الانتخابات الرئاسية الأمريكية: الحسم للنِّزاع القضائي وليس للتصويت

بعد أن كان المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، قد سجَّل تقدُّمًا في 3 ولاياتٍ من أصل 4 لم تُحسم نتائجها حتى الآن (جورجيا، نورث كارولينا، بنسلفانيا) على منافسه الديموقراطي جون بايدن الذي تقدم فقط بولاية نيفادا، تغير الأمر ليتصدَّر بايدن ولايتي جورجيا وبنسلفانيا، محافظًا على تقدمه في نيفادا، ما يُبقي التقدم لترامب فقط في ولاية نورث كارولينا.

مستجدَّات الولايات الحاسمة

الكاتب السّياسي، علي مراد، أكَّد في حديثٍ لموقع "العهد" الإخباري، أنَّ هذا التقدُّم لن يحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد، خصوصًا أن ولايتي جورجيا وويسكونسون اللتين تقدم فيهما بايدن ستُعيدان فرز الأصوات، مشيرًا إلى أن حاكم ولاية جورجيا ومجلسها التشريعي من الجمهوريين، حيث صدر قرارٌ أعلنه سكرتير الولاية أمس يقضي بإعادة الفرز، والقانون يخوّله ذلك كون الفارق أقلَّ من 0.5%، ما يعني أنَّ نتيجة جورجيا مؤجلة إلى أن تتم إعادة فرز كل الأصوات.

وفي حين تعيد ويسكونسون عملية الفرز كما طُلب، يرجِّح أنَّ بنسلفانيا لن تُعيد إجراء العملية، كون حاكم الولاية ديموقراطيا، وعلى الرغم من أن الفارق في الولاية أقل من 0.5%، والتي يخول قانونها إعادة الفرز ضمن هذا الهامش، إلا أنَّ مراد يتوقع أن يتخطى الفارق حاجز الـ 0.5%، مضيفًا "ما يميز هذه الولاية أن النزاع القضائي انطلق، الدعاوى رُفعت من قِبل حملة ترامب على مستوى المحاكم الفدرالية، وسيأخذ المسار القضائي وقته"، مستبعدا أن تصدر نتيجة الولاية قريبًا.

أما نيفادا، فقال الكاتب السّياسي لـ "العهد" إنَّ الفارق اتسع لصالح بايدن، موضحًا أنَّ الأصوات المتبقية للفرز هي من مقاطعة كلارك "معقل الديموقراطيين"، ولا سيما لاس فيغاس، لذلك سنشهد إعلان النتيجة في نيفادا لصالح بايدن.

وفي أريزونا، حيث يتقلص الفارق بين بايدن وترامب، لفت مراد إلى مزيد من البطاقات البريدية التي صبَّت لصالح ترامب نوعًا ما، مرجحا أن لا تمكّنه هذه الأصوات من التفوُّق على بايدن.

تعويلات ترامب

ويرى مراد أنَّ بايدن بدأ يتصرف على أنه الفائز رغم أنه لم يُعلن فوزه رسمًيا، مُعتبرًا الأمر ضمن استراتيجية تقضي بالتدرج بإعلان الفوز للضغط على ترامب وفريقه للتسليم بالنتيجة.

وأشار إلى مساعي الحزب الديموقراطي لإجبار قادةٍ جمهوريين الاعتراف بالنتيجة، خاصةً أن هناك مؤشرات صدرت عن أكثر من شخصية جمهورية تشي بأنَّهم سيسلمون بالنتيجة من خلال معارضة ترامب لوقف عدّ الأصوات، كزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، الذي عارض مطلب ترامب بإيقاف عملية الفرز، معتبرا أنَّ كل صوتٍ قانوني ينبغي أن يتم احتسابه.

وشدَّد مراد في حديثه لـ "العهد" أنَّ ترامب لم يعد تهمه مسألة ربح هذه الولاية أو خسارتها في التصويت الشعبي، فيبدو أنَّه سلَّم بحقيقة أن الأصوات المتأخرة هي لصالح بايدن وليست لصالحه، وتابع "تركيزه اليوم ينصبُّ على المسار القضائي، في محاولةٍ لانتزاع قرارات قضائية تُبطل شرعية الأصوات التي وصلت متأخرةً لعلّه بهذه الطريقة يعود لتصدِّر المشهد في بعض الولايات الحساسة والمتأرجحة".

ولفت إلى أنَّ لدى ترامب 3500 محامٍ مهمتهم رفع الدعاوى القضائية، وفي حال انتزع أحكامًا قضائية معينة فقد تصبح النتيجة التعادل، معتقدًا أن ذلك سيحيي آمال ترامب بذهاب المسألة لمجلس النواب لأنها ستُحوَّل لهيئة ناخبة، ما يعني فوزه بالرئاسة لأن الوفود الجمهورية في مجلس النواب هي 26 بينما عدد الوفود الديموقراطية 24.

أمَّا سيناريو الحرب الأهلية، فاعتبر مراد أنَّ ردة فعل الميلشيات المؤيدة لترامب ومناصريه لم تكن عنيفة كما كان متوقعا، معيدًا التأكيد أن الأولوية للتنازع قضائيًا وفي حال فشل هذا المسار ربما يلجأ ترامب للخيار الآخر كون كل السيناريوهات مفتوحة، بالمقابل تحدث عن وجود عامل مهم وهو موقف الحزب الجمهوري، الذي ستقف قياداته في وجه ترامب إذا حاول تجييش هذه الميليشيات واستخدامها، خاصةً أن لديها القابلية والامكانيات للتحرك.

الانتخابات الاميركية 2020

إقرأ المزيد في: خاص العهد