خاص العهد
صومٌ على "نهج عليّ".. الفقراء في قلب الخيّرين
يوسف جابر
يتزامن شهر الصوم هذا العام مع أزمةٍ اقتصاديةٍ تخنق لبنان، وللغاية تنشط الجمعيات والمبادرات القائمة على مفهوم التكافل الاجتماعي، والتي تعمل على إظهار معاني الصوم بأبهى تجلياتها، فتؤمِّن للمحتاجين في شهر رمضان المبارك حصصًا غذائية أو مساعدات عينية أو مبالغ مالية.
ومن بين هذه المبادرات، تتميّز مبادرة "نهج علي"، التي يتبرّع الخيّرون من خلالها بجزءٍ من إفطارهم اليومي للعائلات المحتاجة والصائمة.
المبادرة تستند الى إحياء هدف الصوم والشعور بالفقراء، تطبيقًا لما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّما فرض الله عزّ وجل الصيام، ليستوي به الغنيّ والفقير، وذلك أنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحم الفقير، لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله عزّ وجل أن يسوّي بين خلقه، وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم، ليرقّ على الضعيف، فيرحم الجائع".
فاطمة حميِّد إحدى القيِّمات على المبادرة تتحدّث لموقع "العهد الإخباري" عن نشاط الحملة، فتقول إنَّ "على الراغبين التبرع يكفي التواصل على الرقم 71521394 وتحديد عدد الوجبات المُستطاع التبرع بها، ليأتي متطوعٌ إلى باب منزلكم لتسليمكم العلب الخاصة، وذلك لتُحضر طازجة عقب انتهاء ربات المنازل من الطبخ بين الـ 6:30 والـ 7 قُبيل الإفطار"، وتضيف "بعدها يعمل المتطوعون على تقسيم وتوضيب الطعام حسب القوائم الموجودة لديهم، ومن ثم نوزعها للعائلات المُستحقة في جميع مناطق الضاحية الجنوبية".
وتشير لـ"العهد" إلى أنَّ "التبرعات الأساسية التي تصلهم هي وجبات الإفطار والتبرعات العينية، والذي زاد من القدرة على استيعاب العوائل المحتاجة هذا العام في ظل تفاقم الأزمة المعيشية هو استحداث "نهج علي" لمطبخٍ تبرَّع به أحد الخيّرين، إذ تُلبي المبادرة نواقص العائلات من طبخِ متطوعيها الذي فاق عددهم الـ 100 مقسّمين بين التوضيب والتجهيز والتوزيع".
تجدر الإشارة إلى أنَّ المبادرة التي انطلقت عام 2019 مع بدء الأزمة، بدأت بمساعدة 30 عائلة، وفي عام 2020 ارتفع عدد العوائل المستفيدة من الحملة من 48 مع بداية الشهر الفضيل الى 267 عائلة مع نهايته ليصل عدد الوجبات إلى 1287 وجبة يوميًا.
أما هذا العام، فيُفتتح الشهر الفضيل بـ 154 عائلة تحتاج لـ631 وجبة إفطار، ومع مرور 10 أيام يكاد عدد المحتاجين يتضاعف، إذ وصل العدد إلى 288 عائلة تحتاج المبادرة لتأمين 1128 وجبة يوميًا لهم حتى لا يبقوا بلا إفطار.
وتلفت حميِّد عبر "العهد" الى أنَّ المبادرة تسعى لتأمين وظائف للعائلات التي ليس فيها مُعيلٌ يُنفق عليهم، لمساعدتهم على إعالة أنفسهم ورفعهم من تحت رحمة الحاجة والعوَز، وذلك في مسارٍ تكاملي لا يقتصر بُعده على المبدإ الانساني فقط بل الاجتماعي أيضًا.