طوابير المحروقات.. عودٌ على بدء والأسعار بلا حدود

يوسف جابر

عصفت الأزمة الروسية الأوكرانية بالاقتصاد العالمي، وألقت بظلالها على أسعار الطاقة والغذاء. المِحنة الطارئة تضيف ضغوطًا على سلاسل التوريد العالمية. ومما لا ريب فيه أنَّ لأزمةٍ كهذه تداعياتٍ على الأسواق العالمية ومنها اللبنانية، ما يزيد من وطأة الأزمة التي يعانيها لبنان.

منذ بداية العملية العسكرية الروسية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 20% ، لتتداول بنحو 115 دولارًا للبرميل، كما وصلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، ليرتفع معهما جدول تركيب المحروقات وتُصدر تسعيرة لم يسبق أن شهدها لبنان من قبل، وسط تخوُّفٍ من عودة أزمة المحروقات مع استمرار هذا الأزمة.

ولتبيان المشهد بشكلٍ أوضح ومدى انعكاسه على الساحة اللبنانية، أجرى موقع "العهد الإخباري" حديثًا مع ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا الذي أكَّد أنَّ لبنان لا يملك مخزونًا من النفط، مشيرًا إلى أنَّه مع ارتفاع أسعار النفط عالميًا يجب أن نتماشى مع الواقع المفروض "على مضض".

وأوضح أبو شقرا أنَّ الشح في المحروقات في المحطات سبّب التقنين الخارجي على الشركات المستوردة، لأنَّ العالم متوجِّسٌ من تداعيات الأزمة.

من جهته، رأى مدير الادارة المركزية لمحطات الايتام جمال مكي أنَّ انعكاس الأزمة على لبنان كان واضحًا مع صدور جدول تركيب الأسعار، وارتفاع البنزين 28 ألف ليرة، وارتفاع المازوت 40 ألف ليرة، علمًا أنَّ الوزارة أرجأت إصدار الجدول قرابة أسبوع من بدء العملية العسكرية رغم أنَّ التأثير ظهر منذ اليوم الأول عالميًا.

وأشار إلى أنَّ جزءًا كبيرًا من المحطات أقفل أبوابه للاستفادة من الربح ظنًا منهم أنَّ جدول الأسعار سيصدر مع ارتفاع كبير، ولكن الآن ينتظرون جدول الثلاثاء المقبل، لأن المتوقع أن ترتفع الأسعار 25 ألف ليرة على البنزين.

واعتبر مكي في حديثٍ لـ"العهد" أنَّ أحد انعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية هي أنَّها تُظهر آفة انعدام الأخلاق والقيم، كاشفًا أنَّ بعض الشركات تُسلِّم المحروقات على سعر الجدول الذي لم يصدر بعد باعتبار أنَّها "سلفة".

وكان قد ارتفع سعر صفيحة البنزين بصنفيه 95 أوكتان 7000 ليرة إلى 369000 ليرة، و98 أوكتان 8000 ليرة إلى 379000 ليرة. كما ارتفع سعر صفيحة المازوت 3000 ليرة إلى 334000 ليرة، في مقابل تراجع سعر قارورة الغاز 3000 ليرة إلى 273000 ليرة.

النفطالمحروقاتالمازوتالبنزين

إقرأ المزيد في: خاص العهد