خاص العهد
لماذا لم تغرق الضاحية بالسيول مع "أول شتوة"؟
ياسمين مصطفى
لطالما ارتبط موعد "أول شتوة" لدى كثير من اللبنانيين بالكوارث والمآسي. سيولٌ جارفة، انهيار أبنية سكنية، وفيضانات تجرف معها البشر والحجر، وتفضح الخلل الكبير في إدارة الدولة لمثل هذه الأزمات على مدى سنوات.
المسؤولية في هذا الخصوص موزعة، صحيحٌ أنها تقع على عاتق الدولة والبلديات، لكن المواطن أيضًا يتحمل جزءًا منها. قد تجد مثلاً في أحد "الريغارات" بقرة نافقة، كما حصل منذ سنوات في منطقة ضبيّة، وقد ينحرف باص مدرسة نتيجة الانزلاقات وسوء البنى التحتية، ويعرض حياة عشرات الطلاب للخطر.
مع "أوّل شتوة" هذا العام، سقط مبنى في المدوّر، وطاف نهرٌ في الضنية، وتشكّلت سيول جارفة في قبعيت العكارية، وشهدت البترون حوادث سير إثر الانزلاقات وسوء البنى التحتية، وانهار حائط كنيسة في النبطية، لكن المشهد في الضاحية الجنوبية لبيروت مختلف.
خطة زمنية استباقية
شوارع الضاحية الجنوبية هذا العام لم تشهد فيضانات، ولا حوادث سير نتيجة انسداد مجاري تصريف مياه الأمطار، وحتى المشهد في نهر "الغدير" الشهير في منطقة حي السلم كان مختلفًا عما مضى.
ولدى البحث عن الأسباب، اتضح أن بلديات الضاحية كانت منذ أربعة أشهر تسير وفق خطة زمنية لتنظيف خطوط تصريف مياه الأمطار في الشوارع الداخلية للمناطق، بالتعاون والتنسيق مع اتحاد بلديات الضاحية، وفق ما يؤكد رئيسه محمد درغام لموقع "العهد" الإخباري.
وفي هذا السياق يقول درغام لـ"العهد":"قدمنا كلّ التسهيلات للمقاول التابع لوزارة الأشغال العامة، وبعد التواصل الحثيث واليومي معه حضر إلى المنطقة وبدأت ورش إزالة العوادم والنفايات من خطوط تصريف مياه الأمطار".
على مدى اليومين الماضيين، كانت فرق الأشغال في مختلف مناطق الضاحية في حالة استنفار وجهوزية لـ"الشتوة الأولى"، بعدما استكملت خطة تنظيف خطوط تصريف مياه الأمطار.
مشاريع مستدامة
وإضافة إلى ما تقدم، أنجز اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية مجموعة من المشاريع، أبرزها خطوط تصريف أمطار جديدة ورئيسية، ساهمت بشكل كبير في تغير مشهد "الشتوة الأولى"، يقول درغام، ويستدرك:" لكن هذا لا يعني أننا لن نصطدم بمشاكل جراء الأمطار في بعض نقاط الضاحية الجنوبية، لذلك لا يجب أن نستريح".
نقطة السلطان ابراهيم التي طالما شهدت طوفانًا لقساطل تصريف مياه الأمطار، لن تبقى على حالها، وعبر موقع "العهد" يعد درغام بأن نشهد في الـ20 من شهر كانون الأول المقبل تدشينًا لخطين لتصريف مياه الأمطار بتمويل من "اليونيسيف".
بذلك تبقى نقطة الرحاب-السفارة الكويتية النقطة الوحيدة التي تواجه مشاكل بعد هطول الأمطار، والسبب في ذلك -وفق درغام- يعود إلى وجود سوق الخضار وسوق القصابين في المنطقة. وفي هذا السياق يقول درغام: "رمي مخلفات سوقَي اللحامين والخضار في منطقة شاتيلا في مجاري التصريف، وإغلاق "الريغارات" من قبل المواطنين بالسجادِ بهدفِ تغطية الروائحِ المنبعثة منها، عوامل تؤدي كل عام إلى تشكّلِ السيول الجارفة فيها، لذلك فالمسؤولية تقع أيضا على أصحاب المحال والمواطنين في الحفاظ على البيئة لأنه لا بد أن تكون الشوارع والطرقات أيضًا نظيفة كما منازلهم لتفادي السيول والفيضانات".
اتحاد بلديات الضاحية الجنوبيةالطقسالأمطار