خاص العهد
قوارب الهجرة من الشمال: هذه كل الحكاية
محمد ملص
على مدى أيام عاشت مناطق الشمال عمومًا وطرابلس خصوصًا موجة من الخوف على عشرات الطرابلسيين الذين انطلقوا بقوارب الصيد نحو قبرص ومنها الى اوروبا في خطوة للانطلاق نحو عالم جديد والتخلص من الأوضاع المعيشية الصعبة التي باتت تسيطر على معظم شباب طرابلس ولبنان.
قلق المدينة، أتى نتيجة العوامل التي رافقت رحلة هؤلاء الشبان والذين بلغ عددهم قرابة 33 مواطنًا انطلقوا عبر قارب مخصص لصيد السمك، لا يوجد عليه أدنى مقومات السلامة ولا حتى أي أدوات نجاة في حالة غرق المركب والذي كان في حال غرقه، سيتحول الى كارثة طرابلسية. أصر الشبان على تغيير واقعهم ومعيشتهم والانتقال نحو "حياة جديدة" تفتح لهم آفاق العمل خارج لبنان بعد ان سدت في وجههم كل سبل العيش الكريم في هذا البلد.
مصادر مطلعة أكدت لموقع "العهد" الاخباري أن "قوافل الهجرة غير الشرعية والتي خرجت من طرابلس نحو قبرص هي طبيعية ودورية، وغالباً ما تجري محاولات من قبل العديد من أبناء المدينة، وقد وصل عدد من هؤلاء الى قبرص ومنها الى شواطئ اليونان. الا ان الضجة التي واكبت المركب الذي انطلق منذ قرابة الاسبوع كان بسبب الصور التي حاول الشبان ارسالها الى ذويهم ومنها انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، ما أعاد فتح ملف الهجرة غير الشرعية والتي تنطلق غالباً من شواطئ شمال لبنان".
الهجرة غير الشرعية بات يمتهنها عشرات الصيادين إن كان عبر منطقة الميناء في طرابلس، أو منطقة العبدة في عكار وهما المنطقتان اللتان تملكان حوضًا لمراكب صيد السمك، ويأتي اختيار المنطقتين نتيجة المسافة القريبة نسبياً مع قبرص والتي لا تتخطى أربع ساعات.
مصدر أمني كشف لموقع "العهد" أن "هناك محاولات عديدة يرصدها الجيش اللبناني والبحرية اللبنانية من قبل أصحاب المراكب في تخطي الحدود البحرية والوصول الى قبرص". وعن طريقة اكتشاف المركب الأخير الذي توجه نحو قبرص قال المصدر "واجهتهم عاصفة هوجاء لم تساعدهم في إكمال وجهتهم التي أرادوها نحو قبرص ومنها الى إيطاليا، فطلبوا المساعدة القبرصية فكانت البوارج لهم بالمرصاد حيث أعادتهم الى لبنان، ولم تكن هذه الرحلة هي الأولى والوحيدة حيث تم مؤخرا احباط هجرة 81 مواطنا على متن قارب بطريقة غير شرعية حينما عمل الجيش اللبناني على إعادتهم الى شواطئ الميناء وهم اليوم تحت الحجر في فندق معرض رشيد كرامي الدولي.
لا شك أن قصة الهجرة غير الشرعية لن تتوقف، لا بل ستزيد في الأيام المقبلة، وخصوصاً مع ما باتت تشهده الساحة اللبنانية، من وضع اقتصادي صعب، سيدفع العشرات لا بل المئات من الشبان الى البحث عن الطرق التي ستخرجهم من هذا البلد نحو عالم جديد.