خاص العهد
ذكرى ملحمة بن قردان التونسية: بداية النهاية لـ"داعش" الارهابي
تونس - روعة قاسم
يعيش التونسيون هذه الأيام على وقع إحياء الذكرى السابعة لملحمة بن قردان البطولية والتي قضت على جحافل الإرهابيين التكفيريين ومحاولتهم إقامة امارة داعشية في جنوب شرق البلاد. فقد واجهت مدينة بن قردان في تلك الفترة وتحديدا بين تاريخ 2 إلى 10 آذار/مارس من عام 2016 هجمات مباغتة لعناصر من تنظيم داعش الإرهابي تسللوا من ليبيا المجاورة.
وقد دفع التونسيون ثمنا باهظا في هذه المواجهة للدفاع عن تراب الوطن، فقد استشهد 13 عنصرًا من الأمنيين و7 مدنيين كانوا يساندون ويحمون ظهر حماة الوطن.
مفترق مصيري
ومنذ تاريخ آذار / مارس 2016 وحتى اليوم، حققت السلطات التونسية تقدما كبيرا في الحرب ضد الإرهاب، اذ تم احباط العديد من الهجمات الإرهابية في أكثر من مكان في البلاد. يشار الى أن القضاء التونسي أصدر أولى الإدانات بحق المتهمين خلال هذا الأسبوع، فقد حكم بالإعدام على 16 شخصا فيما صدرت أحكام على 15 متهما آخرين بالسجن مدى الحياة، وحُكم على اثنين بالسجن 30 عاما، واثنين بالسجن 27 عاما، وسبعة بالسجن 24 عاما، وثلاثة بالسجن 20 عاما.
وتقول القيادية في حزب التيار الشعبي مباركة البراهمي لـ" العهد" إن هذه الواقعة لا يمكن نسيانها بكل ما تحمله من رمزية ومن تداعيات ونتائج هامة، وتوضح: "لا نستطيع أن ننسى قبل 7 سنوات عندما تسلّل في مثل هذه الأيام العديد من الإرهابيين الى بن قردان جنوب البلاد، وحصلت مواجهة دامية بين قوات الأمن والجيش من ناحية وعدد كبير من الإرهابيين المسلحين ناهز المئة ارهابي مدججين بأسلحة متنوعة متطورة. والهدف كان اقامة امارة داعشية واقتطاع جزء من التراب التونسي لتكون بمثابة القاعدة في منطقتنا. ولكن نحن شعب لم يجد لنا الفكر الارهابي والدموي سبيلا، وواقعة بن غردان تشرح بنفسها كيف أن الارهاب ليست له حاضنة شعبية ابدا لأن أهالي بن قردان وقفوا عزّلَ ووجها لوجه أمام الإرهابيين وساندوا قوات أمننا وجيشنا الوطني".
الإنعكاسات العربية
أما عن التداعيات الاقليمية والعربية لهذا الحدث منذ وقوعه وحتى اليوم، فتعلّق محدثتنا "نجد أن الجماعات الإرهابية اندحرت اليوم من كل مكان من الوطن العربي، وكما كانت بن قردان -على صغر حجم بلادنا- محطة ساطعة في مواجهة هذه الجماعات المتطرفة ومحاولتهم تأسيس دولتهم الخبيثة في تونس نرى ان هؤلاء الارهابيين التكفيريين يتراجعون شيئا فشيئا. والتقدم الأمني الحاصل في سوريا والاستقرار الكبير هو أكبر دليل على ذلك". وتتابع "حقيقة، بين اليوم وبين عشر سنوات خلت هناك فرق كبير، صحيح ان التركة كانت ثقيلة والثمن قاس جدا ومؤلم جدا، لكن اليوم الدولة السورية تتعافى بالمجهود الجبار الذي بذله الشعب السوري وتضحيات الجيش العربي السوري وصبر القيادة السورية داخل سوريا على المآسي التي تعيشها البلاد وهي تحاول أن تخفف من محنة الشعب".
وتتابع البراهمي "هناك حقيقة لا نستطيع أن ننساها أو نتغاضى عنها وهي دور الحلف الذي انتمت اليه سوريا أي حلف المقاومة، لأن سوريا لو كانت وحدها، لما استطاعت أن تجابه الحرب العالمية التي شنت ضدها".
وتؤكد البراهمي أن كل هذه الانجازات التي تحققت في الدول العربية كانت بفضل تلاحم الجيش مع الأمن والشعب.