ابناؤك الاشداء

خاص العهد

 الشيخ قاووق لـ"العهد": لهذا خطط الحاج عماد في آخر لحظات التحرير
25/05/2021

الشيخ قاووق لـ"العهد": لهذا خطط الحاج عماد في آخر لحظات التحرير

ميساء مقدم

عن عبق الحاج عماد في أرجاء الجنوب المحرر، وآخر أيام التحرير، وما راكمته المقاومة من قدرات دفاعية، والأمل القريب بتحرير فلسطين، يتحدّث عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق لموقع "العهد" الاخباري لمناسبة ذكرى عيد المقاومة والتحرير.

"تعزيز منظومة حماية لبنان هو عمل يومي متواصل، فالمقاومة لا تهدأ ولا تستريح على هذا الصعيد، وكسر معادلة الردع أصبح من سابع المستحيلات"، يؤكّد الشيخ قاووق، مشددًا على أن محور المقاومة متكامل ومتماسك وهو اليوم أقوى وأشد صلابة وتماسكًا من أي وقت مضى، ودخول غزة بمقاومتها وصواريخها دفاعًا عن القدس شكل انجازًا تاريخيًا ومفاجأة للعدو الإسرائيلي، وما جرى يؤكد أن تحرير فلسطين كلها، وأن زوال الاحتلال لم يعد حلمًا ولا شعارًا ولا أمنية.

وحول القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، يكشف الشيخ قاووق أنه "أثناء التحضير لمهرجان النصر في بنت جبيل قال الحاج رضوان إن النصر ناقص من دون تحرير الأسرى، وأنا أعمل حاليًا للتحضير لعملية أسر تضمن تحرير جميع الأسرى والمعتقلين، فالنصر لا يكتمل الا بعودتهم، وبالفعل قام يوم الأربعاء 24 / 5 / 2000، بجولة على المنطقة المطلة على مزارع شبعا لهذه الغاية، وقد خطط بنفسه للعملية وأشرف على مناورتها.

في ما يلي النص الكامل للمقابلة مع سماحة الشيخ نبيل قاووق:

ـ واحد وعشرون عامًا على تحرير جنوب لبنان، أين أصبحت قدرات المقاومة اليوم في حماية لبنان وردع العدو؟

مع كل اشراقة شمس تتعزز قدرات المقاومة كمًا ونوعًا وتتصلب معادلة الردع مع العدو التي تؤدي بالطبع الى مزيد من الحماية وصون لبنان أرضًا وشعبًا وسيادة. إن تعزيز منظومة حماية لبنان هو عمل يومي متواصل. فالمقاومة لا تهدأ ولا تستريح على هذا الصعيد وإن كسر معادلة الردع أصبح من سابع المستحيلات. إن التحرير عام 2000 هو الذي أدخل الأمة في فجر الانتصارات. وكان أيار عنوانًا للنكبة، لكن استراتيجية المقاومة جعلت أيار عنوانا للإنتصار من لبنان الى فلسطين وعلى امتداد الأمة.

- كيف يواجه محور المقاومة موحدًا التحديات؟

إن محور المقاومة متكامل ومتماسك يسعى لأهداف واحدة موحدة، ويرتكز على استراتيجية مواجهة المشروع الاسرائيلي ـ الأميركي العدواني على فلسطين والمنطقة وشعوبها. إنه محور المقاومين الذين رفضوا الاستسلام للعدو، والمذلة لشعوبهم والتفريط بقضايا ووجود وهوية هذه الشعوب.

وهذا المحور، هو اليوم أقوى وأشد صلابة وتماسكًا من أي وقت مضى.

إن وحدة هذا المحور تعكسه مواقفه وأداءه وانتصاره لقضاياه ومكوناته بحيث يتحرك كالجسد الواحد الذي إذا مسّ عضو منه تداعت له سائر الأعضاء بالدعم والنصرة.

ومع كل انتصار في مواجهة العدو الاسرائيلي نستحضر روح الحاج قاسم سليماني الذي عزز وطوّر استراتيجية المقاومة، وحاصر العدو بالصواريخ من كل جانب.

ـ ما هي أهمية دخول قطاع غزة اليوم على خط الانتفاضة الشعبية في الضفة والقدس والوقوف الى جانب المقدسيين؟

إن دخول غزة بمقاومتها وصواريخها دفاعا عن القدس شكل انجازًا تاريخيًا ومفاجأة للعدو الإسرائيلي. لقد أسقطت مقاومة غزة كل محاولات التجزئة والتقطيع التي عمل العدو عليها منذ احتلاله. اليوم من غزة الى القدس والضفة الى أراضي الـ48 قال الشعب الفلسطيني كلمته الواحدة الموحدة إن فلسطين واحدة من البحر الى النهر وأن كل محاولات "التدجين" و"الأسرلة" سقطت بعد عقود طويلة جرى خلالها ترسيخ هذه المحاولات. دخول غزة في المواجهة ساهم الى حد كبير في تحقيق هذا الانجاز التاريخي الذي كشف وهن العدو وزيف ووهم سطوته، وعزز امكانية سقوط هذا الكيان وزوال احتلاله.
ما جرى يؤكد أن تحرير فلسطين كلها، وأن زوال الاحتلال لم يعد حلمًا ولا شعارًا ولا أمنية. بل إنه حقيقة تتجسد وتتظهر في كل يوم مقاومة يأتي. إن الانتصار الإستراتيجي في معركة سيف القدس يثبت حقيقة أن القدس أقرب. الانتصار في معركة سيف القدس جدد الحياة للقضية الفلسطينية ومزّق قرارات ترامب اربًا اربًا.

ـ كيف يعبر حزب الله اليوم عن وقوفه ودعمه للشعب والمقاومة الفلسطينية؟ على أي مستوى يتم التنسيق والاتصالات؟

حزب الله كان ولا يزال في الموقع الأول الداعم لفلسطين ولن يبدل تبديلًا. وهذا مبعث فخر وكرامة لنا. وهو ينسجم بشكل كامل مع رؤيتنا واستراتيجيتنا. ففلسطين وتحريرها محل قطب الرحى من مشروع مقاومتنا وأهدافها. والمقاومة الفلسطينية هي التي حددت نوع وشكل الدعم الذي يساعدها في المعركة. وحزب الله كان سباقًا في تقديم المساعدة التي تحددها المقاومة الفلسطينية. التنسيق والتواصل مع المقاومة الفلسطينية هو عملية متواصلة ودائمة وعلى مختلف المستويات. والمقاومة في لبنان في خندق واحد. ومع المقاومة الفلسطينية في مواجهة واحدة ومعركة واحدة ضد العدو الاسرائيلي.

* الحاج عماد

- هناك تفاصيل ترتبط بالقائد الجهادي الحاج عماد مغنية خلال أيام التحرير: كيف كان يتنقل بين القرى؟ هل كانت فكرة لأسر جنود اسرائيليين في حينه لاخراج الأسرى من سجون الاحتلال؟ لماذا كان القرار سريعًا بتدمير جميع المواقع الاسرئيلية بعد اندحار العدو منها؟

كان الحاج عماد يتنقل كواحد من الأهالي العائدين الى قراهم، ويوم الاثنين 22 / 5 / 2000 دخل وسط جموع الناس وسلك طريق مجدل سلم ـ طلوسة سيرًا على الأقدام الى أن وصل الى بلدة حولا على الحدود مع فلسطين. وهناك وقف على السياج وتنشق لأول مرة هواء فلسطين وكانت تلك أجمل لحظة في حياته.

لقد عمل الحاج عماد مغنية على ملاحقة العدو من قرية الى قرية على قاعدة أن يكون الانسحاب تحت النار، لإبراز هزيمة العدو.

 الشيخ قاووق لـ"العهد": لهذا خطط الحاج عماد في آخر لحظات التحرير

أثناء التحضير لمهرجان النصر في بنت جبيل قال الحاج رضوان إن النصر ناقص من دون تحرير الأسرى. وأنا أعمل حاليًا للتحضير لعملية أسر تضمن تحرير جميع الأسرى والمعتقلين. فالنصر لا يكتمل الا بعودتهم. وبالفعل قام يوم الأربعاء 24 / 5 / 2000، بجولة على المنطقة المطلة على مزارع شبعا لهذه الغاية، وقد خطط بنفسه للعملية وأشرف على مناورتها.

لم يكن الحاج عماد يأمن للعدو لأن الهزيمة فرضت عليه. وكان الحاج يخشى حينها من امكانية العودة السريعة للعدو الى هذه المواقع فبادر الى تدميرها لعرقلة أي محاولة للعودة. وكي لا يكون له في المستقبل مواقع محصنة محاذية للحدود يمكن أن يستفيد منها في أي حرب قادمة.

كنا في كل ليلة نلتقي حتى بعد منتصف الليل، مع الحاج عماد والقادة في عمليات المقاومة للتخطيط للاجراءات التي يجب القيام بها في اليوم التالي، قبيل الدخول الى عين ابل ودبل ورميش كان هناك تشدد في الاجراءات وتم تبليغ الاخوان بعدم الدخول بالسلاح الى هذه القرى الثلاثة وتابع الحاج عماد شخصيا هذا التبليغ حرصًا على عدم حصول خوف وهلع لدى أهالي هذه القرى، وزرع الخوف من المقاومة هو هدف اسرائيلي كان يسعى الاسرائيلي لتحقيقه.

توجه شخصيًا بسيارته الى عين ابل، هناك عدد من شبان عين ابل تتبعوا الحاج عماد بسيارتهم، وكان مرافقو الحاج عماد قلقون من المتابعة وينوون التحدث الى الشبان، لكن الحاج عماد رفض وقال لهم اتركوهم حتى يطمئنوا ويعودوا الى أهلهم فيطمئنوهم أيضاً، وهذا ما حصل.

خلال خروج الحاج من عين ابل وعند مفرق بنت جبيل شاهد سيارة فيها مسلحين، وخاف الحاج من دخولهم الى عين ابل بسلاحهم واحداث توتر في القرية، ترجل من السيارة ودعاهم إلى العودة، وطلب من مخابرات الجيش المتواجدين في المكان الحرص منع الشبان من الدخول الى القرية.

جال الحاج عماد على الحدود شبرًا شبرًا من الناقورة الى جبل الشيخ، فكان يتفقد كل النقاط ويترجل من السيارة في أكثر من مكان، وقد أخذت معه هذه الجولة وقتًا طويلًا.. وأقمنا صلاة جماعة بحضور الحاج عماد عند الشريط الحدود مع فلسطين المحتلة مباشرة.

ـ كيف تابع الأمين العام لحزب الله تفاصيل الأيام الأخيرة؟

لحظة بلحظة كان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يتابع الأحداث ويتواصل مع أي فصيل. كانت للأمين العام ملاحظة من خلال مشاهدته للتلفاز، حيث سأل عن سبب وجود أكثر من لون لرايات حزب الله فمنها الصفراء ومنها الحمراء.. وطلب توحيد جميع الرايات باللون الأصفر.

 الشيخ قاووق لـ"العهد": لهذا خطط الحاج عماد في آخر لحظات التحرير

 

الشيخ نبيل قاووق

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل