خاص العهد
الأمين العام وتوصياتُ المرحلة: عليكم بالدعاء والمقاومة حاضرة
لطيفة الحسيني
علمٌ وولاء في حضرة الأمين. القائد الذي يجمع الفكر والريادة، يحتضن طلابًا صبروا وكابدوا حتى بلغوا لحظة التتويج. عمامةُ أهل البيت (ع) غاية كلّ مُحبّ للتخصّص الحوزوي، والتبرّك الأجمل يتحقّق اليوم مع رعاية شخصية ومباشرة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
هو موعدٌ استثنائي يُكلّل سنوات الدراسة والتعب. اللحظة بالنسبة للخرّيجين لا توصف ولا تُختزل بمفرداتٍ قليلة. 12 مُعمّمًا (لبنانيين وسوريين وأفارقة) في عناية السيد. حانت اللحظة المُرتقبة منذ اليوم الأوّل للالتحقاق بحوزة الإمام المنتظر (عج) في بعلبك.
عن الجلسة المُطوّلة وما تخلّلته يتحدّث الشيخ هادي بلوط، أحد الطلبة المُعمّمين، لموقع "العهد الإخباري". تفاصيلها وأجواؤها لا تغيب عن بال الشيخ. في البداية، 15 دقيقة للوكيل الشرعي العام لآية الله العظمى الإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك شكر فيها السيد نصر الله على الفرصة التي أتاحها لتعميم الطلبة، وعلى دعمه الدائم للحوزة.
لنحو ساعة و40 دقيقة، استرسل السيد نصر الله في الكلام. الغالب فيه توصيات دينية من وحي المناسبة. بحسب الشيخ بلوط، سلّط الأمين العام الضوء على تاريخ الحوزة وما تعنيه وكيف نشأت ودور الشهيد السيد عباس الموسوي، وكيف كان يُتابعه ويُرافقه دائمًا إليها، وكيف أُتيحت للسيد عباس فُرصٌ في لبنان بعد عودته من النجف الأشرف، في بيروت والجنوب والبقاع لافتتاح حوزات، غير أنه أصرّ على افتتاحها في بعلبك حصرًا، مع العلم أنه لم تكن هناك مقوّمات لذلك.
استوطن الجانب الروحي حديث السيد نصر الله طيلة الوقت. ركّز كثيرًا على أهمية دعاء "يا من إذا تضايقت الأمور فتح لنا بابًا لم تذهب إليه الأوهام"، وضرورة توكّل طالب العلم على الله. وممّا قاله إن "الإنسان أكان طالبَ علمِ أم مجاهدًا، عندما يصل الى مرحلة صعبة جدًا قد يشعر فيها بأن لا حلّ، يفتح الله سبحانه وتعالى له بابَ فرج".
وفق الشيخ بلوط، عبّر السيد نصر الله أمام الحاضرين عن مدى ارتباط أمره وأمرنا بآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في أكثر من مكان، وأشار الى مدى شمولية سماحته وعِلمه ومعرفته بدقة التفاصيل.
كذلك أسرّ السيد نصر الله للمُجتمعين أنه في إحدى المُراجعات مع الإمام القائد، تفاجأ كيف أن سماحته يعرف أسماء بعض القرى في لبنان في البقاع وتحديدًا مشغرة.
وبناءً على تجربته الشخصية، نصح الأمين العام المُعمّمين بالتوكّل على الله دائمًا، قائلًا "أنا أُعطيكم نتاج 40 عامًا من العمل؛ وصلتُ لقناعة أن من يتوكّل على الله فهو حتمًا يُيسّر له أموره وخصوصًا على صعيد طلب العلم والتبليغ والدعوة الى الله، وبالمختصر عليكم الاعتماد على هذا الأساس حتى تبدؤوا بالتبليغ".
لم يُغفل السيد الوضع السياسي. أمام المشايخ، جدّد التأكيد على أن "المقاومة على أتمّ الجهوزية لردع أيّ معتدٍ والحفاظ على الحقوق، وحضورها في الساحات"، لافتًا الى أن "الضغوط موجودة والمخرج الوحيد الاعتصام بحبل الله".
المواقف الطريفة حضرت أيضًا في الحفل. بعد أن انتهى السيد من خطبته، أعطى فرصة للمداخلات. أحد المُعمّمين الأفارقة توجّه بطلبٍ أخير الى الأمين، فدعاه لزيارة إفريقيا. سماحته والجميع ضحكوا بعفوية، ثمّ ردّ مبتسمًا: "إن شاء الله بعد زوال "اسرائيل"".