معركة أولي البأس

خاص العهد

 في ذكرى تموز..وزيرة الدفاع لـ
18/07/2020

 في ذكرى تموز..وزيرة الدفاع لـ"العهد": تلاحم الجيش مع الشعب والمقاومة غيّر المعادلة تجاه لبنان

فاطمة سلامة

قبل 14 عاماً، تمكّن لبنان من تسجيل انتصار "استراتيجي" تاريخي في وجه أسطورة الجيش الذي لا يُقهر. تلك الأسطورة تحوّلت الى وهن بفضل قوّة لبنان المبنية على ثلاثية ذهبية: جيش، وشعب، ومقاومة. فإن كان تحرير عام 2000 قد كسر المقولة الانهزامية القائمة على معادلة "العين لا تقاوم المخرز"، وبيّن أنّ العين تقاوم وتستطيع فعلاً لا قولاً ليُسجّل الانسحاب "التاريخي" للعدو من أول دولة عربية يحتل أراضيَ لها، فإنّ نصر 2006 حفر أهم المعادلات في تاريخ الوطن، وبيّن أنّ قوّة لبنان ليست في ضعفه بل في هذه الثلاثية الذهبية، الثلاثية التي أرست معادلة الردع وجعلت العدو يحسب ألف حساب قبل ارتكاب أي عدوان بحق لبنان. 

ولا شك أن ذكرى تموز مناسبة وطنية مهمة لاستعادة أمجاد هذه الثلاثية التي لا تزال تُشكّل درع الوطن الحصين. فتحرير الجرود من التكفيريين شاهد آخر على أنّ قوّة لبنان في التكامل بين ركائزه الشعبية والرسمية. وهذا التكامل يزداد بريقاً أمام التهديدات الصهيونية للبنان والتي لا تزال قائمة، وتتخذ أشكالاً تتخطى التهديد الأمني لتصل حد محاولة سرقة ثروات لبنان النفطية. وهو الأمر الذي لوّح به كيان العدو حين أعلن البدء بالتنقيب عن النفط في المنطقة المتنازع عليها، ما يُحتّم ضرورة إبقاء العين مفتوحة على أي حماقة "إسرائيلية" محتملة.   

دماء العسكريين والمدنيين والمقاومة توحّدت 

نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر تستذكر في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري ذكرى عدوان تموز 2006، فتُشدّد على أنّه لا يمكن نسيان ما حصل في حرب تموز في لبنان، كما لا يمكننا نسيان جميع الحروب والاعتداءات التي شنّها العدو "الإسرائيلي" على بلدنا في العامين 1982 و1996. تصفها بحروب للدمار والقتل ونشر العنف والهيمنة، فحرب تموز دمّرت بفعلها كل المنشآت الحيوية وتقطعت أوصال المناطق، وراح ضحيتها المئات من المدنيين وأكثر من 400 طفل، فيما استشهد أبطال من المقاومة والجيش دفاعاً عن لبنان وهكذا توحّدت دماء العسكريين والمدنيين والمقاومة. وتتحدث عكر على الصعيد الشخصي عن هذه الذكرى حيث بقيت وعائلتها في لبنان وشهدت على هذه الحرب، وساهمت من خلال مؤسسات العائلة كجمعية (انماء) والدولية للمعلومات طوال فترة العدوان في تقديم المساعدات وإيواء النازحين. وللأطفال في ذاكرة عكر حيّز واسع، فلهؤلاء اهتمام خاص، وهم الذين تأثروا بالحرب ورسموا صوراً ومشاهد تظهر مدى تأثرهم، وهذه "المشاهد لا تنسى وكانت أليمة بالنسبة لي ولعائلتي".

 

 في ذكرى تموز..وزيرة الدفاع لـ"العهد": تلاحم الجيش مع الشعب والمقاومة غيّر المعادلة تجاه لبنان

إزاء الخطر "الإسرائيلي" لا يمكن مسك العصا من النصف 

ماذا يعني أن تكوني وزيرة دفاع عن لبنان وأنت تعيشين هذه الذكرى؟. تُجيب عكر عن هذا السؤال بالقول "الإنسان يبقى كما هو بقيمه والمنصب هو خدمة، وأنا سأقوم بواجبي دوماً من أجل حماية أمن واستقرار لبنان، أما إزاء الخطر "الإسرائيلي" فلا يمكن مسك العصا من النصف بل هناك موقف واضح وحاسم بهذا الشأن"، وتضيف عكر" يجب أن لا ننسى أن "إسرائيل" لا تحترم القرارات الدولية لا سيما قرارات الأمم المتحدة. منذ تاريخ التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947 وحتى الآن ترتكب "إسرائيل" آلاف الخروقات سنوياً، وتهدّد سيادتنا، وهذا الأمر غير مقبول ويجب إدانته، ولبنان متمسّك ببقاء قوات "اليونيفيل" في الجنوب، أما بالنسبة للتنسيق فهو قائم وممتاز بين الجيش اللبناني والقوات الدولية". وهنا تُشدّد عكر على ضرورة عدم نسيان المجازر التي ارتكبتها "اسرائيل" وصور الأطفال الذين قضوا بقصف الطيران "الإسرائيلي".

 

 في ذكرى تموز..وزيرة الدفاع لـ"العهد": تلاحم الجيش مع الشعب والمقاومة غيّر المعادلة تجاه لبنان

تلاحم الجيش مع الشعب والمقاومة غيّر المعادلة تجاه لبنان 

وحول أهمية المعادلة الثلاثية (الجيش، الشعب، المقاومة)، ترى عكر أنّ عدوان تموز بيّن تلاحم الجيش مع الشعب والمقاومة، فالوطن كان مهدداً والانتصار الذي تحقّق بفعل هذا التلاحم غيّر المعادلة تجاه لبنان من قبل العدو "الإسرائيلي" الذي غادر الوطن منهزماً.
 
التلاحم انعكس انتصاراً في معركة "فجر الجرود" 
 
ومن انتصار تموز عام 2006 الى تحرير الجرود عام 2017، برز التضامن بين الجيش والشعب والمقاومة مرةً جديدة على الأرض، ووفق وزيرة الدفاع فإنّ "التلاحم الذي شهدته الساحة اللبنانية في تموز، انعكس أيضاً في الانتصار الذي تحقّق بفعل القوة والإرادة في معركة فجر الجرود، إذ قام الجيش اللبناني بعمليات نوعية وتمّ ردع الإرهابيين من السيطرة على المناطق الحدودية مع سوريا، أو الدخول الى العمق اللبناني. واستطاع الجيش بفضل الدعم والمساعدة الشعبية إخراج الإرهابيين من جرود لبنان الشرقية".

لبنان يتمسك بحقوقه والجيش يراقب أي تنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9

وفيما تمر ذكرى عدوان تموز اليوم وسط إعلان "إسرائيل" عن بدء "التنقيب" عن النفط والغاز بمحاذاة المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، تُشدّد نائب رئيس الحكومة على أنّ لبنان يتمسك بحقوقه وسيادته على كافة أراضيه ومياهه وأجوائه وثروته النفطية. وتؤكّد في هذا الصدد أنّ أي تنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9، والمنطقة الاقتصادية الخالصة تتم مراقبتها باستمرار، حيث يعمل الجيش بكل إمكانياته وهناك تواجد لقوات الأمم المتحدة في المياه الإقليمية.

سنتّخذ خطوات جريئة تبعد شبح الفقر والجوع

وفي ختام حديثها، تلفت وزيرة الدفاع الى أنّ الحكومة تقوم بكل الجهود والإصلاحات الممكنة، من أجل تخطّي الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بالبلد. وفق قناعاتها، على الجميع الوقوف صفاً واحداً من أجل إنقاذ لبنان الذي يرزح اليوم تحت وطأة وباء "كورونا"، وضغط النزوح السوري وارتفاع سعر صرف الدولار والبطالة، وعليه، "سنعمل ما بوسعنا لتحقيق مطالب المواطنين واتخاذ خطوات جريئة تبعد شبح الفقر والجوع عن المواطن"، تختم عكر.

عدوان تموز 2006زينة عكر

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل