خاص العهد
عن تفاعلات التجمعات المهدويّة.. الحكاية يرويها منشد "سلام يا مهدي"
زكريا حجازي
لم تقتصر تفاعلات نشيد "سلام يا مهدي" على التجمعات المباركة التي لبّت واحتشدت في الجنوب والشمال والضاحية الجنوبية، لتلقي التحية على إمامها وتعاهده البقاء على العهد، بل تعدّت تفاعلاته لتنال نصيبًا من المنظمين والمعدين أنفسهم ومنهم المنشد السيد حجازي حجازي الذي شارك الجموع الغفيرة دموعها تأثرًا وتفاعلًا، جعلته يشعر بأنه بات أقرب إلى الإمام المهدي (عج) من أيّ يوم مضى.
هكذا أعرب المنشد السيد حجازي عن الانطباعات التي تولّدت لديه بعد إنشاده في التجمعات الأربعة الكبرى، مؤكدًا أنّ الانطباعات التي تركها النشيد في نفسه لم تكن أقل من التي تركها لدى الناس والأطفال.
وأضاف: "إذا كان هذا الشعور والتفاعل العجيب الذي شهدناه عند الناس وصل إلى هذا المستوى، فكيف بي أنا الذي أنشدت لهؤلاء الناس؟ لا شكّ أن آثار النشيد عليَّ كانت أشد وأعظم، بحيث يعجز اللسان عن وصفها، خصوصًا الذي شهدناه في النبطية وصور وجبيل وبيروت".
حجازي لفت إلى أنّ "النظر في وجوه الناس وهم ينشدون ويرددون كلمات النشيد ويتفاعلون معه وكأنهم يرون إمامهم، يحمّلنا مسؤولية كبيرة، ومن جهة أخرى يترك داخل القلب أثرًا كبيرًا، وشيئًا له علاقة بصاحب الزمان (عج)، بحيث تشعر بوجود الإمام في هذه التجمعات من خلال أصوات الناس وعيونهم وتفاعلهم، وفي هذه الطفلة الصغيرة التي تخاطب إمام الزمان، وهي لا تراه، ولكن هي تعرف أنّ هناك إمامًا موجودًا مفترض الطاعة، تنتظره ليخرج حتى يخلّصنا من هذا الجور والظلم والتعب".
وعمّا إذا كان يتوقع هذا الحجم من الحضور والتفاعل، أجاب السيد حجازي: "صراحة كلّنا تفاجأنا بهذه التجمعات المهدوية العجيبة في لبنان، وهذا يدلّ على أنّ الإمام المهدي (عج) حاضر في وجدان الناس وفي حياتهم ومعاملاتهم، ويدلّ على عقيدة قوية في نفوسهم، و على إيمان راسخ بهذا الإمام. والحمد لله، لقد لمسنا تعلّقًا لدى هؤلاء الشباب والفتيات، وهذا الجيل الصاعد بالإمام صاحب العصر والزمان (عج)، فهو حاضر في وجدانهم، وهذا الذي دفعهم للمشاركة بهذا الحجم وبهذه التلبية والسعي لإلقاء التحية والسلام عليه ومعاهدته بالبقاء على العهد، وربما كان همهم أن ينالوا شرف لقاء صاحب العصر والزمان، وهذا يعبّر عن عقيدتهم المتينة والراسخة بالإمام (عج)".
"الحقيقة أنّ اللسان يعجز عن التعبير عن هذا التعلّق بالإمام صاحب الزمان وعن وصفه.. أمام هذا الشعور لا يتمالك المرء نفسه عن البكاء.. هذه الدموع تعبّر عن أنّ كلمات النشيد تخرج من القلب، وليست مجرد كلمات ولقلقة لسان"، أضاف حجازي.
وتابع متأثرًا "ما رأيته على الأرض وفي وجوه الناس ووجوه الأطفال وأصحاب الحاجات الخاصة.. جعل عينَيَّ تدمعان تأثرًّا، لا سيما عندما كنت أسمع أصواتهم، وهم ينشدون النشيد ويسلّمون على الإمام بلهفة وحرقة وشوق.. هذه الدموع هي دموع إيمان وإخلاص، وحب حقيقي، وليست مجرد دموع أمام كاميرا أو من أجل تصوير".
وأوضح حجازي "شاهدنا كل هؤلاء الذين كانوا يبكون.. كانوا فعلًا لا ينظرون إلى أحد، كانت عيونهم وأحاسيسهم متعلقة بالإمام، وكأنّهم يرونه أو يتحدثون معه، وكأنه موجود بينهم بالفعل.. أغلب الناس في هذه التجمعات كانت موجودة على الأرض، لكنها لم تكن معنا بل كانت مع إمامها.. كانت تخاطبه وتتحدث معه".
ولفت إلى أنّ مشهد الأطفال الصغار الذين شاركوا في هذه التجمعات بهذه الصورة، ترك أثره لدى الشباب وفي الشارع، مبيّنًا أن "هذه المشاهد لا يمكن أن تقنع أحدًا بأنّ هؤلاء الأطفال تم تحفيظهم النشيد وخرجوا يرددونه، فحسب.. نحن لم نشاهد سابقًا أطفالًا يبكون بعواطفهم سوى عند البكاء على الإمام الحسين (ع)، لكن في قضية صاحب الزمان (ع) لم أرَ سابقًا طفلًا يخاطب صاحب الزمان بهذه الحرقة ودموعه تجري على خديه.."، ومؤكدًا "هؤلاء الأطفال كانوا يتحدثون مع إمام زمانهم، وليسوا مجرد أطفال حفظوا النشيد وجاءوا ليردِّدوه".
أما على الصعيد الشخصي، فلفت المنشد حجازي إلى أنّ إنشاده "سلام يا مهدي" في هذه التجمعات، كانت تجربة جديدة في حياته، وقال: "أنا أعتبرها حلقة من حلقات التقرّب الى صاحب الزمان (عج)، ولذا تركت أثرًا بالغًا في نفسي على المستوى الشخصي، و على مستوى مسيرتي الإنشادية"، وأضاف "علاقتي بالإمام لم تكن قبل النشيد بهذا المستوى. صرت أشعر أنني أقرب إلى الإمام عليه السلام أكثر من أي يوم مضى".
وختم: "وعلى المستوى الفني نحن وُفِّقنا في هذه النسخة العربية التي تحاكي الى حد ما النسخة البحرينية، فهذه التجربة أضافت الى مسيرتي نقاطاً جِد هامة، وأشكر صاحب الزمان (ع) عليها، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة إمام زماننا وخدمة أهل البيت عليهم السلام".