خاص العهد
عَهْد حمية مع المرافق العامة يُنجز
لطيفة الحسيني
9 أشهر ووزير الأشغال علي حمية لا يستريح. نشاطٌ لافتٌ جدًا يشهد له الخصوم قبل الحلفاء والأصدقاء. "إرثٌ" إصلاحي وحيوي يُراكِمُه اليوم قُبيْل مغادرة منصبه فور تشكيل الحكومة الجديدة.
في أيلول 2021، تولّى حمية وزارة الأشغال. بعد يوميْن فقط على تكليفه بالمَهمّة، اجتمع بالمعنيين مُستهلًا عمله بأولوية الاستعداد لموسم الشتاء والأمطار والسيول.
الاعتمادات التي خُصّصت للوزارة تكاد تكون معدومة، لكن "العجلة" لم تتوقّف. النيّة موجودة كما العزيمة، وكلّ الباقي تفاصيل تُحَلّ. في الشتاء، لم نشهد سيولًا أو كوارث طرقات.
بمعدّاتٍ متواضعة جدًا، مُنع أيّ انسداد في مجاري تصريف مياه الأمطار على الأوتوسترادات الدولية. بالتعاون والتنسيق مع البلديات ومُتعهّدي رفع النفايات وفرق وزارة الأشغال، أُنجزت الأعمال في نهر الغدير وضبيه والدورة وانطلياس وجونيه والصفرا وطبرجا وعمشيت والبترون وشكا. لا فياضانات تُذكر.
جُهد حمية تسلسلَ تباعًا. إنشاء مرفأ لزوارق الصيد البحري في منطقة المنية - الضنية شمال لبنان، ثمّ جنوبًا في مرفأيْ صيدا وصور حيث رُفع الحدّ الأدنى للأجور. السماح لصيادي الأسماك المحترفين غير المرتبطين بصاحب عمل مُعيّن والحاصلين على كل الرخص القانونية المطلوبة والسارية المفعول بالانتساب الى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
للبقاعيين، زَفَّ حمية 3 مراسيم هامّة للمنطقة: افتتاح منفذ حدودي جديد بين لبنان وسوريا للأمن العام في محلة مطربة في قضاء الهرمل، ورفع تصنيف المنفذ الجمركي في القاع من الفئة الثانية الى الفئة الأولى، وتعديل المادة 53 من قانون الجمارك للإجازة بإنشاء باحات للحاويات بما يعرف بـ"المرفأ الجاف" لتخزين البضائع في تعنايل.
الأبرز في حصيلة نتاج حمية سُجّل في ضهر البيدر. كلّ من يعبر تلك الطريق الدولية عاش مأساة حقيقية، غير أنه وجد نفسه أمام "وعد صادق" جديد. إعادة تلزيم أشغال ترميم الطريق الدولي الحازمية-شتورا/ضهر البيدر سلك طريقه فعليًا وآليات التعبيد حضرت على الأرض، بعيدًا عن الانتخابات ومصالحها وحساباتها، خدمة للبنانيين على حدّ سواء، من دون تذرّع بحجة غياب الأموال اللازمة، كما اعتاد المواطنون السماع طيلة السنوات الماضية.
قضاء الزهراني له حصة في مشاريع حمية. وزير الأشغال أعلن من هناك عن مشروع إنشاء مرفأ لصيانة السفن والخدمات المتصلة بالأنشطة البترولية، بموازاة استكمال مراحل إقامة مرفأ جونيه السياحي.
في كلّ خطط حمية الشعار كان واحدًا: تفعيل المرافق العامة للدولة وزيادة إيراداتها بعيدًا عن جيوب المواطنين. ولهذا عمل على الهدف في مطار بيروت الدولي، حيث أطلق مزايدة لإدارة وتشغيل مواقف السيارات هناك، أعقبها أيضًا بمناقصة لتشغيل مطاعم وكافيتريات ومحطتيْ وقود في ساحة الطائرات و"كونتواريْن" لتأجير سيارات في قاعة الوصول.
بموازاة اللقاءات المستمرة مع سفراء عدد كبير من الدول، زار حمية فرنسا التي قدّمت للبنان هبة مؤلّفة من 50 باصًا لتيوضع قريبًا في الخدمة، على أن توزع على أكثر من منطقة، ضمن خطّة إصلاح وتفعيل قطاع النقل العام.
الى جانب المشاريع العديدة المنفّذة أو التي لا تزال تُدرس، تعاقد حمية مع شركة تقدّم خدمة فنية لتفعيل عمل الماسحة الضوئية في مرفأ بيروت لتعزيز أمن الشحنات المصدرة وفق أحدث التقنيات وأفضل الممارسات.
أحدث الخُطط المُعلنة لحمية اليوم. من مطار بيروت، أكد السيْر في طريق تحسين الخدمات وإيجاد أخرى في المرافق العامة، مُبشّرًا بإنشاء المبنى الشرقي هناك والذي سيُخصّص للحج والعمرة والزيارة والرحلات العارضة، وهو ما ينسجم مع البُعد الاستراتيجي للاستثمار في أكثر المؤسسات أهمية.
أداء حمية طيلة هذه الفترة يُعدّ نموذجًا واعدًا في الدولة. على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة وانعدام الإمكانيات المادية وصولًا الى تصريف الأعمال، الذي يريد فعلًا أن يُنتج يستطيع والذي يختار التقاعس يظهر على الملأ.