معركة أولي البأس

خاص العهد

تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي | اليوم 27 
22/03/2022

تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي | اليوم 27 

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية 
مواضيع العرض: نتائج عمليات اليوم ال 27 في الجبهات الثلاث 

بشكل عام لم تتغير وضعية الجبهات في اليوم ال 27 حيث باتت العمليات الروسية تسير بشكل بطيء ولكن متزامن وثابت.
في الأيام الأولى للعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا اعتمدت القيادة الروسية نمط الإندفاع السريع لتحقيق الصدمة والترويع في الجانب الأوكراني سواء القيادة السياسية او قيادة الجيش الأوكراني.

ممّا لا شك فيه انّ الضربات الأولى التي استهدفت مراكز القيادة والسيطرة للجيش الأوكراني، إضافة الى غالبية المطارات العسكرية حقّقت الصدمة، وكان المطلوب هو الدخول الى مرحلة إخضاع سريعة للقيادة الأوكرانية للقبول بالشروط الروسية، ولكن الأمر لم يحصل على الرغم من قبول الجانب الأوكراني الدخول بمفاوضات سياسية بوفد رفيع المستوى يستمر بالتفاوض مع الجانب الروسي حتى اللحظة دون الوصول الى نتائج ملموسة توقف المعارك وتحقق الأهداف الروسية بشكل متسارع.

على المستوى الميداني نستطيع القول ان الجيش الروسي بات ممسكاً اكثر بزمام المبادرة في الميدان وهو حتى لحظة كتابة هذا التقدير لا يزال في وضعية الهجوم.

تغيير أنماط

في اليوم العاشر للعملية بدأت القيادة الروسية تفكر بشكل جدي بتغيير نمط عملياتها التي اعتمدت فيه نمط الهجوم الرأسي، والذي حقق اندفاعت طويلة تراوحت بين 280 كلم على الإتجاه الشمالي الشرقي للعاصمة الأوكرانية كييف، و30 كلم على الإتجاه الشمالي الغربي لمدينة خاركوف، في حين ان الإنجاز الأهم تحقق على الجبهة الجنوبية حيث استطاعت الوحدات الروسية ان تسيطر على مساحات تقارب 8 الآف كلم مربع بعرض جبهة وصل الى 425 كلم بعمق يتراوح بين 225 كلم الى 80 كلم.

في الجبهة الشرقية بلغت الوحدات الروسية مرحلة السيطرة الكاملة على أراضي إقليم الدونباس مع اختراقات واسعة بالقرب من مدينتي خاركوف وسومي.

على جبهة كييف لا تزال الوحدات الروسية على مشارف ضاحية بروفاري من الجهة الشرقية، وعند ضاحية اربين من الجهة الغربية علماً بأنها سيطرت على مسافة 25 كلم من الطريق السريع الذي يربط كييف بمدينة جيتومير غرب العاصمة، وهي تعتبر الموقع الرئيسي الذي يمد القوات الأوكرانية التي تدافع عن العاصمة  باحتياجاتها المختلفة.

خلال الأسبوع الفائت تم السيطرة على قواعد ارتكاز مهمة ومن ثم تمت عملية ربطها ببعضها، وهو الأمر الذي تم استكماله في الجبهة الجنوبية في حين يتم استكماله في الجبهة الشرقية ولا يزال بطيئاً في الجبهة الشمالية.

بطء العمليات

أسباب بطء العملية العسكرية الروسية بما يرتبط بالمدن يعود الى مسألتين أساسيتين:

المسألة الأولى عدم رغبة الجيش الروسي الدخول بمعارك شوارع وخصوصاً في العاصمة كييف حيث سيحصل دمار كبير ويسقط ضحايا مدنيين بشكل واسع وهو ما سيتم استخدامه في الإعلام المعادي لروسيا لتأليب الرأي العام العالمي في سياق بروباغندا إعلامية يعمل عليها عشرات الآف المتخصصين بالحرب النفسية ويمكن ان تُلحق ضرراً أوسع ممّا هو حاصل في سمعة روسيا وجيشها.

المسألة الثانية هي تنفيذ العملية في فصل الشتاء واستخدام نمط الهجوم الرأسي حيث لا تساعد الأرض الموحلة ووجود مساحات كبيرة من المستنقعات والموانع المائية التي يتراوح عرضها بين 10 و100 متر على تنفيذ مناورة واسعة للقوات المدرعة التي تعرضت لكمائن من مفارز صغيرة تم اعداد خطط انتشارها مسبقاً وهو ما تتم معالجته حالياً من خلال التخلي عن الإندفاعات الراسية واعتماد التقدم الجبهوي التي باتت مساحات السيطرة الواسعة مؤمنة وثابتة وتحتوي على خطوط امداد مستدامة.

من المتوقع ان تعود العمليات الى وتيرة عالية بعد استكمال بعض العمليات على الجبهة الشرقية وجبهة كييف علماً بان التوقع الأساسي هو توجه الجيش الروسي لربط الشمال بالجنوب خصوصاً على أراضي شرق نهر الدينبر

كييف

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل