خاص العهد
أمّهات الشهداء في عيدهنّ.. شهادة أبنائنا "أجمل هديّة"
مصطفى عواضة
في عيد الأم ويومها، لا معنى لأيّ احتفالية أو هديّة، ولا عنوان لأيّ كلمة وسرديّة، ولا عبق لأي وردة جوريّة لولا تضحيات أم الشهيد.. فهي الأمّ التي صبرت وضحّت وعانت.. فقدت أعزّاء لها في معركة الدفاع عن الوطن والعرض والكرامة والإنسان.. هي أعظم الأمهات وأجملهنّ.. فجهادها عظيم وما قدّمته أعظم وعطاياها لا تقدّر بثمن، فهي روح العيد وفحواه، وسرّ وجودها مفتاح جدواه.
وتكتسي المناسبة ببريق حللها بكلمات من أمّهات الشهداء تخترق الأثير بموجات وجدانيّة ممزوجة بأريج المودّة والسؤدد والهيبة، مستحضرة أجمل الذكريات وأروع الحكايات، وهنّ أصل الحكاية.
والدة الشهيد القائد الحاج علي الهادي العاشق «الحاج عباس» وهي أم لشهيدين اختصرت حديثها لموقع "العهد الإخباري" بجملة واحدة، "أولادي أهدوني عزّة وكرامة بالدنيا وشفاعة وطريقًا إلى الجنة بالآخرة".
بدورها، والدة الشهيد علي كامل محسن (جواد) هنّأت أمهات الشهداء والجرحى الذين سقطوا في هذا الخط المقدّس بمناسبة عيد الأم، متمنية أن يكون في كل بيت في لبنان شباب في خط المقاومة الإسلامية.
وأضافت في مقابلتها مع موقعنا "أشكر الله تعالى على اختيارنا لأن نكون من عوائل الشهداء"، واصفة شهادة نجلها بأنّها "أجمل هدية في عيد الأم" و"الشهيد عيديتنا بكل الأعياد فهنيئًا له مجاورة الزهراء (ع)".
وعن فقد ولدها، قالت والدة الشهيد محسن، "صحيح هو غائب لكن روحه موجودة معنا دائمًا، نشعر بحضوره في مناسباتنا يفرح معنا ويواسينا في أحزاننا، وأتمنى لكلّ أم أن تكون فرحة مثلي خاصة في عيد الأم".
وختمت بالقول "نحن مستمرّون بهذا الخط، ولا حياة لنا بدون المقاومة".
والدة الشهيدين مهدي وعلي ياغي عبّرت بطريقتها عن المناسبة، وقالت "عيد الأم هو الأجمل بعد شهادة مهدي وعلي، لأنّ الله قد أكرمني بشهادتهما".
وتابعت كلامها متوجهة لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "أتمنّى يا سيد لو عندي أكثر من شابين لأقدمهم لهذا الخط.. نحن ليس لدينا إلاّ التضحية، و"يا ريت في شي أكبر لنقدمو".
"دماء الشهداء أينعت لتصبح عوائل الشهداء عائلة كبيرة"، هكذا عبّرت والدة الشهيد خليل علي ابراهيم في حديثها لـ "العهد" عن المناسبة، وأضافت "هذه العائلة الكبيرة المكوّنة من عوائل الشهداء والجرحى تشد عضد بعضها البعض وتلملم جراحها"، لافتة إلى أنّ هذه العوائل قدوتها الشهيدة أم ياسر والحاجة أم عماد مغنية.
أمّا عن الشهيد خليل فتقول "ابني مازال موجودًا ويحرسنا، الشهيد لا يترك من يحبّهم"، وتضيف "أنا أم أفقد لأبني واشتاق له، لكن الجميل بالموضوع أنّي اطمأنيت عليه، وأخيه الصغير يسير بهذا الطريق ومستعدة أن أقدمه أيضًا".
فعلًا، هنَّ أجمل وأعظم الأمهات، نبراس التضحيات ونور يضيء لنا الظلمات، تشرقن مع كل إشراقة شمس، لتضئن حياتنا بالعزة والكرامة والبركات.