حملات الهيئات النسائية في شهر الأحزان: تكافلٌ من وحي الحسين (ع) 

إيمان مصطفى

الموقف الحسيني هو تاريخ لقوة الإيمان والصبر والتضحية التي نستعيدها اليوم بمواقف مفتوحة مع كل ما يعترينا من أزمات، لأنّ صبر الحسين (ع) كان قوة، وشهادته كانت هي المثال الأعلى لإعطاء الدروس والعبر. 

إحياءً لهذه المكتسبات العاشورائية الخالدة في زمن التحديات الصعبة تُقيم الهيئات النسائية بحزب الله - قطاع بيروت سلسلة نشاطات على مدى عشرة أيام من شهر محرم الحرام.

المساعدة الإعلامية في الهيئات النسائية بتول كرنيب تحدّثت لموقع "العهد الإخباري" عن الفعاليات العاشورائية هذه فقالت إن الأخوات العاملات لا يألون جهدًا خلال العام بالقيام بالحملات والأنشطة والفعاليات، فكيف لذكرى عاشوراء أن تمر دون جهد مضاعف؟ فهي محطة سنوية ينتظرها محبو أهل البيت (ع) عامًا بعد آخر، لتجديد الحياة بأرواحهم ونفوسهم، فواقعة كربلاء هي مدرسة قائمة بحد ذاتها.

ومن هنا وإلى جانب الاستفادة من 58 مجلس عزاء سيقام في المجمعات الثقافية كافة، تخبئ الهئيات النسائية في بيروت في جعبتها ما يحيي النفوس على الصعيد العملي، وفقًا لكرنيب، وينضوي عملها تحت شعار الإمام الخميني (قده) "كل ما لدينا من عاشوراء". 

حملة "دواك بيشفي غيرك"

ومن أبرز الأنشطة، بحسب كرنيب، حملة "دواك بيشفي غيرك"، حيث سيتم وضع صناديق خاصة في كافة المجالس الصباحية والمسائية من اليوم الأول وحتى اليوم العاشر لجمع الدواء، على أن يتم التنسيق مع الدفاع المدني لتسلم الأدوية وفرزها والتأكد من صلاحيتها وتوزيعها أو تسليمها للصيدليات المجانية في القطاعات، والتبرع بها للمستضعفين والأسر المحتاجة.

حملة "طفلي فداء للحسين (ع)"

تقول كرنيب إن نشر السواد والحزن على أهل البيت (ع) من أهم مظاهر قيمنا العاشورائية، ومن ضمنها اللباس الأسود، وما له من تأثير خاص على نفوس الأطفال، ولأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة فرضت واقعًا مريرًا على بعض الأسر التي لم تستطع تأمين هذا اللباس، كانت حملة "طفلي فداء للحسين" للدعوة للتبرع بمبالغ مادية للأخوات المعنيات الموجودات بالمجالس والمجمعات في كل الشعب والقطاعات، ليقمن بدورهن بشراء اللباس الأسود لأطفال الأسر المتعففة.

10 خطوات نحو الحسين (ع)

وبخصوص الموضوع المتعلق بالعبادات، تؤكد كرنيب لـ"العهد" أن الإمام الحسين (ع) استشهد من أجل الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعبادات، لذلك أطلقنا حملة عاشورائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "10 خطوات نحو الحسين (ع)"، حيث سيتم توزيع "بوست" أو منشور يومي يتناول خطوة تقربنا من الإمام الحسين (ع) بقالب نثري فني جميل، على أن تكون المحاضرة العاشورائية اليومية في المجالس تحت هذه العناوين والخطوات. ومن هذه العناوين أداء الصلاة وحسن الظن وكظم الغيظ وقضاء حوائج الناس وغيرها، مما نحتاجها بشدة في زماننا هذا. 

ولأننا في عصر "التواصل الاجتماعي"، تشدد كرنيب على أننا لن نترك بابًا لنشر ثقافة الإمام الحسين (ع)، ولذلك سنقوم بمسابقات عاشورائية يومية على صفحة "فدك"، وسيتمّ الاستفادة من "فلاشات" بعض العلماء الأفاضل خلالها. 

وبذلك يظهر جليًا أن الهيئات النسائية تُثبت في كل عاشوراء أن لها إحياءً يليق بمُصاب آل البيت (ع).

إقرأ المزيد في: خاص العهد