معركة أولي البأس

خاص العهد

ما هي احتمالات هذا الرد على العدوان في سوريا؟
10/03/2022

ما هي احتمالات هذا الرد على العدوان في سوريا؟

محمد عيد

أظهر وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد حزمًا لجهة قدرة ورغبة سوريا في الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على بلاده. رد ارتفع مؤشر وقوعه كثيرًا مع إعلان طهران عن استشهاد ضابطين من المستشارين الإيرانيين الذين جاؤوا إلى سوريا وفق معاهدات رسمية موقعة مع دمشق، ليبدو الترقب سيد الموقف لا سيما وأن العدو الصهيوني قد استنفر قواه، تزامنًا مع أجواء الانشغال الروسي بالحرب في أوكرانيا.

الموقف الميداني الحالي

يشرح الخبير السياسي والعسكري العميد قاسم قنبر في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري الواقع الميداني الذي سبق الغارة الإسرائيلية الأخيرة فجر يوم الاثنين في محيط العاصمة دمشق حيث كانت طائرات التجسس الصهيونية ومعها الطائرات الحربية تخترق لساعات طويلة الأجواء من مرصد جبل الشيخ المحتل إلى الجولان وصولًا إلى الحدود السورية مع فلسطين المحتلة وما تلا ذلك من هجوم جوي على موجتين توزعتا على أربعة أهداف في دمشق وريفها وارتقى في أحدها مدنيّان سوريان ينحدران من بلدة الصنمين في ريف درعا، كما استشهد في الموقع المستهدف الآخر ضابطان إيرانيان هما إحسان كربلائي بور ومرتضى سعيد نجاد. ولم ينجم عن استهداف الموقعين الآخرين في ضاحية حرستا وتل الكردي أية إصابات واقتصرت الأضرار على الماديات بينما تمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاط أربعة صواريخ معادية.  

استنفار العدو

ويضيف قنبر في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري أن إحاطة جيش الاحتلال الصهيوني بالموضوع تفترض "القدرة والرغبة السورية الإيرانية بالرد" وهذا ما يفسر مسارعة جيش الاحتلال ومع إعلان الحرس الثوري الإيراني عن ارتقاء الضابطين الشهيدين إلى استنفار قواته في الجولان المحتل وعلى طول الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان فيما بدا أنها "محاكاة متوقعة" لجولة الاشتباكات التي حصلت في صيف ٢٠١٨ وجرى فيها تبادل للقصف من غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة مع العدو الصهيوني.
 
الخبير العسكري والاستراتيجي يلفت إلى "اتساع مساحة السيطرة للجيش السوري في المنطقة الجنوبية وتحكمه بكامل الطرق التي كان الإرهابيون يسيطرون عليها لمصلحة الكيان وقرب مواقعه من مواقع العدو في الوقت الذي لم يكن يسيطر فيه في الـ ٢٠١٨ على أكثر من ربع المساحة التي يسيطر عليها الآن وهذا ما يفسر كذلك تكثيف العدو لدورياته ولحركة الاستطلاع الجوي والبري".
 
ويشدد العميد قنبر على فكرة أن الضابطين الإيرانيين اللذين استشهدا في الاعتداء الأخير هما مستشاران موجودان بحكم الاتفاقية الموقعة بين سوريا وإيران ولا تخفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجود مستشاريها في سوريا، وعليه فإن العدو الصهيوني مارس عدوانًا على شخصيات رسمية ايرانيه في ضيافة دمشق، وهذا ما يحفز "تنسيقًا كاملاً ومتكاملًا ضمن محور المقاومة بعدما تمادى الكيان".

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل