خاص العهد
معركة "سيف القدس" تقلب الموازين من الداخل المحتلّ حتى غزة
يوسف جابر
دكَّت فصائل المقاومة الفلسطينية على مدى ثمانية أيامٍ حصون المُغتصبات الصهيونية، وما كان من العدو إلّا الردُّ بـ "جبنٍ" كما عهدناه عبر قصف المدنيين والعُزَّل، زاعمًا استهداف وتدمير بنوك أهداف للمقاومة.
وبين معركة "سيف القدس" وانتفاضة فلسطينيي الداخل المحتل، يقف "الإسرائيلي" عاجزًا، لا هو قادرٌ على الرضوخ ولا على الاستمرار، خصوصًا أنَّ جرائمه للمرة الأولى تلقى هذا الاستنكار العالمي الواسع والوقفات الاحتجاجية المُطالبة بإدانة الاحتلال وإيقاف العدوان على غزة.
مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال تحدّث لموقع "العهد الإخباري" عن معركة "سيف القدس" ودلالاتها، فأكَّد أنَّ هذه الجولة هي امتدادٌ لتجربة المقاومة التي ازدادت قدرة على امتلاك أسلحة ذات نوعية ومدىً متطور، بالإضافة إلى الروح القتالية التي استطاعت الانتشار في كلِّ قريةٍ فلسطينيةٍ وفي مكان على أرض فلسطين الجغرافية، وشكلت حاضنة قوية للفعل المقاوم.
ورأى عبد العال أنَّ هبَّة الداخل الفلسطيني أتت نصرةً للقدس التي تعدُّ مسألةً محوريةً في الصراع والمساس بها مساسٌ بالمقدسات الفلسطينية، ويعلو مستواه عن مستوى شعبٍ فلسطيني فقط، بل امتدادها رمزي وروحي وثقافي وديني وهذه بعض مصادر القوة التي جعلت هذه الجولة مختلفة وأربكت العدو منذ بدايتها.
وأشار إلى أنَّ الشعب الفلسطيني تبيّن لكلّ العالم أنه ضحية يُعتدى عليه بشكلٍ وقح وعلني، فغزة تعاني منذ حوالي 15 سنة الحصار والتجويع والتحكم بلقمة عيشها، والفلسطينيون داخل أراضي ال 48 يعانون العنصرية ويُفصل الانسان الأصيل عن أرضه.
وأضاف أنَّ "الضفة الغربية الموعودة بدولة فلسطينية مستقلة من المجتمع الدولي على حدود الـ 67، تحوّلت إلى معازل هناك وتُؤكل الأرض يوميًا والقدس التي قيل إنها مطروحة للتفاوض والحل فإن إسرائيل تبتلعها برعاية أمريكية وانحيازٍ كامل، بالإضافة إلى موضوع اللجوء، وهذا كله أسهم في توحيد الظلم فوحَّدت فصائل المقاومة وهذا ما يسمى غباء القوة لدى كيان الاحتلال".
مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان أوضح أنَّ الكيان الصهيوني انتهى من الأهداف التي قام بضربها وفشل في تحقيق أي إنجازٍ حتى "الوهمي" منها، مُعتبرًا أنَّ بنوك أهدافها عائلات وأطفال ومنازل مدينية وأبراج ولم يعد لديها أهداف لضربها.
وبيَّن أنَّ أهم نقطة تحوُّلٍ حصلت في الوعي المقاوم وفي كيِّ الوعي "الإسرائيلي" هي أنَّ الكيان الصهيوني للمرة الأولى تحدث عن أنَّ الهدوء هو هدف المعركة، ولم يتحدث عن احتلالٍ أو سحقٍ أو سحب سلاحٍ مقابل الإعمار، فالآن بات وقف إطلاق النار مقابل الهدوء.
كما لفت عبد العال خلال حديثه لـ"العهد" إلى أنَّه للمرة الأولى أُدخلت القدس في المشروع الوطني الفلسطيني والاستراتيجية الفلسطينية، ولم تعد معزولةً بعد إصرار المقاومة على أنَّ الهدنة مرهونة بوقف الاعتداء على القدس والمقدسات ليس فقط عن حدود وغلاف غزة، موضحًا أنَّها مسألة سياسية تخص القدس ولا يمكن الحصول على أي نتيجة بدونها.
واعتبر أنَّ الرأي العام الأجنبي والآراء الغربية أدانت جرائم الكيان الصهيوني للمرة الأولى بسبب الصمود الفلسطيني، ولأن المعركة ليست مع أحد الفصائل دون غيره بل قضية وطنية، مؤكدًا أنَّ العالم يكره الضحية الخانعة ويفضِّل القضية الإيجابية التي تعرف كيف تصمد وتردّ وهذا ما يقوم به الشعب والفصائل الفلسطينية.
القدس المحتلةانتفاضة القدس 2021