معركة أولي البأس

خاص العهد

تسليم محاصيل التبغ العيتروني يتواصل والثمن.. بخس
05/12/2020

تسليم محاصيل التبغ العيتروني يتواصل والثمن.. بخس

سامر حاج علي


تتواصل عمليات تسليم محصول التبغ العيتروني والذي تتعدى كميته الخمسماية ألف كيلو غرام سنوياً إلى مندوبي إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية.

طوابيرُ المزارعين أمام مستودع الريجي هناك ترسم وحدها صورةً عن الحيزِ الكبير الذي تحتله هذه الزراعة من النشاطِ الاقتصادي للأهالي الذين رفعوا الصوت منذ بداية الموسم الحالي مطالبين بضرورةِ تحسينِ الأسعار التي تضعها ادارة القطاع سنوياً لتبغِهم في ظل الإرتفاعِ الكبير في أسعار صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية وما خلَّفه من زيادة كبيرة على أسعار الأسمدة والادوية الزراعية التي تحتاجها هذه الزراعة على وجه الخصوص.

مطالبٌ لاقت هذا العام ـ وعلى الرغم من الظروف الآخذة في التعثر أكثر وأكثر لدى الإدارات الرسمية وموازناتها المحدودة ـ تجاوباً وُصف على أنه يسند خابية الحاجات المتزايدة للمعيشة في لبنان دون أن يلبي طموحات المزارعين، فقرار الريجي قضى بزيادة خمسين بالمئة على سعر الكمية التي تستلمها من المزارع ليصبح سعر الكيلو غرام الواحد من التبغ في عيترون عشرون ألف ليرة لبنانية بعد ان كان ثلاثة عشر ألفاً العام الماضي. إلا أن ما حصل لا يرقى إلى مستوى التعب الذي يتكبده العاملون في هذه الزراعة، فهم يلاحقونها على مدار العام من البذر والتشتيل إلى تهيئة الاراضي فالغرس، ثم قطافها وشكّها وتهيأتها للتسليم وفق ما يشير أبو محمد وهو مزارع "عتيق" من البلدة.

تسليم محاصيل التبغ العيتروني يتواصل والثمن.. بخس

ويرى أبو محمد في حديث لموقع "العهد" الإخباري إلى أن "مراحل زراعة التبغ تأكل من مراحل حياة المزارع ومن راحته وسنوات عمره فهو يلاحقها على مدى الأشهر ليبيعها للدولة ثم يعيش بثمنها طوال السنة، وهنا لا مجال لزراعة بديلة إذ أن أرضنا عطشى والتبغ لا يحتاج للري كما وأن بيعه مضمون ومردوده ثابت إلا أن ما هو غير ثابت أسعار المستلزمات التي نتمنى أن تساعدنا الدولة على تأمينها بأسعار تشجيعية مثلاً في الموسم القادم."

مطالب المزارعين لا تقف عند حدود الأسعار إذ أن ثمة مطالبات بضرورة زيادة سقف الانتاج الممنوح للمناطق ومنها الجنوب ما يعزز من انتاجية المزارعين الذين لا يستطيعون زراعة الكمية التي يريدون فالرخص الممنوحة لهم من قبل الريجي تحدد الكمية التي تشتريها الشركة منهم وبالتالي النسبة التي يحق لهم زراعتها، إضافة إلى أنهم غير مشمولين بأي من الصناديق الصحية الضامنة في لبنان على الرغم من الوعود المتكررة بضمّهم إلى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي أو بمنحهم بطاقات صحيّة تغكي نفقات الطبابة والاستفشاء لهم ولعائلاتهم التي تعمل في اغلب الاحيان في النشاط الزراعي نفسه.

وفي هذا الخصوص يرفع رئيس بلدية عيترون المهندس سليم مراد الصوت مطالباً بضرورة الوقوف جدياً إلى جانب المزارع في هذه المنطقة التي يشكل فيها حلقة اساسية بصموده ووجوده ونشاطه الاقتصادي والعمراني من خلال استمراره بممارسة الزراعة المعيشية الاساسية التي تسمح للناس بأن يعيشوا ويقفوا في وجه الاحتلال ومشاريعه.

تسليم محاصيل التبغ العيتروني يتواصل والثمن.. بخس

وإذا يشكر مراد القرار الذي قضى بزيادة الاسعار بنسبة خمسين بالمئة هذا العام، يدعو عبر "العهد" إلى ضرورة الاستمرار في رفع الاسعار خلال المواسم القادمة بشكل يقارب الزيادة التي استجدت على اسعار المستلزمات المطلوبة لهذه الزراعة لا سيما الاسمدة والادوية التي تضاعفت أربع وخمس مرات عن السابق في أمر لا يجاري الوضع الاقتصادي للمزارع.

من المعروف أن منطقة الجنوب تتربع على عرش الإنتاج السنوي للتبغ في لبنان من حيث الكمية التي تفوق الخمسة ملايين طن ومن حيث الجودة التي توفرها ظروف الإنتاج الطبيعية ناهيك عن قدرة المزارعين على تأصيل أنواع البذور التي ترفع من تصنيف التبغ اللبناني عالمياً.

عيترونالتبغالريجي

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة