خاص العهد
الشتاء في لبنان لم ينتهِ بعد... الخير قادم
إيمان مصطفى
شتاء 2022 "بيّضها". الأمطار لم تنتهِ بعد ويبدو أن الخير "لقدام". فقد شهد لبنان سلسلة منخفضات جوية ترافقت مع تدنٍ بدرجات الحرارة التي بلغت مستويات غير مسبوقة، وآخرها العاصفة "غريتا"، التي وصفت بأنها الأقسى. ومع الأنباء عن منخفض جديد مطلع الأسبوع المقبل، يُطرح السؤال: متى سينتهي شتاء لبنان؟
يجيب رئيس قسم التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي محمد كنج ويقول: "على مشارف فصل الربيع يشهد لبنان موجات صقيع تسبّبت في تراكم الثلوج في مناطق متفرقة، بما يناقض ما هو معتاد من طقس دافئ خلال هذه الفترة من العام". ويلفت في هذا السياق إلى أن درجات الحرارة سجلت أدنى مستويات لها في شهر آذار منذ 40 عامًا، ففي بيروت - على سبيل المثال - سجلت الحرارة الدنيا 5.2، فيما معدلها 12 درجة.
كنج يلفت إلى أن المتساقطات لم تبدأ في أشهر أيلول وتشرين الأول والثاني بل بدأت في كانون، ممّا أدى لتأخر الشتاء، في حين شهد شهر آذار كمية كبيرة جدًا من المتساقطات تخطت المعدل العام في عدد من المناطق، مؤكدًا أن التقلبات الجوية مستمرة.
ويشير كنج لـ "العهد" إلى "وجود كتلة قطبية فوق البحر الأسود ستؤثر على لبنان بدءًا من الاثنين المقبل الواقع في 21 من الشهر الجاري، حيث سيشهد اللبنانيون أمطارًا وطقسًا متقلّبًا وثلوجًا على الـ 1300 متر وما فوق"، في حين ستظلّ الحرارة تحت معدّلاتها الموسمية بـ5 أو 6 درجات السبت والاحد المقبلين. ويوضح أن لبنان يقع في نقطة "الشذوذ الحراري" من 21 إلى 27 آذار، وبالتالي ستكون درجات الحرارة الأسبوع المقبل أبرد من المعدلات الشهرية بحدود الـ 3 الى 5 درجات.
متى ننتهي من الطقس البارد؟ يجيب كنج موضحًا أن التقديرات الجوية تتم أسبوعيًا، ولكن "مع وجود هذه الكتلة ذات الحجم الكبير ستبقى الأجواء باردة محليًا"، ويشير الى أنه في حال اتجهت الكتلة صوب الشرق سيتأثّر لبنان بموجات من الصقيع، أما اذا مرّت فوق الأجواء اللبنانية فستحمل معها الأمطار لفترة ممتدة على ثلاثة أيام تقريبًا، وعلى مستويات منخفضة، ويضيف أن البرد يأتي عادة إلى لبنان من الشمال، أما الحر فيأتي من الجنوب من دول الخليج وشمال أفريقيا.
هل سيكون صيف لبنان حارًا جدًا؟ في العادة يُتوقع حدوث موجة حر قاسية مقابل شتاء قارسٍ لتعديل المناخ وتحقيق التوازن، لكن رئيس قسم التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية يشدد على أن لا دراسات مثبتة بهذا الخصوص، وقد يكون طقس لبنان البارد ترافق مع طقس حار في أحد بلدان الكرة الأرضية ممّا حقق التوازن في المناخ.
ويختم كنج حديثه محذرًا من خطر الانزلاقات على الطرقات الجبلية في هذه الأيام، وتكوّن الضباب الكثيف على المرتفعات وانعدام الرؤية، داعيًا المواطنين للالتزام بإرشادات قوى الأمن الداخلي.