خاص العهد
مِن مخرجات "انتظار العقاب" .. مشهد العدو في "مسرحية الروبوت"
مهدي قشمر
تمثيلية جديدة من إخراج العدو الفاشل بطلها مخرج يقف على "إجر ونصف" لا يقوى على شئ سوى ارسال آلات لاستخدامها كأساليب تمويه متعددة ليبدو الجندي المزيف وكأنه هدف حقيقي يتحرّك على الحدود، من أجل استدراج المقاومة لضرب هدف وهمي، وطي صفحة الرد.
لكن لم يخطر على بال "سينما" العسكر الصهيونية المتخمة بسجلات الفشل أن المقاوم البطل الذي يرصد كل شاردة وواردة على الحدود يميّز بين اللعبة الآلة وبين الجندي المرتعب مع قلة الفارق بينهما، وإن خبرة الراصد تنسج خيوط المعركة فيدير تفاصيلها لتظهر مسرحية "تكتيك الروبوت" الفاشلة في مشهد مضحك تسلّي الأطفال الصغار الذين باتوا ينتظرون في فترة انتظار العدو لرد حزب الله المرتقب مشهديات صهيوينة مشابهة علّهم يمضون وقتًا مسليًا في مشاهدتها.
يصرّ جيش العدو على إذلال نفسه بنفسه، فلم تعد المقاومة بحاجة سوى لوضعه في موقف الاستنفار ليشاهد العالم بأمّ العين مدى هشاشته وضعفه، وبالتالي تكون المقاومة قد انتجت فيروسًا جديدًا للعدو هو فيروس انتظار العقاب.
فعلاً، وبكل المقاييس، يمكن وصف ما قام به الاحتلال "الإسرائيلي" على الحدود بـ "المهزلة"، التي تثبت هشاشة جيش العدو، بحسب ما أكده الباحث السياسي والعسكري العميد المتقاعد محمد عباس في حديث لموقع "العهد" الاخباري.
وأشار عباس إلى أن العدو منذ استشهاد الأخ علي كامل محسن في سوريا وتوعّد المقاومة بالرد، بات ينتابه قلقًا غير مسبوق، مستدلًا بحوادث اطلاق النار التي تكررت خلال هذا الشهر. ولفت إلى أن العدو قد صنع سابقًا مسرحية سيئة الاخراج بتقديمه رواية عن إصابة دبابة بصاروخ كورنيت كصيد مجاني للمقاومة لاعتقاده أن المقاومة محشورة أمام جمهورها وهي تريد الرد على استشهاد الأخ محسن بعملية تلحق به الخسائر.
وفي سياق ردات فعل العدو الناتجة عن اختلاق أوهام، أوضح عباس إن جيش العدو قام بعملية اطلاق نار الثلاثاء الماضي بدعوى التسلل، وهذا يشير أيضًا إلى أنه يعيش قلقًا غير مسبوق، وهذا ما دفع به لإخلاء كل مواقعه الأمامية ووقف الدوريات وإخلاء نقاط المراقبة الأمامية.
وعن البعد العسكري لإخلاء المواقع الأمامية، قال عباس "الصحافة العبرية وخصوصًا ما قاله الصحافي "الاسرائيلي" دايفد بن ياعلون تناولوا بغضب مسألة كيفية اخلاء المواقع العسكرية الأمامية فيما المعروف في علم العسكر أن المواقع الأمامية والدوريات تلعب دورًا هامًا في حماية الحدود".
وأضاف الباحث العسكري اللبناني إن مواقع العدو اليوم خالية وبمسافة بعيدة لأنها مقتنعة بأن المقاومة سترد وما يغضبها أكثر أن المقاومة حتى اليوم لم ترد ولم تنطلِ عليها لعبة الأهداف الوهمية التي قدّمها العدو.
وبيّن عباس خشية العدو من ضربة تحرجه أمام جمهوره خاصة في ظل السباق التنافسي الحاصل بالداخل "الاسرائيلي" على الصعيد السياسي وتحديدًا في الجمهور الذي يريد بني غانتس وبنيامين نتنياهو ضمّه، مشيرًا إلى أنهما دائمًا يصعّدان بالكلام ولكن بالواقع هذا التصعيد لا يخيف المقاومة في لبنان وفلسطين، فهما دائمًا يلجآن للتهديد والتلويح بالرد الساحق الماحق لكي يردعوا المقاومة عن الفعل ولتكتفي بأي هدف يقدمه العدو، لكن العدو لا يفهم ثقافة المقاومة التي عندما تهدد بشخص سيدها بالرد فهي سترد وسيكون الهدف متناسب، بحسب عباس.
وأضاف إن "الخشية من ردّ المقاومة بعمل مؤلم يدفع بالعدو لتقديم أهداف والعمل على التصعيد بالكلام، ولأنه يخشى من الدخول في حرب".
وتناول عباس فعالية الردع لدى المقاومة والتي ظهرت عندما أعلن العدو عن أن الأهداف التي سقطت للمقاومة في سوريا لم تكن مقصودة، أو أنه لم يكن يعلم بوجود أفراد من المقاومة كما حصل، موضحًا تقهقر قدرة الردع لدى العدو التي ظهرت بصورة جلية من خلال مراقبة تصرفاته، حيث تهشّمت بصورة حقيقية ووهنت ولم تعد تحقق أهدافها بردع حركات المقاومة.
وبيّن أن المقاومة اليوم في لبنان وفلسطين تمتلك إرادة الرد والقدرة على الرد والقدرة على خوض أي نزال مع العدو.
وختم عباس حديثه لموقع "العهد" قائلًا إن "نتيجة الخوف عند العدو وخصوصًا في الخطوط الأمامية القريبة من الحدود أدت إلى ما أدت إليه من أعمال حيث يطلقون النار بدون سبب وغيرها من أعمال، وكأنهم يحسبون كل صيحة عليهم بوجود عملية، وهذا ما يؤكد للجميع أن العدو يقف على اجر ونص".