خاص العهد
سيدة سورية تؤسس مشروعها الخاص للسماد العضوي
محمد عيد
بعد استشهاد زوجها، تأملت السيّدة السورية محاسن ابراهيم في أطفالها اليتامى الثلاثة، قبل أن تعزم على تأسيس مشروع اقتصادي يحفظ كرامة العائلة ويصونها.
هكذا اهتدت إلى الفكرة
سنوات خمس من البحث والمتابعة نجحت بعدها السيدة محاسن ابراهيم في تأسيس مشروع لإنتاج السماد العضوي من الديدان في أرضها بقرية الصويري في ريف حمص الغربي.
وفي حديثها لموقع "العهد"، أكدت محاسن أنها عقب استشهاد زوجها قررت البحث عن مشروع يكفي عائلتها المكونة من ثلاثة أطفال، فاستعادت ولعها القديم بالزراعة وحبها للأرض ورغبتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضار والفواكه.
وشددت محاسن في حديثها لموقعنا على فكرة أنها خططت لمشروع يكون ضمن أرضها في القرية لكن المشكلة كانت في فقر التربة بالعناصر الغذائية اللازمة في الوقت الذي لم ترق لها فيه فكرة استعمال السماد الكيماوي، فعكفت على الانترنت تبحث فيه وتطيل في البحث عن أفضل طرق التسميد الطبيعي فقادها سعدها إلى الالتقاء بمزارع من ريف دمشق أحضر لها دود السماد لإنتاج السماد الطبيعي للمزروعات فضلاً عن أنها كانت قد تفاجأت بأنها موجودة في مزارع ضخمة في الدول العربية المحيطة كالعراق ومصر وهي تصدر لكل دول العالم. فتبلورت عند ذلك فكرتها في تأسيس مشروع لدود السماد أو ما يعرف بالـ"فيرمي كمبوست".
المردود الجيد
وتشير السيدة محاسن في حديثها لـ "العهد" إلى انعكاس المشروع ماديًا على أسرتها بشكل جيد وخصوصًا بعد الفترة التجريبية التي استمرت لسنتين "وأنا الآن بدأت بالانتاج والمردود جيد جدًا وهو يكفي العائلة ويمكننا من تطوير العائد بحيث نحضر كميات قليلة من الدود ونعمل على تكاثره".
وأضافت السيدة محاسن أن "هذا السماد هو أفضل سماد في العالم، فكل العناصر موجودة فيه، وجربناه بالاستنبات وعلى كل المزروعات من أشجار، خضار، ورد، وهو يعطي أزهارًا مبكرة لأن قيمة العناصر والبكتيريا الموجودة فيه عاليه".
وشددت ابراهيم على فكرة أنه كلما تكاثر الدود يعطي سمادًا أكثر وهذا المشروع لا يحتاج لجهد أكثر من يومين في الأسبوع مع المراقبة اليومية حيث تلزمه مياه خالية من الكلور ولا يسمح لأي حشرة بدخول تربة سماد الدود.
مقصد الطلاب والباحثين
السيدة محاسن أكدت لموقع "العهد" الإخباري أنها لم تبخل بالمعلومة ولا بالسماد على أحد من أبناء قريتها كما أنها باتت مرجعية لعدد كبير من المهندسين الزراعيين الذين اطلعوا على مشروعها فضلاً عن أن بعض طلاب كلية الزراعة وجدوا في مشروعها مجالًا بحثيا لمشروع تخرجهم فيما تفرد هي ساعات من وقتها للتواصل مع العديد من خبراء الزراعة والبستنة في الدول العربية بهدف اجراء الحوارات العلمية وتبادل الخبرات والتجارب في مجال إنتاج السماد الطبيعي.
وهكذا أصبحت محاسن بتدبيرها وذكائها وجدها سيدة يشار لها بالبنان.