معركة أولي البأس

خاص العهد

مدير عام
08/06/2021

مدير عام "المنار" لـ"العهد": نحو مزيد من الاحتراف

ثلاثون عامًا مرّت على تأسيس قناة "المنار" كصوت للمقاومة، سنوات زاخرة بالإنجازات وبالمحطات المثقلة بالمصاعب والتحديات. اليوم تحتفي القناة بعيدها، وكذلك يحتفي جمهورها بها. موقع "العهد" الإخباري خصص لهذه المناسبة حوارًا خاصًا مع مدير عام القناة الحاج ابراهيم فرحات، الذي أخذنا برحلة صغيرة لخّص بها أهم وأبرز محطات القناة والتحديات التي تواجه محطة رسالية.  

يؤكد الحاج فرحات أن قناة "المنار" في تطورها مع لحاظ المراحل التاريخية التي مرت بها كانت تضع في كل مرحلة شعارًا لها، ومن الشعارات التي رفعتها في مسيرتها: قناة العرب والمسلمين، قناة المقاومة والتحرير، قناة الانتفاضة، موضحًا أن "لا شعار يلغي الآخر بل كل الشعارات تستمر وتتكامل".

ويشير فرحات الى أن "كل الشعارات التي حملتها "المنار" حاضرة في مسيرتها الإعلامية، وفي كل مرحلة كان شعار يميّز المرحلة، فشعار "وضوح الرؤية" الذي رفعناه عام 2016، عبّر عن الاصطفافات السياسية في المنطقة خصوصًا في المعركة والهجمة على سوريا، تلك الحرب  التي استبدلها الكيان الصهيوني والأميركي من حرب مباشرة الى حرب بالوكالة عبر المشروع التكفيري. و"المنار" ما تزال منسجمة مع هذا الشعار الذي يجسد الموقف الواضح للقناة، وعلى ضوء هذا الموقف تعرضت "المنار" إلى الحجب الأساسي عن "عرب سات" و"نايل سات"، ومع وضوح الرؤية، أثبتت بالتجربة أن أهل هذه المنطقة انتصروا".

أما حول الشعار الذي أطلق في العام الثلاثين للقناة "وضوح، مسؤولية، مصداقية"، ففيه وفق فرحات "كلمات معبّرة عن قيم حملتها "المنار"، الوضوح هو من وضوح الرؤية والخط السياسي للقناة وشفافيتها مع المشاهدين، المصداقية هي الرصيد ورأسمال القناة منذ التأسيس، بل هي مدرسة كرستها المنار، نحن نتعاطى الاعلام بمسؤولية بعيدًا عن إعلام التحريض والفبركة والفتنة، إعلامنا يساهم دائمًا في نماء وتطور المجتمع، وهو إعلام رسالي يحمل مسؤولية سياسية واجتماعية كذلك".

بحسب فرحات "عندما تتخذ مصطلح "مسؤولية" كشعار لك، أنت تقول للجمهور إنك تتعاطى الاعلام ضمن معايير وقيم ورسالة معينة تؤديها المنار، وعندما تقول إنك إعلام مسؤول، فهذا يعني أنه لا يمكنك أن تكون وسيلة إعلام تتعاطى الصحافة الصفراء وتبث أخبارًا غير صحيحة أو غير ثابتة، وتعمم الإشاعات وأجواء التحريض"، مشيرًا إلى تعاطي "بعض وسائل الإعلام اللبنانية خلال تغطية أحداث 17 تشرين وما بعدها، وكيف وضعت نفسها مكان الأحزاب السياسية وأصبحت هي التي تدعو إلى التظاهرات، وهذه الطريقة بالتعاطي الإعلامي نحن نعتبرها غير مسؤولة".

مدير عام "المنار" لـ"العهد": نحو مزيد من الاحتراف

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت القناة بعد احتفالية ذكرى الثلاثين عامًا ستضع رؤية أو برمجة جديدة، يجيب مدير عام قناة "المنار": "في الحقيقة هناك دائما تقدم في كل برمجة تضعها "المنار"، والتطور يرتكز في مسار تطوير القدرة البشرية، لا يمكن الحديث عن تقدم على مستوى البرامج وجاذبيتها ومخاطبتها للوجدان والعقل بطريقة مميزة ومحببة إلا بأفراد أصبح لديهم من الوعي التجربة مسار مهني كبير"، مؤكدًا أن " المنار في نمو دائم وتطور وعلينا دائمًا أن نضع الخطط ونستشرف المستقبل ونحدد الأهداف ونرعى هذه العملية الاعلامية بالتوجيهات الإدارية والتنظيمية للوصول إلى تحقيق هذه الأهداف المنشودة". فرحات يلفت الى أن "الماكينة الأساسية التي ستحقق هذه الأهداف هي الكادر البشري، وكلما امتلك الكادر البشري مزيدًا من الاختصاصات والخبرات والقدرات، فهو يستطيع أن يحقق الإنجاز بطريقة أفضل للمنار، وأعتقد أن هناك تطورًا في الكادر البشري نحو الاحتراف أكثر".

وينوّه فرحات ببصمات تركتها "المنار" مثل وثائقي "أسرار التحرير الثاني"، ووثائقي "خامنئي"، والكثير من الانتاج الوثائقي المميز.

وحول مقولة إن ""المنار" لا تتألق إلا اذا كان هناك عمل عسكري"، يجيب فرحات "بالعكس، في دورة برامج وضوح الرؤية التي بدأت عام 2015 أطلقنا دورة برامج وما زال البعض منها مستمرًا إلى الآن كبرنامج "نهار جديد"، ما علاقته بالعمل العسكري؟ هو برنامج اجتماعي، وهناك اجماع في لبنان على أنه البرنامج الاجتماعي الأول الذي يتناول هموم الناس وقضاياها ومشاكلها ويضيء على كافة المشاكل الموجودة في لبنان بكثير من الحيوية، ويستضيف الشخصيات الأساسية المعنية بالملفات دون أي محاذير، وهذا البرنامج اليومي أثبت جدارته بالمعالجة وفريقه هو من الشباب ويتميز بالحيوية، بالتالي، وبصمة "المنار" حاضرة في أكثر من مجال، دون أن ننكر أنه خلال الأعمال العسكرية تصبح "المنار" هي القناة الاولى، كون العمل العسكري مرتبطًا بالمقاومة و"المنار" قناة المقاومة وهذا يميزها".

فرحات يوضح في حواره مع موقع "العهد" الاخباري أن "المنار" تتجه الى الصناعة وليس التقليد، فنحن نرى اليوم مؤسسات إعلامية كثيرة تشتري الحق وتقتبس من "فورمات" برامج عالمية أجنبية وتطبقه، بينما "المنار" لا تقدم على هذا الفعل، بل هي التلفزيون الوحيد الذي ينتج أكثر من 80% مما يبث، فيما القنوات الأخرى تشتري الأعمال إن كانت محلية أو أجنبية وليس لديها أي مانع في ذلك"، ويضيف "الصناعة الإعلامية  في "المنار" تواجه تحديات أكثر، ولذلك تحدثت عن الكادر البشري، فالتحديات أعلى والمعوقات أكبر ويجب أن يكون الكادر البشري أكفأ ولديه الخبرات والدافعية والحافزية لإنتاج عمل مميز، وما يميز كادرنا البشري هو الانتماء لقضية والعمل لأجلها".

وفي إجابة عن سؤال "كيف تواجه قناة "المنار" الحجب؟ يقول فرحات إن القناة محجوبة عن بعض الأقمار وليست محجوبة عن الناس والمتابعين والمشاهدين، ونحن موجودون على عدة أقمار صناعية قريبة من مدار "النايل سات" وعلى كل الوسائط المتعددة والانترنت، ونحن في سعي دائم لتطوير أنفسنا للوصل إلى كل بيت وكل مشاهد عبر كل الوسائل الممكنة، ومع التلفاز الذكي أصبح من السهل أن تشاهد "المنار" أينما كنت".

ويختم فرحات برسالة الى مشاهدي "المنار" والعاملين فيها: "قناة "المنار" هي مؤسسة إعلامية رسالية لديها قضية، وهي مستمرة وتؤدي رسالتها بأكفأ ما يكون رغم كل التحديات والمواجهات وكل ما تعرضت له، ونذكر هنا ما تعرضت له القناة في عدوان 2006 وتدمير مبناها من قبل العدو الصهيوني وبالتالي لم تواجه أي قناة تلفزيونية ما واجهته "المنار" في مسيرتها. وهذا الإصرار على المواجهة وعلى البقاء وعلى تقديم الأفضل هو في الحقيقة نتاج الإيمان بالقضية التي تتمتع بها "المنار" لا سيما على المستوى الاداري والعاملين، هذا الفريق الذي يعمل في "المنار" بكل أقسامه وتنوع عمله هو فريق ينتمي إلى الفكر التي تحمله هذه المؤسسة وبالتالي هذا الانتماء والاعتقاد ينعكس على طريقة ممارسة هؤلاء لعملهم في "المنار"، وهذا يعطي ميزة اضافية عن العاملين في مؤسسات اعلامية أخرى".

وسائل الإعلام

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل