نساء اليمن يتمسكن بالحياة رغم العدوان: السيدة الزهراء (ع) قدوتنا

سراء جمال الشهاري

في ظل عدوانٍ لا يرعى ذمة ولا يفقه معنًا للإنسانية، لا يفرّق بين صغير أو كبير، لا يرتدع عن فعل أي جرم مهما كانت بشاعته ووحشيته كانت المرأة على رأس قائمة الاستهداف وأولى الضحايا.

تسابق اليمنية خلال سنيّ العدوان الأمريكي - السعودي الموت في ليلها ونهارها، ولا تدري أيهم سيكون الأسرع الموت جوعًا أو قصفًا أو مرضًا، وباتت إحدى مسؤولياتها الكبرى أن تبحث عن حصنٍ ومأوىً تحمي صغارها فيه من القصف والغارات.

لكنها من بين كل هذا الألم، ورغم صمت المتخاذلين وسكوت الخانعين، ما تزال أبيةً صامدةً، تواجه من اعتدى عليها بعزيمةٍ ايمانية يمانية. حرائر صنعاء خرجن في جماهيريات حاشدةٍ وحافلةٍ في جملةٍ من الساحاتٍ، ليحتفلن بحقوقهن الصادقة، وبأعظم نموذج انساني نسائي، في اليوم العالمي لكل مؤمنة.

لم يمنعهن تحليق الطائرات وقصفها، ولا احتجاز المشتقات النفطية وأزمتها الخانقة، ولا الحصار وأوجاعه، أن يخرجن في ذكرى ميلاد السيد فاطمة الزهراء عليها السلام، مجاهداتٍ كما جاهدت، وصابراتٍ كما صابرت، متأسيّات بها محتذياتٍ حذوها.

رددت الحرائر في احتفائياتهن شعار "لبيك يا زهراء"، وهتفن بـ"الموت لأمريكا واسرائيل"، ونددن بتصعيد العدوان العسكري والاقتصادي، وطالبن القوة الصاروخية اليمنية والطيران المسير بمزيد من الضربات التي تشفي صدور قومٍ مؤمنين.

تتحدث المنسقة الميدانية للهيئة النسائية الثقافية العامة لـ"أنصار الله" الأستاذة هناء الديلمي عن احتفال اليمانيات باليوم العالمي للمرأة المؤمنة في تصريحٍ خاصٍ لموقع "العهد" الإخباري: "بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للمرأة المسلمة ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، بذلت اليمنية الكثير من الجهود، لإحياء هذه المناسبة، كورش العمل التي أقامتها الهيئة النسائية الثقافية العامة لمنسقات الإعلام والفعاليات استعدادًا للمناسبة، ثم النزول إلى الميدان بخطة عمل واحدة تضمنت التزيين وطباعة المنشورات والملصقات، وتنظيم ندوات ثقافية في المجالس والمدارس والمعاهد، وإقامة فعاليات تحضيرية في القرى والأحياء، وفي عدد من المؤسسات الحكومية، وكذلك المسابقات المتنوعة شعرًا وخطابة وإنشادًا".

وتنوّه الديلمي لموقع "العهد" الإخباري أن "اليمانيات خرجن لإحياء ميلاد السيد الزهراء(ع) بمشهد مهيب وحضور مشرف في عدة ساحات تم إعدادها وتجهيزها والعمل المكثف عليها، ورغم الأزمة  الخانقة والتصعيد الاقتصادي والعسكري خرجت النساء اليمانيات لإحياء هذه الذكرى حتى أن البعض كان يأتي مشيًا على الأقدام بسبب الظروف الإقتصادية الحرجة وأزمة المشتقات النفطية".

حينما كانت السيدة الزهراء(ع) أسوتها.. صمدت اليمانية أمام كل المؤامرات

إحياء اليمانيات لذكرى ميلاد البتول(ع) بهذا الزخم والاهتمام، له دلائل عدة، تذكرها المنسقة الميدانية للهيئة النسائية الثقافية العامة لـ"أنصار الله" لموقع "العهد" الإخباري: "الاحياء هو تجسيد للهوية الإيمانية التي ارتبط بها اليمنيون، ذلك الوسام العظيم الذي منحه الرسول (ص) لهذا الشعب، كما أن تمسكنا بالسيدة الزهراء(ع) وبهويتنا الإيمانية، هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات والصعوبات والمحن، والتي ستتحول بفضل الله إلى فرصة ومنحة".

العدوان يصعّد وحرائر اليمن تستنفر

استنفرت اليمانية إزاء جرائم قوى التحالف الوحشية والقذرة، واحتشدت النساء في وقفة إدانةٍ واستنكارٍ بجوار منزل الجنيد المقصوف بحي الليبي بأمانة العاصمة. خرجت تناشد أبطال القوة الصاروخية والقوات المسلحة اليمنية بمزيدٍ من الأعاصير، وتؤكد دعمها لهم بما امتلكت من مالٍ ورجال، داعية إلى المشاركة في قافلة كبرى رفدًا للقوة الصاروخية والطيران المسير.

بيان الوقفة أكد على جملةٍ من المواقف أبرزها تأييد الحرائر لكل قرارات القيادة، ولكل الخيارات الاستراتيجية، ونددن بالصمت العالمي المطبق إزاء الدم اليمني المسفوك وأشلاء النساء والأطفال.

توصل الديلمي رسائل للداخل والخارج في ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (ع) من خلال موقع "العهد" الإخباري: "مستعداتٍ لمواصلة مشوار الصمود والتضحية مهما استمر تصعيد العدوان وإجرامه.
ونؤكد أن تمسكنا بالسيدة الزهراء(ع) فكرًا و قيمًا وأخلاقًا وسلوكًا هو الضمان والأمان وسر السعادة فى الدنيا والآخرة. ونقول لهذا العالم الأصم والأبكم تجاه هذه الجرائم الوحشية والحصار الجائر وللعدوان الأمريكي السعودي، مهما قتلتم ودمرتم لن نتنازل عن ديننا ومبادئنا وقيمنا والنصر حليفنا بإذن الله
وهو وعدالله للمؤمنين".

إقرأ المزيد في: خاص العهد