معركة أولي البأس

خاص العهد

حلةٌ مختلفة يرتديها لبنان في شهر رمضان هذا العام
05/04/2021

حلةٌ مختلفة يرتديها لبنان في شهر رمضان هذا العام

مهدي قشمر

هذا العام تختفي الموائد العامّة للصائمين وتغيب عن أكثرها العادات الرمضانية بسبب الغلاء والإرتفاع الجنوني للأسعار. أضواءٌ خفتَت وزينة الألوان المختلفة بهتت، لتبقى الشوارع خالية دون أجواء السّهرات الخاصّة، من الفطور إلى السحور، وغياب المسحراتي عن الأزقّة.

ظروف الإقفال والوباء أفقدت اللبنانيين عاداتهم المشهورة قبل بداية الشهر الكريم المتعارف عليها بـ "سيبانة رمضان" حيث تعمد العائلات والأصدقاء في آخر نهاية أسبوع من شهر شعبان وقبل بداية شهر رمضان بالإجتماع والذهاب في نزهات إمّا إلى الطبيعة أو الأنهار أو إلى القرى، وتقديم كلّ ما لذّ وطاب من الأطعمة والمشروبات. 

وفي جولة قام بها موقع العهد الإخباري، أجمعَ أصحاب محال الزينة على أنّ الإقبال هذا العام خفيف وأنّ المقبلين يشترون السّلع الرّخيصة فقط لكي لا يمرّ عليهم الشهر الكريم دون زينتهم المعتادة.

حلةٌ مختلفة يرتديها لبنان في شهر رمضان هذا العام

وبعدما ظلّ الفانوس لعصور طويلة وسيلة الإضاءة الأساسية في المدن الإسلامية وغيرها من مدن العالم، تحّول تدريجياً إلى رمز من رموز شهر رمضان المبارك، إذ درجت العادة أن تُضاء الشوارع بالفوانيس تسهيلاً لتحرّك الناس والنشاط التجاري في الأسواق الذي كان يمتدّ خلال شهر رمضان إلى وقتٍ متأخر.

هذا العام ستخفّ إضاءات الفوانيس بحسب ما أشار إليه أصحاب المحال فالإقبال على شراء الفوانيس المضيئة خفيف نظراً لتكلفته المرتفعة فاستبدله الناس بالفانوس الورقي. 

يلفت أصحاب المحال هنا إلى أنّ وجود أسعار تناسب الجميع بَدءً من الـ3000 ليرة لبنانية صعوداً بحسب الطلب.

أمّا الإقبال على شراء العباءة الرمضانية "الدشداشة" فيصفها أصحاب المحال بالطبيعي، إذ يبلغ سعرها 50000 ليرة لبنانية والقبّعة الخاصة 10000 ليرة.

وعلى المائدة الرمضانية، يفرض الصوم إعطاء وجبة الإفطار والسّحور اهتماماً خاصاً لتعويض الجسم ممّا افتقده طول النهار من أطعمة صلبة مغذِّية وسوائل، إذ ينطلق المسلمون من حديث الرسول (ص) "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر"، ليتبيّن لنا أن الأسعار تختلف باختلاف الأنواع من الـ10000 إلى 80000 ليرة لبنانية.

حلةٌ مختلفة يرتديها لبنان في شهر رمضان هذا العام

وعن المشروبات الرمضانية، شكى أصحاب المحال الوضع الراهن، لافتين إلى أنّه سيؤثّر بشكلٍ مباشر وكبير على مصالحم وخصوصاً الصغيرة منهم، وقد يؤدي إلى إقفالها. 

هذا العام قد يغيب الكثير من العربات، التي تبيع المشروبات الرمضانية، التي كانت تجوب الشوارع نظراً لارتفاع الأسعار (من الجلاب، السوس، التمر الهندي، والليمون).

وكما في كلّ شهر رمضان فإنّ تناول حلويات معينة، أصبحت جزء لا يتجزأ من هويتنا الثقافية، منها الكلّاج والعثملية والشعيبيات والقطايف. ولهذا تضمّنت جولتنا محال الحلويات، حيث أجمع أصحابها على أنّ هذه السنة لن تكون كسابقها، فالإرتفاع الجنوني بالأسعار سيؤدي إلى غياب الحلويات الرمضانية عن الكثير من الموائد.

حلةٌ مختلفة يرتديها لبنان في شهر رمضان هذا العام

وأشار بعضهم إلى أنّهم حتّى الآن لم يباشروا العمل على الحلويات الرمضانية وأنّ أسعارها كما باقي التسعيرات في البلد فستكون مرتهنة بأسعار المواد الأولية. 

وعن تحضيرات العمل، أفاد البعض بأنّهم سيعتمدون على التحضيرات الخفيفة والتخزين الأسبوعي أو الأقل، نظراً للتقلب بالأسعار.

ولكي يضمن أصحاب المحال استمرارية مبيعاتهم باتوا يعمدون إلى الربح القليل جداً.

ومع تبيانِ هذه الصعوبات التي سترافق شهر رمضان، يبقى أمل المواطن على أنّ كرم هذا الشهر لن يبخل على صائميه بفكاك ضيقتهم الإقتصادية، وأنّ في حلوله تتحلحل عقد السّاسة في سبيل تحسين معيشة المواطن.
 

غلاء الأسعارشهر رمضان

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل