معركة أولي البأس

خاص العهد

الحطب مونة الجنوبيين في الشتاء
28/09/2021

الحطب مونة الجنوبيين في الشتاء

حسين كوراني

لن يكون فصل الشتاء الذي بات وشيكًا مُشابهًا لـ"أسلافه" في السنوات السابقة. أهالي الجنوب يجدون أنفسهم اليوم أمام معضلة حقيقة قادمة: التدفئة ومصادرها المتأرجحة. مع اشتداد الأزمة الاقتصادية والارتفاع الفاحش بأسعار المازوت، بدأت غالبية الناس تُفكّر ببدائل أقل تكلفة، فلم يعد أمامهم خيار سوى الحطب!

محمد قطيش أحد أبناء بلدة حولا يقول لموقع "العهد الإخباري" إنه لم يعد بمقدوره شراء صفيحة المازوت بعشرة أضعاف سعرها السابق، لذلك سيستبدل مدفأة المازوت بأخرى على "الحطب"، ولهذا يقوم بتشحيل كرم الزيتون الذي هجره منذ سنين، آملًا أن تُلبّي حاجته بهذه الطريقة ولا يضطر لشراء الحطب.

بدوره، يشير علي مصطفى من بلدة بيت ليف في حديث لـ"العهد" الى أنه هو وغالبية أهالي بلدته سيلجؤون هذه السنة الى تركيب مدافئ حطب والقيام بتشحيل الأشجار الحرجية والكروم المهجورة، لافتًا الى أن عددًا كبيرًا من الناس بدأ من الآن بجمع الحطب من الأودية والجبال، كون بلدته تقع في منطقة حرجية مكتظة، فيما انصرف البعض الى التعدّي على أشجار السنديان والملول، والدولة قامت بملاحقتهم.

أما المواطن محمد بزيع من بلدة زبقين، فيبيّن لـ"العهد" أن أهالي بلدته ما زالوا ينتظرون الفرج في حلحلة ملف المازوت، متفائلين في دعمهم بالكميات الآتية من إيران بأسعار معقولة كما وعدهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ويضيف أن القيام بتشحيل وقطع الأشجار سيكون الخطوة الأخيرة كي لا يدخل الناس في مشاكل مع البلدية، كون ذلك يتطلّب رخصة من البلدية نفسها، وغالبًا ما يقع المشحّلون في المحظور كون بلدتهم تقع في منطقة حرجية مليئة بالمحميات الطبيعية.

ابن بلدة الناقورة حسين عواضة يرى من ناحيته أن لا خيار أمام أهالي بلدته إلا شراء الحطب والابتعاد عن المازوت في حال لم تنخفض الأسعار، لأن قريته تقع على الشاطئ وليس فيها ما يكفي من الأحراج لقطع الحطب، ويردف أن عددًا منهم اشترى شاحنة من الحطب، ويوضح هنا أن سعر المتر المكعب من حطب الليمون 750 ألف ليرة، أما سعر المتر المكعب من حطب السنديان فهو مليون ليرة، ويشرح أن العائلة المكوّنة من 5 أشخاص تستهلك ما يقارب 3.5 أمتار ليمون و2.5 أمتار سنديان، وعليه يحتاج فصل التدفئة الى ما يقارب 3 ملايين ليرة (حوالي 200 دولار)، ويبقى أرخص من شراء المازوت بكثير.

التدفئةالشتاء

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة