خاص العهد
تقدير موقف | اليوم 54: آلية إيصال الأسلحة الغربية لأوكرانيا وما هي أصنافها؟
عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية
مواضيع العرض | آلية إيصال الأسلحة الغربية لأوكرانيا وأصنافها
1ـ آلية إيصال الأسلحة الغربية لأوكرانيا وأصنافها.
منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة ازدادت شحنات الأسلحة الغربية وخاصة الاميركية منها بالوصول الى أوكرانيا.
من المعلوم أنّ الولايات المتحدة الأميركية عملت منذ سنوات على إعادة هيكلة الجيش الأوكراني بنظام الكتائب المستقلة، وذلك لإستخدامها في قتال البقعة او المنطقة في حالة نشوب الحرب مع الإبقاء على التوزيع السابق للمناطق العسكرية.
عمل مدربون اميركيون لسنوات قبل العملية العسكرية الروسية في برامج تدريب مكثفة شملت عشرات الكتائب العسكرية، وعلى رأسها كتائب النازيين الجدد بمختلف مسمياتها بعد ضمها لوحدات الدفاع الإقليمي مباشرة بعد اندلاع المعارك في إقليم الدونباس.
قبل العملية كانت آلية إيصال الأسلحة الأميركية سهلة ومتيسرة ولا توجد اية عوائق تمنع وصولها، وبالتالي تم التركيز في عمليات التدريب على نمط قتال الغوار (حرب العصابات) عبر تشكيلات من الكتائب المستقلة تضم مفارز قتال صغيرة مجهزة بأسلحة نوعية كالقناصات والمناظير الليلية وأجهزة الإتصال المشفرّة، إضافة الى الأسلحة المضادة للدروع المحمولة على الكتف و"صواريخ ستينغر" المضادة للطائرات وسيارات مدرعة رباعية الدفع سريعة الحركة وغيرها من المعدات المختلفة.
واذا كان الأمر مقتصراً قبل العملية على الأسلحة الأميركية، فإن دولاً أوروبية عديدة دخلت على خط المواجهة وباشرت بتزويد أوكرانيا باعداد كبيرة من الأسلحة بمعظمها من النوعيات المرتبطة بمواجهة الدبابات والطائرات والحوامات المحلقة على ارتفاعات منخفضة، ومن بين هذه الدول بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، كندا، اوستراليا، فنلندا، الدانمارك، السويد، ايطاليا واليونان.
وعن آلية إيصال الأسلحة، فإن مراكز التجميع الأساسية موجودة الآن في بولندا، إضافة الى دول أخرى مجاورة لأوكرانيا كسلوفاكيا والمجر ورومانيا، حيث تتولى هذه الدول إيصال الأسلحة الى مراكز محددة على الحدود مع أوكرانيا، لتتولى بعدها القوات الأوكرانية عمليات النقل والتخزين والتسليم داخل الأراضي الأوكرانية.
على الرغم من السيطرة الجوية الروسية شبه المطلقة على الأجواء الأوكرانية، الى جانب عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية، والمعلومات الإستخباراتية عبر مخبرين يتعاملون مع أجهزة الإستخبارات الروسية، فإنه من الصعب الادعاء ان الرقابة الروسية قادرة على افشال كل عمليات ادخال الأسلحة لاسباب مختلفة:
ـ المسافات الطويلة للحدود المشتركة بين أوكرانيا والدول المجاورة لها واستحداث مئات المعابر الجديدة لنقل السلاح الى أوكرانيا.
ـ عدم استهداف الجيش الروسي حتى اللحظة لخطوط النقل المدنية ومنها القطارات والشاحنات وغيرها.
ـ صغر حجم الأسلحة المُوّردة الى أوكرانيا والتي يمكن نقلها بسيارات صغيرة مختلفة الأنواع ومن ضمنها سيارات الدفع الرباعي.
وعليه فإنه من الصعب منع تدفق الأسلحة الصغيرة كمضادات الدروع والطائرات المحمولة على الكتف، وكذلك أجهزة الاتصالات والرصد الحديثة، ولذا فإن هذه الأسلحة ستصل تباعاً على الرغم من استهداف بعض تجمعاتها، وخطوط نقلها، علماً بأن الجانب الأوكراني يحرص على نقلها وتوزيعها ضمن قوافل صغيرة لا تتجاوز الثلاث عربات وهو ما يعصب عمليات الإستهداف الروسية.
2ـ أصناف الأسلحة الغربية التي وصلت الى أوكرانيا
أـ الأسلحة المضادة للدروع :
ـ صواريخ جافلين الأميركية ـ صواريخ N-LAW السويدية ـ صواريخ بانزرفاوست 3 الألمانية ـ صواريخ AT4 الأميركية ـ قواذف كارل غوستاف الكندية ـ صواريخ انستالازا الأسبانية ـ صواريخ SMAW الخارقة للتحصينات ـ مئات الطائرات الإنتحارية المسيّرة من نوع سويتش بليد 300 و 600 المضادة للدروع والتحصينات.
ب ـ الأسلحة المضادة للطائرات:
ـ صواريخ ستينغر الأميركية
ـ صواريخ ايغلا الروسية المطوّرة في بولندا
ـ صواريخ ستار سترايك الفرنسية ـ البريطانية
إضافة الى الآف أجهزة الإتصال الحديثة المشفّرة والرادارات الصغير المتطورة، وصواريخ هاربون الأميركية المضادة للسفن، وعشرات الآف الأسلحة الفردية والمتوسطة ومئات ملايين الطلقات الصغيرة العيار وغير ذلك.
امام هذا الواقع، من المؤكد ان اميركا والدول الغربية تتعاطى مع المواجهة على انها مواجهتها المباشرة دون ان تُدخل جيوش الناتو الى مسرح العمليات، لوجود العدد الكافي من العديد البشري العسكري في أوكرانيا القادر على القتال، والذي يصل الى 400 الف جندي يمكن رفعهم في الحالة القصوى الى 700 الف جندي، إضافة الى مجموعات النازيين الجدد والمرتزقة الأجانب الذين يقاتل منهم الآن حوالي 8000 مرتزق على الجبهتين الجنوبية والشرقية، ما يعني ان إجراءات وتدابير الجيش الروسي ستتعاطى مع المستجدات بنظرة وأسلوب مختلفين عن المرحلة السابقة والحالية.