خاص العهد
عميد المحامين التونسيين لـ"العهد": اغتيال فخري زادة جريمة بشعة وارهابية
تونس ـ روعة قاسم
تواصلت ردود الأفعال التونسية بشأن جريمة اغتيال العالم النووي والأستاذ الجامعي الإيراني محسن فخري زادة والتي جاءت بعيد لقاء العار التطبيعي الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتيناهو.
عميد المحامين التونسيين ابراهيم بودربالة في حديث خاص لـ"العهد" ندّد بعملية الاغتيال معتبرا أنها "جريمة ارهابية بشعة وغادرة"، معربا عن اعتقاده بأن "هؤلاء المجرمين سيدفعون ثمن جريمتهم". وقال: "رغم الأحداث المتسارعة في تونس الا أن ذلك لا يمنعنا من إبداء التزامنا الدائم بقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وفيما يتعلق بموجة التطبيع المتسارعة في المنطقة أجاب بالقول: "نحن نستغرب وندين كل محاولات التطبيع التي تمّت والإجراءات التطبيعية المتواصلة مع الكيان الصهيوني ووراءها بعض الأطراف العربية. واعتقد أن هذه الموجة هي في الحقيقة ضربة للقضية الفلسطينية وطعنة في جسم الأمة العربية ككل. وندين هذه المحاولات والأعمال ونقول لهؤلاء المطبّعين بأن ما يقومون به هو خيانة للقضية الفلسطينية والأمة العربية ككل والتاريخ لا يرحم ". وأشار الى أن الأمة العربية ستناضل عبر الأجيال وهي قادرة على دحر العنوان. ومهما تعاظمت التحديات فان النصر آت لا محالة وعند ذلك سيلوم المطبعّون أنفسهم على ما فعلوا".
البرهومي
من جهته، اعتبر الناشط الحقوقي ماجد البرهومي ورئيس المركز المغاربي للدراسات في تونس لـ"العهد" بأن "جريمة اغتيال العالم النووي الايراني فخري زادة هي اغتيال للعقل العربي والمسلم ومحاولة أخرى صهيونية للقضاء على أي تفوق علمي في المنطقة سواء في ايران او غيرها".
أما بشان موجة التطبيع غير المسبوقة من قبل عديد الأنظمة في المنطقة ، فقد أكد البرهومي التزام عديد الشرائح التونسية بالقضية الفلسطينية وبمحور الممانعة الذي بات خط الدفاع الأول عن كل المقدسات الإسلامية والعربية سواء في فلسطين المحتلة او غيرها. وأكد أن القضية الفلسطينية منذ ان طُرحت أمام الرأي العام الدولي أصبحت قضية الشعب التونسي بالدرجة الأولى.
وأضاف البرهومي:" بعد أن حرّر التونسيون أرضهم من الاستعمار الفرنسي التفتوا الى مقاومة الاحتلال الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط سواء في فلسطين او جنوب لبنان وحتى قبل ذلك في سيناء حينما ذهب التونسيون على الأقدام الى المشرق لقتال الصهاينة. وظلّ التونسيون يتبنون هذه القضية عبر التاريخ وحتى هذه الموجات من التطبيع جعلت الشارع التونسي يستنفر ويستعد للقيام بمعارك كبرى خشية من أن يخرط نظامه في هذه الموجة من التطبيع فيكون الرادع ومن يحول دون هذا التطبيع الذي انخرطت فيه عديد الأنظمة العربية للأسف الشديد".
وفي خضم تهافت عديد الأنظمة العربية للتطبيع الصهيوني والالتفاف على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني الغاصب، فإن مواقف التونسيين المنددة بكل هذه المؤامرات الصهيونية هي من الأهمية بمكان وتعني في جوهرها رسالة للكيان الصهيوني والمطبّعين العرب بأن الشعب التونسي باق على العهد ومستمر في دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية.
لا يدخر التونسيون أية فرصة للتأكيد دائماً على التزامهم بقضيتهم الأم سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث ملأت الأعلام الفلسطينية صفحات الفيسبوك وذلك بالتزامن مع قرار السعودية فتح مجالها الجوي أمام الطيران الصهيوني، أو من خلال أنشطة الكترونية داعمة للشعب الفلسطيني. فالقضية الفلسطينية تبقى القضية الأم بالنسبة للشعب التونسي وتبقى المقاومة بشكل عام في وجدان كل التونسيين الذي هبّوا كشارع لمساندة جبهة المقاومة عموما وكل أحزابها وقياداتها ونخبها المنخرطة في محور الممانعة.