الصيانة رغم قلة القطع المتوفرة وصعوبة تأمينها، خاصة القطع الخارجية، ولذلك تم إجراء أعمال الصيانة لكافة أقسام المعمل بخبرات محلية من قبل المهندسين والعمال في الشركة، وتم بذل جهد مضاعف نتيجة قلة الأيدي العاملة، وظهور عدة مشاكل، لكن تم التعامل مع هذه المشاكل في ميدانها بشكل مباشر، وتم تشغيل المعمل بشكل جيد وتجري عمليات الاستلام وإدخال الشمندر إلى خط الإنتاج بشكل جيد "ومهمتنا نحن كمهندسين وعمال صيانة عند الإبلاغ عن أي عطل طارئ نقوم بالتوجه إلى مكان العطل والتعامل معه بشكل مباشر".

ولفت زيود إلى أن شركة معمل سكر تل سلحب تأسست عام ١٩٧٨، وبدأت بالعمل عام ١٩٨١  واستمرت كذلك حتى عام ٢٠١٤، ولكن نتيجة الأحداث التي مرت بها البلاد أدت إلى توقف زراعة مساحات كبيرة من الأراضي المخصصة لمادة الشمندر السكري وبالتالي انخفضت كميات الشمندر التي تم توريدها إلى المعمل بشكل كبير حيث أصبحت غير مجدية بالنسبة للتشغيل الاقتصادي للشركة.
 

بعد توقفه بسبب الحرب معمل سكر تل سلحب يعود للعمل: فوائد جمّة على الاقتصاد السوري

وأشار زيود إلى أنه من العام ٢٠١٥ حتى ٢٠٢١ كان العمال يقومون بالصيانة الدورية لآلات المعمل حتى تبقى محافظة على حالتها الفنية.
 
وفي العام ٢٠٢١ تم إقرار عملية إعادة زراعة المحصول نتيجة عودة الأراضي إلى وضعها الطبيعي، وعودة الأهالي إلى أراضيهم حيث تم تأمين البذار اللازم لإعادة زراعة الشمندر لما يقارب ٤٣ ألف دونم وتم زراعة حوالي  ٣١ ألف دونم منها، والكميات المتوقعة لإنتاج الشمندر السكري حوالي ١٠٠ ألف طن، بسبب تلف مساحات كبيرة من المحصول نتيجة موجات الصقيع هذا العام، مشيراً إلى أن عمليات الاستلام للمحصول ودخول الشمندر السكري على خط الإنتاج تمت بخبرات محلية.

وشدد المهندس زيود على أنه وأثناء بداية العمل تمت الاستعانة بالعمال المتقاعدين الذين كانوا يعملون سابقا في الشركة من ذوي الخبرات، وكان لهم أثر إيجابي كبير في تشغيل الشركة، واستمرارها في العمل، وهو الأمر الذي أكده لموقعنا غانم إبراهيم مساعد مهندس متقاعد من ٢٠١٨ حيث أكد أنه وضع خبراته مع زملائه المتقاعدين في خدمة الواجب الوطني من أجل إعادة إقلاع المعمل، وتشغيله حيث التقت الخبرات المتراكمة لهؤلاء المتقاعدين مع جيل الشباب المتحمسين من المهندسين وعمال الصيانة وكل ذلك "كرمى لعيون هذا الوطن العزيز".

الزراعةالاقتصاد المقاومالسكرالشمندر السكري

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة