ابناؤك الاشداء

خاص العهد

مشروع لـ
14/01/2021

مشروع لـ"خنق" سوريا.. والسفير السوري لـ"العهد": الحقائق تفرض على بايدن إعادة النظر 

فاطمة سلامة

تتخبّط إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من عمرها. الإدارة التي لم تحصد سوى الخيبات، تُسابق الوقت لفعل أي شيء علّها تهرب من مآزقها الداخلية. إلا أنّ الواقع يقول إنّ هذه الإدارة تسير من الأسوأ الى الأكثر سوءاً، لتحفر عميقاً في أزمات واشنطن وتفاقمها. فإدارة ترامب لن تخرج من البيت الأبيض كما دخلت اليه. ستحمل معها حكماً جملة ملفات خاسرة. الملف السوري على رأس تلك الملفات التي لم تطابق فيها حسابات الحقل حسابات البيدر. صبّت واشنطن في عهد ترامب جام حقدها على سوريا. غذّت الحرب الكونية والإرهابية علّها تحظى بنتائج سياسية على الأرض السورية، إلا أنّ النتيجة تمثلّت بالآتي: سيرحل ترامب ويبقى الرئيس السوري بشار الأسد. 

بموازاة هذه الحقيقة المُرّة للرئيس الأحمق، يضغط الأخير في ما بقي من أيامه باتجاه تضييق الخناق أكثر على سوريا. فبعد فشل قانون "قيصر" في تطبيق أهدافه السياسية، يسود الحديث عن طرح مشروع قانون أقسى من "قيصر" قريباً على التصويت، بعد ما قدّمه 150 عضواً في مجلس النواب الأميركي لتشديد الحصار الجائر على سوريا، بناء على توصيات لجنة دراسات "الحزب الجمهوري" في الكونغرس. الخطوة -إن حصلت- تعد بمثابة "الخرطوشة" الأخيرة التي يستعملها ترامب في هذه الحرب بعد فشله في كافة الميادين بسوريا عسكرياً وإعلاميا عبر تزوير الحقائق، واقتصادياً عبر الحصار الجائر الذي آلم الشعب السوري لكنّه لم يُركّعه. 
   
علي: الرئيس الأسد صمد برؤية عميقة وأعصاب صلبة

السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي يُعلّق في حديث لموقع "العهد" الإخباري على المشروع الأميركي العتيد، فيعتبر أن سوريا تواجه الحرب المركّزة منذ عشر سنوات. الحصار قائم وقانون "قيصر" كان موجوداً وإن لم يكن باسمه قبيل بدء العدوان حيث كانت سوريا خاضعة للعقوبات والحصار. برأيه، جاء قانون "قيصر" بعد فشل الاستثمار في الإرهاب لسنوات طويلة واستحضار الإرهاب من أكثر من مئة دولة، واستخدام الإعلام وكل أنواع التزوير وقلب الحقائق، لتكون النتيجة فشلا ذريعا مُني به كل التحالف الدولي الذي قادته واشنطن لإسقاط سوريا من داخلها وخارجها أي عبر العدوان المسلّح وتغذية وزرع خلايا وإرهاب وفكر ظلامي، وعبر العدوان الإعلامي. وفق علي، كل ما تقدّم واجهته سوريا وصمدت وصمد الرئيس الأسد برؤية عميقة وأعصاب صلبة قد تكون الأصلب في تاريخ القادة في المواجهات. ويشير علي الى أنّ قانون "قيصر" الذي هو خناق وليس حصارا صمدت فيه سوريا وحلفاؤها. فهو لم يستهدف سوريا فقط، بل إن العقوبات طالت روسيا وإيران والصين ولبنان. وفق قناعات علي، حتى لو توهم البعض أن لبنان يستطيع أن ينأى بنفسه عن العقوبات، إلا أنّ ما تُعاقب به سوريا يعاقب به لبنان حكماً، لأنهما يتنفسّان من رئة واحدة، وكذلك الأردن حتى ولو كان هناك غرف تقودها الولايات المتحدة للتآمر وضرب سوريا. 

التلويح بالعقوبات هو ترهيب أكثر منه فعلاً

وفي معرض قراءته للقضية، يؤكّد علي أنّ هناك تخبطا أميركيا في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب. بتقديره، من مصلحة الإدارة الأميركية القادمة أن تعيد النظر حيال الملف السوري، لا لأنها ستغيّر من مبادئها، فنحن لا نتوقع منها ذلك، بل لأنّ من مصلحة أميركا إعادة النظر بعد الفشل الذي مُنيت به إدارة ترامب في ملفات كثيرة منها سوريا والعراق وإيران والمنطقة. برأي علي، فإنّ أكثر ما يُقلق إدارة ترامب الحالية، وسيقلق أكثر إدارة جو بايدن هو صعود الصين وروسيا. هاتان الدولتان معنيتان بشكل أو بآخر في المنطقة وشركاء في مواجهة الإرهاب بأشكال مختلفة. لذلك فإنّ التلويح بالعقوبات هو ترهيب أكثر منه فعلاً. طبعاً هو أمر قابل للتطبيق ونحن لا نفترض النوايا الحسنة  في الادارات الأميركية ولا نتوقعه -يقول علي- لكن هناك حقائق تفرض على الادارة الأميركية القادمة إعادة النظر بهذا الملف. من مصلحة أميركا النظر الى مستقبل وجودها ودورها خاصة أن هناك اضطرابات داخلها واختلافات وانقسامات. 

نحن على يقين أننا منتصرون 

وعليه، يُشدّد علي على ضرورة أن لا نأخذ الأمور بمنطق الذعر الذي يحاول البعض الترويج له، فسوريا والرئيس الأسد وجيش وحلفاء سوريا تعاطوا بمنطق من يعرف هدفه ويسير اليه، وبالتالي يدرك أنه سيتعرض لضغوطات وصعوبات وجروح بليغة وخسائر. لكن من صمد كل هذه السنوات لن يسمح بأن يفرّط بالانجازات التي حققها. وهنا يضيف علي:" نحن على يقين أننا منتصرون وما حققناه كبير، ونتوقع إعادة النظر لهذه الإدارة الأميركية لأن الحقائق تفرض ذلك وليس حسن النوايا".

هناك إمكانات كبيرة في بنية الشعب السوري 

ولا يُنكر علي أنّ الحصار الاقتصادي آلم الشعب السوري، فنحن لا نريد أن نهوّن منه، لكن مؤسسات الدولة السورية بقيت صامدة وفاعلة، وهناك إمكانات كبيرة في بنية الشعب السوري وقوى شعبية حية حول سياسة بالغة الاقناع بصمودها وقدرتها على إدارة الأمور.  ويشير علي الى أننا نواجه وندرس الاستثمار لطاقات شعبنا وحلفائنا وعندما يتكامل الشعب السوري واللبناني نستطيع أن نخفّف كل أنواع الحصار المفروضة. المحن والحصار والصعوبات يجب أن تكون مجالا لاجتراح الحلول وتوليد الفرص وهذا ما تستطيع شعوبنا  فعله. فمنذ أن وعيت على الحياة -يقول علي- وسوريا محاصرة لكنها كانت تولد الحلول. تماماً كما إيران التي حوصرت ونهضت علميا وعسكريا وفي الكثير من المجالات. الحصار لا يعني أن نستسلم للقدر بل أن نصنع الفرص ونفرض على عدونا ومن يحاصرنا أن يعيد النظر للنزول عن مكابرته.

"الاسرائيلي" مذعور من صمود سوريا وانتصارات المقاومة والرأي العام

ولا ينسى علي أن يعرّج في معرض حديثه الى الضربات "الاسرائيلية" على سوريا، لافتاً الى أنّ "الإسرائيلي" الذي يضرب ويستقوي بإدارة ترامب هو المذعور والخائب من أي احتكاك. حتى الأوراق التي ظهرت الى العلن فيما يخص التطبيع وغيرها هي قائمة أصلاً وهذا الإظهار هو تعبير عن ذعر "الاسرائيلي" من صمود سوريا وانتصارات المقاومة والحراك الشعبي والرأي العام. الأخير يشكّل رصيداً لا يستطيع لا الأميركي ولا "الاسرائيلي" الاتكال عليه. كل ما سبق يجب أن يكون في خلفية القراءة التي تدعو للتفاؤل واليقين بأننا أقوياء اليوم وغداً أقوى بإذن الله، يختم علي.

واشنطن

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل