معركة أولي البأس

خاص العهد

08/12/2018

"المستقبل" يلملم نفسه سنياً: لقاء قريب بين ريفي والحريري

محمد ملص

لا تزال الأحداث السياسية تلقي بظلالها على لبنان، في حين يصر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على تعنته، وعدم حلحلة التمثيل الوزاري للنواب السنة الستة، ولو أدى ذلك الى شلل البلد ومؤسساته وانهيار اقتصاده، المهم أن ينفذ الحريري كلمته ولو على حساب البلد.

أمام هذه الصورة الجامدة للحياة السياسية، وجد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه من الواجب التحرك لإنقاذ البلد، ملوّحاً بـ"وضع الأمر في عهدة مجلس النواب" ولو أدى ذلك الى "تسمية رئيس غير الحريري، كون الدستور منح هذا الحق إلى النواب".

رسالة عون التحذيرية أحدثت ارتدادات عكسية لدى الرئيس الحريري وتياره، وهو (أي الحريري) الذي لا ينفك يخرج من مأزق، الا ويرمي نفسه في مأزق آخر، تارة يرفع سقف كلامه الى مستوى طائش، وتارة أخرى يدير أذنيه لحليفه وليد جنبلاط، ليجد نفسه أنه في  مأزق حرج على كل المستويات. وها هو اليوم بات يبحث عن حلول سريعة يعيد من خلالها لملمة وضعه الشعبي والسياسي في عدد من  المناطق التي يحسبها عليه.

في المقلب نفسه، يعيش تيار "المستقبل"، وجمهوره، في حالة من التخبط والغضب والضياع، وغالباً ما تترجم تلك التقلبات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل شبه يومي، عبر العديد من المقالات والآراء والتحليل والتبرير، كل همهم أن يثبتوا أن الرئيس المكلف سعد الحريري له الحق في عدم إعطاء أي مقعد وزاري "للنواب السنة المستقلين" أو الرضوخ الى أي تمنيات، حتى لو ادى ذلك بأحدهم الى القول "بأن الحكومة هي ملك لسعد الحريري فقط". وفي الوقت نفسه ايضاً، يحاول الجمهور الأزرق جاهداً، التهرب من الخوض في أرقام الانتخابات النيابية، أو في إعادة قراءتها، أو نشرها، كونها توضح حجم التمثيل الحقيقي الذي حظي به الرئيس الحريري، من جهة، وباقي الأفرقاء السنة في لبنان من جهة ثانية.

وفي العودة قليلاً الى نتائج الإنتخابات النيابية، فإن الأرقام الصادرة في كتاب الانتخابات النيابية لعام 2018 الصادر عن "الدولية للمعلومات"، تشير الى أن عدد المقترعين السنة بلغ "481،680 صوتاً تفضيلياً سنّياً"، وقد حاز النواب السنة المنتمون لتيار "المستقبل" على "168،332 صوتاً تفضيلياً"، أي ما نسبته %66.6 في المئة، فيما نال نواب "اللقاء التشاوري أو ما بات يعرف بالنواب السنة الستة"على 43،300 صوت تفضيلي سنّي، اي بنسبة  16.8% في المئة، فيما نال النواب من خارج فريقي 8 و14 اذار  43،962 صوتاً، أي ما نسبته 17,2% في المئة.

بحسب ما تبين الأرقام الواردة أعلاه، فإن النواب السنة المستقلين، قد نالوا نسبة مئوية متعادلة مع ما ناله الرئيس ميقاتي سنياً،، فيما لم يخفِ الحريري نيته في منح الرئيس ميقاتي مقعداً وزارياً، متحججاً أنه  يرأس كتلة نيابية"، فيما لم يقبل الرئيس المكلف أن يمنح مقعداً وزارياً الى النواب السنة الستة، والذين نالوا قرابة 16,8% من الأصوات التفضيلية السنية.

الحريري وريفي: هل تعود المياه الى مجاريها؟

لا شك أنه بعد ما بات يعانيه الرئيس المكلف من أزمات، وفي ظل تلك النتائج التي أفرزتها الإنتخابات النيابية، والتي أعادت جزءا من التوازنات الى داخل الطائفة السنية، أصبح الحريري مرغماً على البحث عمن يساعده في محو تلك النتائج، أو أقله في من يساعده للقفز فوق تلك النتائج، واستئثاره وحيداً بالتمثيل الوزاري السني داخل الحكومة المقبلة. وهو ربما وجد ضالته لدى حلفائه السابقين أمثال اللواء أشرف ريفي، والنائب السابق خالد الضاهر.

تلك الصورة سرعان ما فهمها وقرأها اللواء ريفي، فسارع الى اطلاق سلسلة مواقف سياسية، أراد من خلالها تذكير الحريري بمواقفه السابقة وبأنه ثابت عليها لا يتغير وهو شاء أن يوجه أكثر من رسالة في المؤتمر الذي عقده أخيراً في طرابلس. وبحسب معلومات خاصة بموقع "العهد" فقد "نجح ريفي في لفت انتباه الحريري، وأعيد فتح باب التواصل بين الرجلين، وهما الآن في مرحلة متقدمة حتماً سينتج عنها لقاء قريب".

وتتابع المعلومات "أن قنوات الاتصال بين الفريقين، هي غير مباشرة، وتجري بين أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري وبين مقربين من ريفي، وقد وصلت الى مرحلة تحديد المكان الذي سيعقد فيه اللقاء بين الرجلين، لكن لا تزال تلك النقطة العالقة هي ما تمنع الإعلان عنه، إذ يريد تيار المستقبل أن يعقد اللقاء في بيت الوسط، فيما طلب ريفي انعقاده في دار الفتوى".

في المحصلة يبدو أن اللقاء بات قريباً بين الحريري وريفي، ولكن التساؤلات المطروحة، حول كيفية الإخراج اللائق بين الحليف السابق والخصم الحالي، وما هي المناسبة التي ستجمع الرجلين، وكيف سيسخّر الحريري ريفي لمساندته.

 

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل