خاص العهد
متى تنتفي الحاجة العلمية لفحوصات الـpcr؟
يستمر عداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في الإنخفاض. أمس الأربعاء سجّل العداد 5 وفيات و214 إصابة، فيما بلغت نسبة إيجابية الفحوصات 2.5 بالمئة فقط لكل مئة شخص. هذه النسبة تشكّل مؤشرًا واضحًا على انحدار المسار الوبائي، بعدما وصلت نسبة إيجابية الفحوصات الى ٢٣ بالمئة على الأقل خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، وفي بعض الأيام وصلت الى ٣٠ بالمئة. تزامنت هذه الأرقام مع مستويات قياسية وصلها عداد الوفيات في بداية العام الحالي. على سبيل المثال، سجّلت الوفيات في 18 آذار/ مارس المنصرم 73. وعلى سبيل المثال أيضًا سجّلت نسبة الإصابات 5414 إصابة في 9 كانون الثاني/ يناير المنصرم.
بموازاة المسار الانحداري الذي يسلكه عداد كورونا، وحملة التلقيح الجارية، بدأ الحديث عن إمكانية الوصول الى صفر إصابات في الأشهر المقبلة. فهل توحي المؤشرات بذلك؟.
حمية: قد نصل في بداية عام 2022 الى صفر إصابات عبر عدم إجراء فحوصات الـpcr
نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا الدكتور محمد حمية يرى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن شهر أيلول/ سبتمبر قد يشكّل البداية لتنخفض فحوصات الـpcr للحد الأقصى. برأيه، قد نصل في بداية عام 2022 الى صفر إصابات عبر عدم إجراء فحوصات الـpcr التي تنتفي الحاجة العلمية لها، ولكن ذلك لا يعكس الحقيقة التامة. من وجهة نظره، في بداية عام 2022 يبقى الفيروس موجودا ولكن انتشاره يصبح موسميا، بحيث سيكون هناك إصابات ولا يعلن عنها لأنّه لا يكون هناك داع للقلق، فيما يتوقّف الهاجس الذي عشناه بشكل عام.
خط الثبات الرقمي يظهر عام 2022
يشدد حمية على أنّ المواكبة الحديثة للفيروس ستظهر بهذا المسار عبر عدم إجراء فحوصات pcr، ففي كل دول العالم انخفضت الإصابات، مع الإشارة الى أنه وفي بعض الدول ترتفع الاصابات قليلا ثم تعود للإنخفاض. وهنا يلفت حمية الى أنّ فيروس كورونا موجود وباق كمرض في السنوات القادمة، ولكن العدوى العالمية تتوقف بحيث أنه ومع التحور الجيني الحاصل فإن انتقال العدوى العالمية بالطريقة التي شاهدناها يتوقف، وفي بداية عام 2022 تنتفي الحاجة العلمية لإجراء الفحوصات. وفق حمية قد تقوى موجة الكورونا وتخف على غرار ما حصل في لبنان وبعض الدول إلا أنّ خط الثبات الرقمي يظهر عام 2022 بعد تأقلمنا مع الفيروس.
ويوضح حمية أنّ أعداد الإصابات في لبنان والتي تسجّلت في منظمة الصحة العالمية تخطت الـ500 ألف نسمة من أصل 6 مليون مقيم في لبنان، فيما بلغ عدد من تلقوا اللقاح 700 الف نسمة. إلا أنّ حمية يلفت الى نقطة يصفها بالمهمة موضحًا أنّ عدد الإصابات الحقيقية في لبنان بلغ مليوني إصابة لا 500 الف اذا ما أضيفت أعداد الذين أصيبوا ولم يخضعوا لفحص pcr. وعليه بما أنّ أكثر من مليوني شخص أصيبوا، فباب الإصابات سيبقى مفتوحا ولكن على الأمد الطويل.
وفي الختام، يكرّر حمية أنه ومع بداية عام 2022 لن يكون هناك حاجة علمية لفحوصات الـpcr، ولكن قد يتخذ قرار صحي أو سياسي أو اقتصادي لإبقائها.
مخباط: نعيش في عصر الأوبئة
خبير الأمراض الجرثومية وعضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة لمتابعة كورونا البروفيسور جاك مخباط يرى أنه طالما هناك إصابة في أي منطقة بالعالم فنحن في لبنان بخطر. نحن في عصر الأوبئة والوباء لم يعد كما السابق بل بات أسرع انتشارا وسط انفتاح الدول والقارات على بعضها البعض.
يشدد مخباط على أننا لن نصل الى صفر إصابات، ولكن قد نصل الى صفر وفيات، وقد نرى صفر إصابة في يوم ما، وتعود الإصابات لتسجّل في الأيام اللاحقة. وهنا يشدّد مخباط على أنه اذا بدأنا من الآن رفع شعار الانتصار على كورونا سنفشل كما فشلنا في الصيف الماضي. وعليه، يرى من الضروري توخي الحذر بشكل متواصل خاصة مع الطفرات الجينية.
وحول انخفاض عداد الإصابات، يوضح مخباط أنّ الإصابات الكثيرة التي شهدها لبنان في الفترة الماضية كانت السبب الأساسي لانخفاض الإصابات اليوم، لافتًا الى أنّ نسبة التلقيح اليوم لم تتخط الـ10 بالمئة من الشعب اللبناني بالإضافة الى اللقاحات الجانبية التي لا نعرف عددها، بينما الإصابات بكورونا تخطت الـ40 بالمئة، وهذه الاصابات تزيد المناعة.
ويشدّد مخباط على أننا لم نصل حتى الساعة الى أكثر من 50 بالمئة من المناعة، فيما يجب أن نصل الى أكثر من 75 بالمئة كي نقول أن هناك مناعة قطيع، آملًا أن نصل آخر الصيف الحالي الى هذه النسبة اذا بقينا على نفس الوتيرة.
وفي الختام، يشدّد مخباط على ثلاثة أمور أساسية للوصول الى مناعة القطيع: التلقيح، ارتداء "الكمامة" والالتزام بالتباعد الاجتماعي، والحجر على المسافرين.