خاص العهد
السيد صفي الدين في ذكرى الانتصار لـ"العهد": الاسرائيلي والأميركي عدوان لا يفهمان الا لغة القوة
فاطمة ديب حمزة
في الذكرى العشرين لمجد أيار المتمثّل بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، كان لموقع "العهد" الاخباري مقابلة خاصة مع رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاسم صفي الدين، الذي أسهب في الحديث عن المستقبل ومآلات الصراع مع العدو، وأفق المرحلة القادمة.
"بعد مرور عشرين عامًا على انتصار سنة 2000 يجب أن نتذكر دائمًا أنه لولا تضحيات الشهداء والمجاهدين والأسرى والمقاومين ولولا تضحيات شعب المقاومة ما أمكن أن نحصل على هذا العز وهذه الكرامة"، يقول السيد صفي الدين، معقّبًا "نحن اليوم بأمسّ الحاجة لنزداد ايمانًا وتوكلًا على الله وتمسكًا بهويتنا الدينية والثقافية والمقاومة ومضيًا في هذا الطريق لأن ما ينتظرنا هو أكبر وأعظم بكثير مما حصلنا عليه".
المقاومة تزداد قوة
واعدًا بنصر جديد، يقول السيد صفي الدين لـ"العهد" "اذا كان نصر أيار عام 2000 هو نصر تاريخي وعظيم جدًا فأنا أقول من منطق الثقة والايمان والتوكل على الله عز وجل أن ما ينتظر مقاومتنا هو المزيد من الانتصارات وما هو أعظم مما حصل في أيار 2000 اذا ثبتنا على الطريق، ورسالة أيار 2000 هي الثبات على هذا النهج المقاوم، وكل ما يقوم به العدو حتى لو ظهر أنه كبير ومؤثر، كل هذا سيزول ويتبدد وستستعاد كل الحقوق باذن الله تعالى".
يلخّص السيد صفي الدين الخبرات التي راكمتها المقاومة منذ عدوان 2006 حتى اليوم: "منذ حرب 2006 الى اليوم المقاومة تزداد قوة وخبرة وفهمًا وادراكًا لطبيعة المعركة والمواجهة مع العدو الاسرائيلي واستفدنا من الكثير من نقاط القوة التي حققناها وراكمناها. وأثبتنا في 2006 أن "اسرئيل" فعلًا أوهن من بيت العنكبوت، والقدرة التي يتم تجهيزها بمواجهة العدو في أي حرب قادمة ـ ونحن لا نسعى اليها حتمًا ـ وفي أي عدوان قادم، القدرة التي نعمل على تجهيزها يجب أن تكون أكثر تركيزا وإصابة للأهداف التي توجع العدو، ونحن أصبحنا أكثر معرفة بنقاط الوجع بالعدو ونقاط إلحاق الهزيمة به".
تحرير القدس.. حتمًا
يرى السيد صفي الدين أن "ما ثبت خلال كل السنوات الماضية أن الاسرائيلي الى الآن ليس جاهزًا على مستوى الجبهة الداخلية"ـ لافتًا في المقابل الى أن "جهوزيتنا قائمة ومرتكزة على الايمان والروحية وقوة الفرد في حزب الله. واليوم نحن نعطي عناية خاصة للمقاتل في مختلف الأبعاد، ومن هنا كانت قوة الرضوان التي تؤرق الجيش الاسرائيلي، فهو يرى من خلالها الكوابيس والاحلام المشؤومة كما يعبر هو أن "قوات الرضوان سوف تدخل الى شمال فلسطين المحتلة"".
يتحدث السيد صفي الدين عن نقاط قوة متمثلة بالشعوب: "ما لمسناه هو أن الشعوب يمكن أن يعتمد عليها، ونحن الآن نعتمد على قدرة الشعوب بدءًا من الشعب الفلسطيني الى مقاومتنا الشعبية حتمًا، الى الشعوب في عالمنا العربي والاسلامي التي ستجتمع كلمتها في يوم من الأيام من أجل القضاء على هذا الكيان الصهيوني الغاصب".
بكلام الواثق من تحقيق الهدف المنشود يتحدّث السيد صفي الدين عن الأمل بتحرير القدس: "نحن نعيش على أمل حقيقي بتحقيق هدف واقعي بحسب نظرنا وهو تحرير القدس، ونعتقد أن الضربات المتتالية التي يتلقاها العدو الاسرائيلي سوف تجعله في يوم من الأيام يتعب ويعلن عن عدم امكانية مواجهة هذا المدّ المقاوم"، ويلفت الى "وجود اتجاهين في هذا الاطار، اتجاه من المقاومة الى العدو، واتجاه آخر هو احساس العدو بضعفه يومًا بعد يوم. سنصل الى نقطة يشعر فيها الاسرائيلي أنه بات عاجزًا، ومن جهة ثانية الشعوب ستتقدم بعملها المقاوم وهي اليوم بعشرات بل بمئات الألوف موجودة في منطقتنا. مع وجود هذه المئات من الألوف الجاهزة للعمل المقاوم ومع وجود هذه الانجازات وتراكمها، ومع وجود حالات الضعف والتردي التي باتت تظهر بشكل قوي داخل بنية الكيان الصهيوني، هذه العناصر وغيرها ستوصلنا يومًا الى تحرير القدس حتماً، هذا أمر لا نشك به أبدًا".
الشهيدان العظيمان سليماني ومغنية.. قادانا الى النصر
الانتصارت العظيمة يصنعها قادة عظام، وهكذا الحال مع تحرير العام 2000 وانتصار العام 2006. يقول رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله: "الفريق الحاج قاسم سليماني والقائد الحاج عماد مغنية هما من صنّاع الانتصارات في سنة 2000 وفي سنة 2006. فالدعم الذي تلقته المقاومة من قوات القدس بقيادة الحاج قاسم سليماني كان لها أثر كبير في التحرير. وعام 2000 الحاج عماد كان هو القائد الميداني والفعلي وقائد العمليات للمقاومة الاسلامية، ومن خلال متابعته ومثابرته مع كل الاخوة المجاهدين والقادة والشهداء وكل من عمل تحت قيادة الحاج عماد على مستوى العمليات تحقق نصر 2000". خلاصة السيد صفي الدين في الحديث عن هذا الدور: "لا يمكن أن ننظر الى الانتصار التاريخي عام 2000 بكل بركاته دون أن نتذكر فيه هذين الشهيدين القائدين الكبيرين".
الحرب العسكرية.. والاقتصادية
وفي الحديث عن احتمالات كلّ من الحرب العسكرية والاقتصادية على محور المقاومة، يقول السيد صفي الدين لـ"العهد": "العدو الاسرائيلي دائما يستخدم الأداة العسكرية، ويستخدم الأدوات السياسية والاقتصادية والاعلامية وذلك من خلال الدعم الأميركي. فـ"اسرائيل" وحدها غير قادرة على القيام بهذه الجهود الكبيرة في تطويق المقاومة ومحور المقاومة ماليًا واقتصاديًا، هذا فعل أميركي لخدمة "اسرائيل" ولخدمة المصالح الأميركية والاستكبارية في هذه المنطقة. اليوم لا يمكن أن نقول إن الاسرائيلي تنحى عن التهديد العسكري، بل إن التهديد لا زال قائما وموجودًا، ويمكن في أي لحظة أن يعتقد الاسرائيلي أن بامكانه أن يقوم بعمل عسكري وعدواني، وإن كنا نحن نعتقد أن احتمال القيام بعدوان عسكري على المقاومة في لبنان تحديدا هو قليل نتيجة احساس الاسرائيلي أنه غير قادر على حسم المعركة".
أما الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية على كل محور المقاومة فبحسب السيد صفي الدين يأتي نتيجة "احساسهم بالعجز أمام هذا المحور الذي ينمو ويصبح أقوى من أي يوم مضى، وفي كل يوم يحقق انجازات كبيرة على مستوى امتلاك القدرة والجهوزية"، مؤكدًا أن "العقوبات التي يمارسها الأميركي على المقاومة وكل محور المقاومة قد يكون آخر الأسلحة التي يستخدمونها بمواجهة هذا المحور نتيجة شعورهم باستنفاد كل الخيارات الأخرى".
يشدد السيد صفي الدين على أن "المقاومة في وجه العدو الصهيوني منذ أن بدأت الى اليوم هي ثابتة في خياراتها ومنطقها ومسارها وأساليبها وأهدافها، وهذه ثوابت لا تتغير، واذا كان البعض يعتقد أن الزمن يمكن أن يجعلنا نتراجع أو نتعب أو نعيد النظر، فعلى العكس تماماً، نحن كلما تقدمنا في عمل المقاومة ومواجهة العدو الاسرائيلي، كلما ازددنا قناعة بأنه يجب أن نكون أصلب في المواقف".
خلاصة موقف المقاومة في المرحلة الحالية على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله: "الاسرائيلي والأميركي عدوان لا يفهمان الا لغة القوة والاقتدار وحينما تكون قويًا ومقتدرًا بامكانك أن تواجه هذا العدو وتحقق أهدافك وأن تستعيد حقوقك، ونحن اليوم أكثر قناعة وثقة وأكثر اعتمادًا على جهوزيتنا في العمل المقاوم المسلح".