خاص العهد
هل تبشّر عودة اللحم المدعوم إلى السوق بانتهاء الأزمة؟
هبة العنان
في وقت لا زلنا نرى فيه ملاحم تبيع لحومها بأسعار عالية دون اي بوادر لتخفيض أو تعديل بسيط، نجد ملاحم أخرى تبيع لحمًا مدعومًا بكميات محددة وبأسعار متفاوتة بين 60 ألف ليرة للعجل كحد أقصى و45 ألف ليرة كحد أدنى. اللحوم التي باتت حلم كل مواطن منذ أن بدأت الأزمة في لبنان، تخضع الآن إلى "توفيقات" تاجر اللحم المدعوم من جهة وجشع بعض التجار من جهةٍ أخرى، فالملفات العالقة في مصرف لبنان لم تحل، إلا أن بعض التجار تمكنوا من تسيير اعتماداتهم بشكل محدود.
وفي جولة لموقعنا على عدد من الملاحم جنوبا وبقاعا وفي بيروت، تبيّن أن غالبية الملاحم لا تزال تبيع اللحم غير المدعوم بأسعاره العالية، فيما وجدت بعض الملاحم تبيع بأسعار تراوحت بين الـ70 ألفًا في بعلبك و55 ألفًا في الجنوب و45 في غالبية ملاحم بيروت. الملاحم التي شملتها جولتنا تمتنع عن بيع اللحوم بكميات كبيرة للزبون الواحد، إذ لا يمكن للمواطن شراء أكثر من نصف كيلو في بعضها أو كيلو كحد أقصى في البعض الآخر، فيما راج أسلوب البيع بالوقية في أكثر المحال.
وفي هذا السياق، أوضح نقيب اتحاد القصابين واتحاد تجار المواشي معروف بكداش أن "عودة اللحم المدعوم إلى السوق لا يعني انتهاء الأزمة"، مشيرًا إلى أن "التأخر في سداد اعتمادات التجار من قبل المصرف لأشهر لا يزال مستمرا، فيما تتجاهل الدولة واجبها بضرورة دعم هذا القطاع".
وذكر بكداش في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "عددا محدودا من التجار تمكنوا من فتح اعتمادات في المصرف المركزي ليتمكنوا من توزيع اللحم المدعوم"، مؤكدا أن "النقابة طلبت من هؤلاء التجار العمل على توزيع ما تيسر لهم من اللحم المدعوم على مختلف المناطق اللبنانية".
وحول تفاوت أسعار اللحم المدعوم بين الملاحم، اعتبر بكداش أن "طمع وجشع بعض التجار وصل إلى حدود سرقة المدعوم واستغلال الأزمة إلى أقصى حدود"، مؤكدًا أن من مسؤولية وزارة الاقتصاد مراقبة الأسعار والعمل على الحد من التفلّت الحاصل.