معركة أولي البأس

خاص العهد

سموم التطبيع وصلت الى
14/01/2021

سموم التطبيع وصلت الى "الكرتون": هذا ما تقدّمه MBC3!

نور الهدى صالح

كأولى خطوات معركتها الخفيّة ما بعد التطبيع، تحاول "اسرائيل" اجتثاث القضية الفلسطينية من فكر الطّفل العربيّ، مستغلّة تملّق الدّول المتخاذلة، آخذة من "التطبيع الكرتونيّ" هذه المرّة سبيلاً جديدًا للسيطرة على العقول، وتشكيل وعي الجيل العربي الجديد كما تريد.

ولأنّ محطات "الكرتون" العربيّة تصل الى نطاق واسع من الجمهور العربي، فالمحتوى الذي يحاكي الطفل العربيّ، لا يقتصر ترويجه وتأثيره في نطاق الدّول التّي وقّعت عقد سلام وحسب، بل يمهّد أيضًا للتّطبيع في وعي أجيال الدول العربيّة التّي لم تصافح "اسرائيل" بعد.
وهنا تكمن الخطورة، الّتي يفاقمها قبول المتلقي لتلك الصّور والأحداث، وترسيخها في اللاوعي لديه دون انتباه أولياء الأمور.

 Mbc3 نموذجًا

من القنوات الّتي بدأت اعتماد هذا النّهج قناة mbc3، ويظهر ذلك جليًّا في بعض الرّسوم المتحركة التي تبثّها القناة التّابعة للسعوديّة.
وهنا تجدر الاشارة إلى بعض الأمثلة التي تبيّن أحد مظاهر التّطبيع الخطيرة، ومنها رفع الجماهير في واحدة من حلقات المسلسل الكرتونيّ "أبطال كرة السلة" أعلام الدول وبينها علم الكيان الاسرائيلي.
مثالٌ آخر على ذلك هو ظهور علم الكيان الاسرائيلي في إحدى فقرات الرّسم والتّلوين التّي تعرضها الأخيرة، حيثُ يتم رسم وتلوين جنديّ يركب سيارة وعليها علم الكيان كدلالة واضحة على الاعتراف بوجوده و"شرعيته".

المُنتِج اسرائيليّ فماذا عن المضمون؟

خلال البحث عن المسلسلات الكرتونيّة ومُنتجيها على القناة، يستوقفنا اسم أحد الاعلامين ويدعى حاييم ساييبان/ اسرائيلي أمريكي من أصل مصري، وهو منتج مسلسل power rangers الذي يعرض على الـ mbc3 وقناة "سبيستون". وقد بنى ثروة كبيرة في مجال تسويق برامج الرسوم المتحرّكة وأنشأ مركز "سييبان" لسياسات الشّرق الأوسط التّابع لمعهد بروكنغز في واشنطن بالتّعاون مع السّفير الأمريكي السّابق لدى الكيان الاسرائيلي مارتن إنديك.

المفارقة أنّ الإعلاميّ والمنتج لهذا المسلسل الكرتوني وغيره هو نفسه "مهندس التّطبيع الاماراتي الاسرائيلي" وأوّل الذين وضعوا الحجر الأساس لهذه العلاقة العلنيّة.

وكانت قد كشفت القناة 12 الاسرائيلية عن ذلك، مبيّنة أنّه من بادر بإجراء الاتصالات الأوّليّة مع حاكم الإمارات محمد بن زايد لهذا الهدف. وهو الذي قام بدور مشابه مع السعودية.

الاعلاميّ والمنتج الذي يمتلك شركات عالميّة عدّة، يتبرّع بقيمة من ثروته إلى حزب العمل الاسرائيلي. وتجدر الإشارة إلى "العمق الوجداني" الذي يعيشه ساييبان تجاه "اسرائيل"، حيث يعتبر نفسه "مرتبطًا ارتباطًا عاطفياً بإسرائيل"، ويجاهر بذلك: "إنني أشعر أنني وجدت في الحياة من أجل العمل لإسرائيل، أنا وعائلتي وأولادي موجودون في الولايات المتحدة خدمةً للشعب اليهوديّ".

ساييبان واحدٌ من كثر. قد يصادفنا أثناء تقصّينا من هم وراء الرسوم المتحرّكة التي تعرضها هذه القنوات. ولا شكّ أنّه يعدّ أحد قوّاد الحرب الباردة لما له من قدرة على التّأثير بشكل هائل على الأطفال من خلال برامجه، هادفًا لترجمة الإيديولوجيا الصهيونية إلى أفكار والتّعبير عنها بلغة هذه الفئة البريئة.

وهنا يظهر دور الأهل الممانع في هذه المعركة الخفيّة لانتقاء المضمون الذي يتعرّض له أبناؤهم، لا سيّما باتّخاذ مقاطعة القنوات المطبّعة سبيلاً لمناهضة الفكر الصّهيوني الذي بدأت ترّوج له علانيّة محطات الكرتون العربيّة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل