خاص العهد
ناشطون تونسيون في يوم القدس: قدسنا أمانة تاريخية
تونس - روعة قاسم
يمثل يوم القدس العالمي أهمية كبيرة لدى الشرائح التونسية، فهو اليوم الذي تُشرّع فيه أبواب قلوبهم وتُفتح على الأقصى المبارك فيستذكرون فيه هذه الأمانة التاريخية. وكما كل أحرار العالم يحيي التونسيون في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك هذا اليوم تحت شعار "القدس أقرب" وذلك دعمًا واسنادًا للشعب الفلسطيني الباسل الذي لا يزال يقاوم كل اعتداءات الاحتلال وجبروته واعتداءاته بإرادة صلبة رغم خيانات التطبيع العربية. فالقدس هي نبض الشارع التونسي وجزء لا يتجزأ من وجدانه. ولم تمنع جائحة كورونا وظروف الحجر الصحي التونسيين من تنظيم الفعاليات الالكترونية عبر الانترنت للتعبير عن الوفاء والإخلاص للقضية الأم.
عميد المحامين التونسيين: لا سبيل لترك القدس للصهاينة المغتصبين
عميد المحامين التونسيين إبراهيم بوردبالة يؤكد لـ "العهد" أن القدس والأقصى المبارك وفلسطين هي جزء من وجدان كل التونسيين وهي قضية وجدان وواجب، وتفرض مبادئ التضامن والأخوة أن تبقى دائمًا القضية المركزية هي القضية الفلسطينية ولا سبيل لترك القدس وفلسطين للصهاينة المغتصبين. ويضيف "يوم القدس العالمي نعتبره لمسة تضامنية من شعوب العالم للتضامن مع شعب فلسطين الذي اغتصبت أرضه وهو محل اعتداء متواصل ورغم ذلك لا يزال يناضل مرفوع الرأس ويستبسل للدفاع عن شرف الأمة بأكملها".
ودعا بودربالة الشعوب العربية الى العودة لأصالتها ومبادئها وعدم ترك "قدسها" رهينة الاحتلال.
يوم فارق في الذاكرة الجماعية التونسية والعربية
أما مدير مؤسسة لقاء للثقافة والفنون العربية أنيس الخليفي فلفت في حديثه لـ "العهد" الى أن إحياء يوم القدس العالمي هو يوم فارق في الذاكرة الجماعية للشعب التونسي وللشعب العربي عمومًا، وهو أساس تاريخي لذاكرة جماعية يرتبط فيها كل العرب والمسلمين بالقدس كمركز تاريخي وإرث ديني ورمز حضاري. ويرى أن "القدس في ذاكرة العرب والمسلمين هي شيء متفق عليه ومسألة لا يختلف عليها اثنان، وهذا اليوم هو بمثابة التذكير بروح المقاومة وبالثبات على الحقوق، ومهما مضت التواريخ التي تشهد فيه بعض الشعوب انكسارات ولكنها لا تنسى رموزها الثقافية والحضارية خاصة مثل مدينة القدس وتاريخها، لذلك "يوم القدس العالمي" هو تذكير لنا جميعًا كعرب ومسلمين بأن هذه المدينة هي بمثابة الأمانة التاريخية التي يجب أن نحافظ عليها دائمًا في كل يوم، يجب أن لا ننسى هذه المدنية التي هي عقل وروح الحضارة العربية والإسلامية وهي بمثابة العلامة المضيئة في التاريخ العربي والإسلامي والتي يجب أن لا نتخلى عنها أبدا".
ويختم بالقول إن "يوم القدس العالمي هو مناسبة هامة تكون فيها القدس دائمًا حاضرة في أذهان كل الشعوب العربية وفي ذهن كل عمل مقاوم، للذود عن القدس كمدينة حضارية وتاريخية تحمل كل ارثنا وطاقاتنا وابداعات شعوبنا رغم غطرسة الاحتلال ومحاولاته المستميتة المتواصلة لسرقة تاريخنا وانجازاتنا إلا إن القدس تبقى دائما لنا".