معركة أولي البأس

خاص العهد

الأزمة لا تُضعف همّة "الإمداد": تقديمات هائلة والتدفئة على رأسها
21/12/2021

الأزمة لا تُضعف همّة "الإمداد": تقديمات هائلة والتدفئة على رأسها

لطيفة الحسيني

يعيش لبنان اليوم زمن التكافل الاجتماعي. غلاءٌ فاحش، تدهور ماليّ غير مسبوق، وغيابٌ تامّ للدولة. العناية الإلهية تتكفّل بالمساكين. قد تكون الصورة قاتمة ومأساوية لكنها ليست الى هذا الحدّ. جمعية الإمداد الخيرية الاسلامية هنا، لا تكلّ ولا تملّ حتى إغاثة المنسيين والمُستضعفين عملًا بشعارٍ أرساه الإمام الخميني (قده): خدمة المحرومين.

مع استفحال الأزمة الاقتصادية، أضحى الحديث عن نجدة المُحتاجين يستقطب الاهتمام أكثر من تلك الخطط التي يُعلن عنها رسميًا ولا يشعر بها المواطنون. منذ عام 1987، كرّست جمعية الإمداد نهجًا مُختلفًا عن أسلوب الوعود الرنّانة التي سرعان ما تُنسى. ترجمةٌ فعلية لشعارات الدعم والمُساندة للعوائل المُتعفّفة على امتداد الأراضي اللبنانية، الى جانب المراكز الرعائية لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنّين ودور الأيتام.

كيف يبدو الوضع بالنسبة لـ"الإمداد" اليوم؟ هل لا تزال صامدة أمام اطراد أعداد الفقراء في لبنان الذي تسبّبت به المِحنة الراهنة؟

في حديث لموقع "العهد الإخباري"، يُظهر المدير العام للجمعية الحاج محمد برجاوي حجم الضغط المفروض على مؤسّستهم في هذا الوقت، فيقول إن "عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة تستفيد من تقديماتنا، وتحديدًا ما بين 15 الى 16 ألف عائلة و4000 يتيم حاليًا، وذلك استكمالًا للقواعد التي أرساها الإمام الخميني الراحل (قده) عام 1987 حين وجّه بتأسيس الجمعية".

 

الأزمة لا تُضعف همّة "الإمداد": تقديمات هائلة والتدفئة على رأسها

 

وفق برجاوي، "المساعدات الممنوحة للمُتعفّفين تتنوّع بين المبالغ النقدية والحصص الغذائية والدعم الصحي والمساندات التربوية ولا سيّما لمن لا مُعيل له، إضافة الى جهود ميدانية تستهدف بناء وترميم منازل في مناطق محرومة الى تجهيز بيوت من الألف الى الياء".

عناء هذا العام يختلف عن كلّ ما بات غابرًا. ولأنّ الغلاء والقدرة الشرائية فاقا كلّ التوقعات، تحرّكت "الإمداد" لإنقاذ ما يُمكن. برجاوي يشير في هذا السياق الى أنه "وبناءً على توجيهات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تلقّت العوائل التي تسكن على ارتفاع 500 متر عن سطح البحر 100$ لوسائل التدفئة في مواسم الشتاء والصقيع".

الضائقة المُتعاظمة أجبرت "الإمداد" إذًا على بذل المزيد لكلّ العوائل المُسجّلة في بياناتها. برجاوي يُبيّن أن اللجنة "قدّمت مؤخرًا مساعدة فورية لكلّ العوائل من أجل أن تتوجّه الى البلديات وتقدّم طلبات للحصول على المازوت الإيراني بموازاة تسليمهم وسائل تَقيهم من البرد بشكل شامل من "الصوبيات" والمدافئ والأغطية والسجاد وصولًا الى الألبسة".

الاكتفاء الذاتي حاضرٌ في أجندة "الإمداد" أيضًا. بحسب برجاوي، "العوائل التي تعمل تُمنح قروضًا وتعطى دورات تدريبية (للرجال والنساء على حدّ سواء) لحثّها على الإنتاج، فيما يجري التكفّل بتعليم الأطفال الفقراء حتى مرحلة نيل الإجازة الجامعية أو الشهادة المهنية، وتستمرّ بدعم طلاب الطب والهندسة والصيدلة للانتهاء من هذه المرحلة".

ويلفت برجاوي الى أن ""الإمداد" تغطّي مدارس أكاديمية ومهنية ومراكز رعائية لذوي الاحتياجات الخاصة والمُسنّين ودور الأيتام، وعليه بات انتشارها على كلّ الأراضي اللبنانية ضمن الإمكانات المُتاحة".

 

الأزمة لا تُضعف همّة "الإمداد": تقديمات هائلة والتدفئة على رأسها

 

ماذا عن الصعوبات التي قد تُعرقل المهمّة الخيرية؟ يُجيب برجاوي أن "المُعضلة تكمن في تراجع القيمة الشرائية، غير أن الغاية الأساسية هي توزيع ما يصل من مساعدات وحقوق شرعية وصدقات من المُحسنين الى الفقراء والمساكين والعجزة والأيتام".

ويوضح أنه "بسبب الحصار القائم من المصارف على ودائع الخيّرين أصبح ما يحصلون عليه لا يكفيهم بشكل مباشر من أجل معيشتهم، وعلى الرغم من ذلك هم مستمرون في تقديماتهم".

التحدّي الأوحد بالنسبة للجنة الإمداد هو تغطية أكبر قدر ممكن من حاجات الناس. وإذ يقرّ برجاوي بأن الفقر استشرى، يُطمئن الى أن "البحث عن وسائل أخرى للتخفيف عن الشريحة المعدومة والمسحوقة تضاعف"، ويضيف أن "أكثر من 50 ألف عائلة بات يُفترض أن نساعدها نظرًا للضائقة الراهنة، وعليه ضاعفنا المساعدات مع تدني القيمة الشرائية للدعم الذي يأتي خصيصًا للمُحتاجين".

المدير العام للجمعية يؤكد لـ"العهد" أن "الأيتام لهم كفالات خاصّة اليوم على الرغم من كلّ الظروف، ومساعداتهم تضاعفت، والصورة ليست سوداوية الى هذا الحدّ فنحن ما زلنا نستطيع تقديم المساعدات الطبية والتربوية وتلك المتعلّقة بالسكن رافعين شعار "دفء وعزّ" كما حافظت المقاومة على كرامة الناس من خلال التضحيات".

 

موقع "العهد الإخباري" حصل على بيانات لإجمالي تقديمات لجنة الإمداد بالدولار خلال العام 2021 في عموم الأراضي اللبنانية، وأتت النتائج كما يلي:

التقديمات النقدية الشهرية: 2190439 $
التقديمات الصحية: 122514 $
أقساط مدرسية مهنية جامعية: 187082 $
التقديمات النقدية للأيتام: 2343875 $
مساعدات التدفئة: 606586 $
مساعدات بناء وترميم وسكن: 99688 $
تقديمات فرش وأدوات منزلية ومطبخية: 425272$
الحصص الغذائية: 715746 $
بدل الكسوة والألبسة: 373315 $
إفطارات العوائل: 126056$
توزيع حقوق شرعية: 431697 $
المجموع العام للمساعدات: 7622270 $

الأزمة لا تُضعف همّة "الإمداد": تقديمات هائلة والتدفئة على رأسها

تصوير: موسى الحسيني

جمعية الإمداد الخيرية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل