معركة أولي البأس

خاص العهد

مستشار قائد الحرس الثوري لـ
17/03/2021

مستشار قائد الحرس الثوري لـ"العهد": سليماني رمز المقاومة.. والنصر حليفنا

العهد - مختار حداد

يحتفل الشعب الإيراني هذه الأيام بيوم الحرس الثوري، تجليلًا وإكرامًا لأبناء هذه القوة المجاهدة الشعبية التي لها دور بارز في خدمة الشعب ونصرة المستضعفين في العالم.

بهذه المناسبة، أكد المستشار الأعلى لقائد الحرس الثوري العميد حسين دقيقي في مقابلة خاصة مع موقع "العهد" الإخباري أن الجنرال الشهيد قاسم سليماني رمز دولي للمقاومة، لافتًا الى أن تصنيف السلطات الأميركية الاستكبارية لحرس الثورة الإسلامية كمنظمة ارهابية عام 2019 خلال ادارة ترامب، خير دليل على أنها تخشى الجيل الجديد من الحرس الثوري.

فيما يلي نص المقابلة:

* في ذكرى يوم الحرس الثوري في ايران، ما هي كلمتكم الى أبناء الثورة الايرانية؟

شكل الإمام الخميني جيشًا عقائديًا يتمحور على العقيدة، وقائمًا على محورية الشعب، ترويه قاعدة جماهيرية متينة. ورغم وجود جيوش في العالم تدعي أنها قائمة على أعمدة شعبية، إلاّ أن الحرس الثوري يتميز بارتكازه أيضًا على العون الإلهي وتحمّل مسؤولياته والعمل الجاد والايمان وفق السنن الإلهية المنصوص عليها في القرآن الكريم.

على هذا الأساس، يقف الحرس الثوري الإيراني وجهًا لوجه متصديًا لأي مؤامرة، وهو مقتنع بأن الباطل مآله الفشل والزوال لا محالة، وسيسود الحق من خلال النصر النهائي. هذه كلها سنن إلهية مذكورة في آيات القرآن الكريم.

إن الحرس الثوري قائم على قاعدة شعبية مُحكمة. على ماذا عوّل النظام الصدامي البائد عندما واجه الحرس الثوري في بداياته الأولى وماذا حقّقت الجماعات المتمرّدة التي بزغت من الاستكبار العالمي لمعاداة الثورة الإسلامية وبرعاية الغرب ودعمه لها؟ كان دعم الغرب لهذه الجماعات معنويًا وعلى صعيد تقديم أفضل أنواع الأسلحة والتقنيات لها، وتلك الدول الغربية التي كانت تتفوق في كل شيء على الحرس الثوري، لكن في الحقيقة هذه هي النعم الإلهية التي تغمدتنا، من خلال النصر الإلهي.

وهذه الانتصارات لم تكن من عمل الحرس الثوري فقط بل تحققت بجهود جميع أبناء القوات المسلحة الإيرانية. واجبنا أن ننفّذ المهمة ونؤدي الرسالة الثورية، أما الباقي فهو توفيق من عند الله.

للإمام الخميني قدس سره الشريف شعار هو انتصار الدم على السيف، ونظرية الإمام (رض) في هذا الإطار متقدمة جدًا، إذ استُنبطت عشرات النظريات الجديدة من قلب هذه النظرية.

على سبيل المثال، أظهرت الثورة الإسلامية، أن الدماء تغلّبت على السيف، إذ لم تكن لدينا المعدات والتسهيلات الضرورية ضد نظام البهلوي وطاغوته حينها، ومع ذلك انتصر الدم على السيف.

الحرس الثوري هو مؤسسة عاشورائية، تستند بتوجهاتها إلى حركة الإمام الحسين عليه السلام، ونظرية الإمام الخميني (رض) تحث الشعوب على القتال ضد العصابات والمرتزقة. في بدايات انتصار الثورة وعلى حدود إيران، وقعنا في حروب لمواجهة حركات انفصالية على غرار ما يحدث اليوم في سوريا والعراق، ورأينا كم تآمر العدو هناك لكن انتصار الدم على السيف كان الردّ الأقوى، وانبثقت نظرية الدعم الشعبي (من قبيل الدفاع الوطني ضد أي معتد) من قلب ذلك الانتصار الذي ندرّسه الآن في جامعاتنا.

في الحرب المنظّمة الكلاسيكية، على سبيل المثال، يقاتل الشعب اليمني الآن ضد عدوان ظالم، وفق شعار انتصار الدم على السيف. الشباب في اليمن اليوم ينتفضون ضد جيش العدوان السعودي ويقاومونه، كل هذا نابع من الواجب الأخلاقي، وتعتمد القوات المقاتلة على دورها المحوري، متكلة على الله ومُسخّرة كافة الإمكانات في سبيل تلبية الواجب.

كما أن الإمام الخميني(قدس) بمعرفته العميقة لحقيقة النظام الاستكباري، كانت لديه دائمًا روح هجومية تجاه مؤامرات الاستكبار، ولم يكن ينظر من زاوية دفاعية حيال تلك المؤامرات، بل يترقب عمق العدو على الدوام. القوات المقاتلة التي تخضع لطاعة الإمام والولي الفقيه لا تخاف من الدنيا ولا تحبها وتهرب من الدنيا وتتمنى الشهادة، وتُنشد نعمة الاستشهاد، ورؤيتها وطموحها خارج هذا العالم.

* الحرس الثوري يلعب اليوم دورًا بارزًا في تقديم الخدمات، وبرز ذلك في الكوارث الطبيعية وأزمة كورونا، كيف ينظر أبناء الحرس الى هذه المهام؟

طبقاً للدستور، في زمن السلم، يجب على جميع القوات المسلحة والحرس الثوري العمل على إعادة إعمار البلاد وتنميتها، وعليهم أن لا يغلقوا منشآتهم ويستقروا في الثكنات، وأن لا يحتفظوا بالمئات من الشاحنات الثقيلة والجرافات وغيرها في الثكنات دون أن تتم الاستفادة منها بينما يكون الشعب بحاجتها، هذه كلها ملك للشعب ويجب أن تخدم الناس في حالة الطوارئ وإعادة الإعمار.

مستشار قائد الحرس الثوري لـ"العهد": سليماني رمز المقاومة.. والنصر حليفنا

على سبيل المثال، انظروا إلى مدى إيجابية وفعالية مقرّ خاتم الأنبياء(ص) للإعمار والبناء في تطوير وإعادة إعمار البلاد.

إضافة إلى ذلك، يجب أن تشارك القوات المسلحة بنشاط في المواقف والحوادث الحرجة، وقد دعا قائد الثورة القوات المسلحة الى خدمة الشعب.

مستشار قائد الحرس الثوري لـ"العهد": سليماني رمز المقاومة.. والنصر حليفنا

لا يمكن ترك أشخاص تعرّضت مناطقهم لزلزال بمفردهم والقول "إن هذا ليس جزءًا من مهمتنا"، بالمناسبة، في تلك الظروف الخاصة التي تحدث فيها الكوارث الطبيعية، لا تستطيع القوات العادية العمل، لكن القوات المسلحة لديها وحدة مستقلة وخدمات صحية ومستقلة، ويجب أن تستنفر لخدمة الشعب. على سبيل المثال، خلال أزمة كورونا، كانت مراكز التعبئة قد تشكّلت وهي من الشعب نفسه ودخلت بقوة للمساعدة في هذا المجال. لا يمكن للحرس الثوري والتعبئة والجيش ترك الناس خلال الفيضانات والزلازل والأمراض الى مصيرهم، فالشعب يمثل جسد وهيكلية الحرس الثوري، أي أن قوات الحرس الثوري هي من قلب هذا الشعب، إذا لم يصبّوا كامل طاقاتهم لخدمة المواطنين، ما العمل الذي يمكنه القيام به حينها؟ لذلك أبناء القوات المسلحة والجيش والحرس الثوري هم دائمًا في خدمة الشعب وهذا واجبهم.

* ما هي رسالة أبناء وإخوة الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني في الحرس الثوري في هذا اليوم؟

الشهيد سليماني رمز دولي للمقاومة، وبعد استشهاده قال كل الشباب والناشئين في ايران والمنطقة إنهم أيضًا كالقائد سليماني، وهذا يعني أن العدو لا يمكن أن يقطع درب هذا الشهيد العظيم. وصوت وأفكار ونهج سليماني، كلّها فكرة، هي فكرة المقاومة ضد الجور والظلم، وفكرة الدفاع ضد العدوان ونصرة المظلوم والمستضعفين.

لا يمكن أن نسمح لمرتزقة الاستكبار العالمي أن يتمرّدوا في المنطقة ويذبحوا أبناء فلسطين وسوريا والعراق، ويرقصوا لأسيادهم على جثث المسلمين. في الحقيقة، ما قامت به سلطات أمريكا الاستكبارية عندما صنّفت حرس الثوري الإسلامي كمنظمة ارهابية عام 2019 خلال ادارة دونالد ترامب، خير دليل على أنها تخشى الجيل الجديد من الحرس الثوري، جيل الشهيد سليماني وأمثال الشهيد حججي، وتأخذهم في الحسبان وتريد حصار أمثالهم. لكن الحق هو الذي سينتصر على الباطل في نهاية المطاف، بغض النظر عن مقدار ما ينفقه العدو، فسيكون النصر حليفنا في النهاية. يحتمل أن يتعرض المسلمون في اليمن وفلسطين وسوريا والعراق لكل أنواع الضغوط وأن تسقط عليهم القنابل والصواريخ، لكن لن يتمكن أحد من عرقلة انتصار الحق على الباطل.

قاسم سليماني

إقرأ المزيد في: خاص العهد