خاص العهد
"داعش" مجددًا في سوريا والعراق
محمد عيد
تفاعل الخبراء العسكريون والمحللون السياسيون السوريون مع حديث سماحة السيد حسن نصر الله الأخير بخصوص مساعي الأمريكي لإعادة إحياء "داعش" التي قضى عليها محور المقاومة. واستحضروا في حديثهم لموقع "العهد" الإخباري عمليات "داعش" التي سبقت خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله والتي تلته أيضًا، مؤكدين أن المعلومات المتوافرة لديهم تؤكد أن معسكرات الاعتقال لمقاتلي وأسر "داعش" لدى الأمريكيين وقوات "قسد" ما هي إلا أماكن لإعادة تأهيل هؤلاء وبث الفكر التكفيري بينهم عبر الدعاة الذين استحضروا للغاية.
وليد الـ "سي آي إي" يبقى ببقائها
يرى الخبير العسكري السوري اللواء المتقاعد محمد عباس أنه "عندما يتحدث سماحة السيد حسن نصر الله عن إعادة إحياء "داعش" في المنطقة فهذه إشارة صحيحة لرؤية سليمة وتستنتج من وضوح الرؤية طبيعة ما يجري في الجغرافيا".
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري تساءل عباس "كيف يمكن لـ"داعش" أن يمتلك كل أسباب البقاء خاصة وأنه يقاتل معزولا في جغرافيا صحراوية لا ماء فيها ولا ذخيرة ولا حوامات ولا توجد لديهم مدفعية ولا خطوط إمداد ولا يوجد لديهم بعد جغرافي"، ليخلص الى أن من يحيط بـ"داعش" هي القوات الأمريكية وقوات تحالف العدوان الأمريكي ضد سوريا وضد العراق فـ"هذه القوى مختصرة جميعها بالجيش الأمريكي هي التي تقوم بتدريب داعش وإعادة تأهيله".
وأضاف عباس أن "مخيم الركبان عبارة عن مكان لإعادة إنتاج العنصر البشري لداعش وبث الأفكار التكفيرية في هذه العناصر وينسحب الأمر على إعادة انتاج هؤلاء في معسكرات الاعتقال التي هي تحت سيطرة قسد والتي تنتج دواعش ينفذون بأمانة ما يطلبه الأمريكي منهم، فداعش هي أحد الجيوش البديلة التي يستخدمها الأمريكي ويتم إحياؤها كلما احتاج الأمريكي إلى ذلك".
وبالحديث عن الجغرافيا التي تنتشر فيها خلايا "داعش"، يرى الخبير الإستراتيجي أنه بعد معركة الباغوز وبعد المعارك في الأنبار أيضا وفي منطقة شرقي تدمر في السخنة في كباجب على الطريق الممتد ما بين دير الزور وتدمر هنالك خلايا يقال إنها موجودة في الكهوف وفي الوديان ليتساءل "هل مناورتها صعبة الاستطلاع والمراقبة؟"، وتابع "إن الحوامات الأمريكية تقوم بالمناورة بنقل هذه المجموعات من مكان إلى آخر ليلا وفي ظروف الرؤية الصعبة لتتمركز في مكان محدد وتقوم بالمناورة بالسير عدة كيلومترات حتى تصل إلى هدفها، وبالتالي عندما نقول إن الأمريكي ما زال يستثمر فيها فهذا يعني أنها لا تموت وأنها باقية طالما أن السي آي إي موجودة".
شرعيون يشحذون العصبيات
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الإسلامية حسام طالب أن "الأمريكي سرق الانتصار على داعش من محور المقاومة وأخذ عناصر داعش إلى معسكرات وكانت الغاية منها بعد الهزيمة إعادة عناصره ومجتمعه الذي كان معه من نساء وأطفال إلى الفكر التكفيري الذي انهزم على يد محور المقاومة أجمع من الحشد الشعبي إلى الجيش العربي السوري إلى المقاومة الإسلامية في لبنان التي انتصرت على هذا الإرهاب التكفيري في كل المواقع"، مضيف إن "أمريكا عندما جمعت هؤلاء في معسكرات في مخيم الركبان وفي غويران وفي قاعدة التنف وفي كل هذه المواقع جمعتهم وأعادت هيكلتهم، وأعادت لهم ليس فقط المال والسلاح بل الشرعيين الذين يحفزونهم والذين صوروا لهم أن هذه الهزيمة هي ابتلاء من الله وأن النصر قادم".
طالب لفت إلى أنه "في كل فترة يكون هناك هروب لآلاف العناصر الارهابية من داعش وهذه المسرحية مكشوفة، هؤلاء الذين يهربون هم مجموعات تدربت وتجمعت للانطلاق في البادية السورية".
استهداف مَن قاتل "داعش"
طالب رأى أن المرحلة الثانية بعد تجميع الدواعش" في المعسكرات كانت استهداف كل القوى والقيادات التي قاتلت "داعش" وتجسدت باغتيال الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس لأن هؤلاء كانوا الأساس في قتال الارهابيين التكفيريين في البادية السورية وصولا إلى الموصل والعراق، وقال "قتلتهم ظنا منها بأنه لا يوجد قادة آخرون يستطيعون إكمال المسيرة، اليوم تحاصر وتحارب الحشد الشعبي الذي قاتل داعش في العراق، وتحارب حزب الله في لبنان الذي قاتل "داعش" أيضا في القلمون وفي عرسال بمشاركة الجيش اللبناني، وتحاصر وتقاتل الجيش العربي السوري وتدعم الجماعات الإرهابية في الشمال وفي شمال شرق سوريا. هذه كلها بدايات لإعادة إنشاء داعش".
الخبير في الشؤون الإسلامية شدد على أن "أمريكا تحاول أن يكون لـ"داعش" كيان كما كان لهم في السابق، وهذا الأمر لن يجد طريقه للتحقق فـ"عندما كانت داعش تسيطر على الموصل وصولا إلى البادية السورية التي تصل إلى القلمون الشرقي مع بعض أجزاء من القلمون الغربي على الحدود اللبنانية مع عرسال لم يستطيعوا إقامة هذا الكيان، واليوم بالتأكيد لا يستطيعون بعد أن أصبح الجيش السوري وحلفاؤه في سوريا على تماس مع الاحتلال الأمريكي ومع عملائه ومرتزقته، لا يستطيعون تنفيذ مخططهم".