خاص العهد
بلدية الغبيري ترفع الصوت عبر "العهد": خدماتنا قد تتوقّف بعد الارتفاع الكبير في إصابات "كورونا"
هبة العنان
معادلةٌ جديدة باتت سارية على جميع المواطنين، الكمامة مقابل الكفن، لكَ أو لأحد أفراد عائلتك. إزاء قلّة المسؤولية والوعي والتجاهل والمكابرة، سنجد مرضى فيروس" كورونا" ينتظرون أدوارهم أمام المستشفيات لإيجاد سرير يرقدون فيه من أجل العلاج، وسنجد مغاسل الأموات الخاصة بـ"كورونا" تعمل دون توقف.
المُستقبل الذي نترقّبه سيكون حتما أسوأ ممّا نحن عليه الآن، ففي حين لا زال لدينا القدرة والوقت على الالتزام بالاجراءات والحدّ من الاختلاط قبل التقاط العدوى، يُصرّ الكثير من الناس على إنكار ما يحدث والاصرار على مخالفة التوصيات الصحية وممارسة حياته بشكل أكثر من طبيعي.
أمام هذا الواقع، كيف تتعاطى بلدية الغبيري مع تزايد عدد الإصابات في المنطقة، ولا سيما بين أعضاء شرطة البلدية ؟ وكيف انعكس قرار إقفال المناطق المجاورة سلبًا على المنطقة؟
رئيس بلدية الغبيري معن الخليل تحدّث لموقع "العهد الإخباري" عن واقع "كورونا" في المنطقة في ظل الارتفاع اليومي للإصابات، فأوضح أن "الوضع وصل إلى حدّه الأقصى ولم نعد قادرين على تحمّل أيّ استهتار أو إهمال، خصوصا أننا بتنا غير قادرين على إدخال أيّ مريض إلى المستشفى"، وأضاف: "الناس تلجأ لنا كبلدية ومرجعية للتوسّط من أجل إيجاد سرير داخل اي مستشفى، إلّا أننا خلال الأيام الأخيرة عجزنا عن إغاثة الناس".
وذكر الخليل أن "الإصابات والوفيات جراء "كورونا" تتزايد في المنطقة بشكل غير منطقي، والناس لا تزال تكابر وتتعنّت"، مشيرًا إلى أن "عددًا من موظفي البلدية وعناصر الشرطة أصيبوا كذلك، وقد نضطرّ في أية لحظة للتوقف عن تقديم الخدمات، التي تشمل تنظيم السير وضبط المخالفات وغيرها".
وبيّن الخليل أن البلدية تُجري فحوصات PCR دورية لموظفيها وعناصر الشرطة لديها، وتحاول قدر الإمكان الحدّ من الاختلاط والحفاظ على التباعد الاجتماعي وحجر المصابين والمخالطين بشكل فوري"، لافتًا إلى أن 10 إصابات سُجّلت بين عناصر البلدية، موزّعة على كافة الأقسام، وإذا استمر الوضع هكذا سنصل إلى طريق مسدود".
وحول الاجراءات المتخذة لضبط الوضع في المنطقة، قال الخليل لـ"العهد" إن "هذه الاجراءات استباقية كي لا نصل إلى مرحلة الإقفال التام، إذ حدّدت دوامات عمل المحلات وسوق صبرا وغيرها من الاجراءات، لدرء الخطر الآتي"، مشيرًا إلى أن البلدية أرسلت كتابا إلى وزارة الداخلية حول ما اتخذ من قرارات، والوزارة أيدت الاجراءات المتبعة من قبل البلدية، بحيث ستعمل الأخيرة على تقسيم المنطقة واعداد تقارير حول وضع الاحياء"، ورأى أن "اقفال المناطق المجاورة انعكس سلبا على الغبيري، وزاد الضغط على المحلات التجارية فيها".
الخليل اعتبر أن الضاحية هي نسيج واحد لا يمكن تفريقه، إذ لا يمكننا بسهولة تحديد نطاق بلدة ما، وبالتالي لا يمكننا اقفال بلدة دون الأخرى، لتداخلها مع بعضها البعض"، مؤكدًا أن "القرار لم يكن مدروسا وجاء استنسابيا وظالمًا بحق بعض الأحياء"، مُفضّلًا "العمل على إغلاق أحياء وشوارع معينة فيها إصابات "كورونا" عالية دون شوارع أخرى تلتزم بالاجراءات".