معركة أولي البأس

خاص العهد

21/05/2020

"يوم القدس العالمي" بعيون فصائل المقاومة الفلسطينية: المستقبل لمحور المقاومة

ياسمين مصطفى

"إن يوم القدس يوم عالمي، وليس يوما يخص القدس فقط، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين". هو نهج كرّسه يوما مفجّر الثورة الإسلامية في إيران آية الله الإمام روح الله الخميني الموسوي قدس سره، صوّب عبره الإمام البوصلة نحو فلسطين الحبيبة، معلنا عن بدء زمن جديد من المواجهة مع الصهيونية العالمية والاستكبار الأميركي، وصولا لتسطير أروع ملاحم الانتصارات على طريق القدس. هذا الزمن افتتحته حكايا الانتصار من جنوب لبنان المقاوم الذي دحر المحتل الإسرائيلي، إلى صواريخ غزة ودماء أبطال العمليات الفدائية التي روت الأراضي المحتلة.

طريق القدس باتت تشهد اليوم تحولات تاريخية وانتصارات عظيمة، معمّدة بدماء آلاف من الشهداء الأبطال والفدائيين، كرّست حقيقة واحدة أن العدو الذي لا يقهر أصبح أوهن من بيت العنكبوت، وأنه لا يفهم سوى منطق القوة.

ممثل حركة "الجهاد الاسلامي" في لبنان: المستقبل لمحور المقاومة ولن يكون للعدو الصهيوني

ممثل حركة الجهاد في لبنان إحسان عطايا يرى في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن يوم القدس العالمي هو يوم لكل حركات المقاومة، ويوم لتحشيد كل الجهود في الأمة لنصرة القضية الفلسطينية حتى تحرير فلسطين. برأيه فإن إحياء يوم القدس هو إحياء لهذا المشروع المقاوم واستمرار للنهج الذي أطلقه الإمام الخميني الموسوي والذي كان نهج الجمهورية منذ ما بعد انتصار الثورة، إذ رفعت علم فلسطين وأقامت سفارة فيها لفلسطين بدلا من السفارة الإسرائيلية، وأكدت على أن فلسطين هي جزء من عقيدتها وهوية الأمة التي لا بد من أن توجه بوصلتها نحو القدس والمقدسات، لقتال كيان يهدف لتهويد فلسطين وشطب قضيتها التاريخية وحرمان شعبها من حقه في العودة إلى ربوعها.

العلاقة مع الجمهورية الإسلامية وحزب الله أنموذج يحتذى

وعن علاقة المقاومة الفلسطينية بالجمهورية الإسلامية وحزب الله، يقول عطايا إن: "هذه العلاقة هي علاقة وطيدة جدا تجسد تطلعات الأمة لتحرير فلسطين وتشكل أنموذجا حقق انتصارات متنوعة، أكان في جنوب لبنان حيث اندحر الاحتلال مهزوما تحت ضربات المقاومة أو في غزة التي فر منها الاحتلال أيضا وكذلك مقاومة الشباب الفلسطيني في القدس والضفة عبر العمليات البطولية ضد الكيان الصهيوني، ولا ننسى مقاومة الأسرى البواسل في سجون الاحتلال"، مشددا على أن "هذه المقاومة هي الأمل في انتصارنا وتحرير فلسطين والقدس والمجسد الأقصى".

برأي عطايا فإن العدو يحاول بشتى السبل إضعاف محور المقاومة. الشواهد على ذلك كثيرة، من استهدافه المقاومة الفلسطينية عبر الحصار الاقتصادي الخانق، وفرض العقوبات على الدول الداعمة لها مثل العقوبات الأميركية والغربية الجائرة على الشعب الإيراني وحكومته، فضلا عن الغارات التي تشنها الطائرات الإسرائيلية على الأراضي السورية لتقييد يد سوريا المقاومة، والعدوان السعودي على اليمن، والفتن في العراق.
أما المستقبل، فهو وفق تأكيد عطايا لمحور المقاومة ولن يكون للعدو الصهيوني، الذي يخشى الحرب في هذه المرحلة مع ما يعانيه من تخبط في بيته الداخلي. يتوجه عطايا للسلطة الفلسطينية بضرورة إلغاء كل مفاعيل اتفاق أوسلو بشكل عملي ونفض يدها من كل ما يتعلق به  وعلى رأس القائمة التنسيق الأمني مع الكيان الغاصب، لأن التاريخ والحاضر أثبت عدم جدوى لغة السلام مع هؤلاء.

وللقائد آية الله الإمام السيد علي الخامنئي كلمة من ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إذ يقول عبر "العهد": "بوركت مقاومتكم، ما زلتم على نهج الخميني الراحل، لا بد بقيادتكم للشعوب الحرة في العالم أن تنتصر.. إن المقاومة الفلسطينية مدينة لكم بالشكر والتقدير على دعمكم الدائم والمستمر لها لتحرير كل فلسطين وتعزيز قدرات مقاومتها وإنشاء فيلق القدس. إن  القدس وفلسطين حاضرة في وجدانكم وعقيدتكم وسلوكياتكم نحو الأمة على عكس الكثير من الدول اللاهثة وراء التطبيع لخطب ود الصهاينة.

حركة "حماس": القدس ستبقى في قلب وفكر كل عربي ومسلم شريف

القيادي في حركة "حماس" اسماعيل رضوان دعا عبر "العهد" جماهير الأمة العربية والإسلامية لإحياء يوم القدس العالمي بأساليب مناسبة، للتأكيد على أنها كانت وستبقى في قلب كل عربي ومسلم شريف، لأجل السير تجاه  تحرير كل فلسطين. القدس وفق رضوان كانت وستبقى العاصمة الأبدية الواحدة الموحدة للشعب الفلسطيني ويجب أن تكون في ثقافة الأمة العربية والاسلامية. رضوان ثمّن جهود الإمام آية الله الخميني لإحياء فكر وثقافة القدس وفلسطين. وأكد رضوان سير حركة "حماس" على درب المقاومة والشهداء دون أن تحيد عن فكر وثقافة القدس وفلسطين والمقاومة.

ممثل حركة "فتح" في لبنان: من يخذل القدس سيبقى ذليلا

موقف حركة "فتح" في يوم القدس العالمي أدلى به ممثل الحركة في لبنان فتحي أبو العردات لموقع "العهد" الإخباري: "يوم القدس العالمي هو تذكير بأهمية القدس لأن البعض نسيها"، موضحا أن إعلان آية الله الخميني قدس سره يوما للقدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كان يستشرف المستقبل ويذكر أن القدس أمانة في أعناقنا جميعا، وأنها ركن من أركان الهوية الإسلامية، والمسيحية، ودونها لا يمكن لمسلم ادعاء اكتمال دينه". وبرأيه، فإن "القدس اليوم بعين الإعصار والعاصفة، ويجب أن تشخص لها أبصارنا وتتجه نحوها قلوبنا مع ما تمر به من مرحلة صعبة إثر إعلان الإدارة الأميركية عن "صفقة القرن" أو ما نسميه نحن "سرقة القرن"".

لا يخفي أبو العردات أن ظروف انتشار فيروس كورونا لا تسمح اليوم بإقامة مسيرات جماهيرية حول العالم كما كل عام إحياء لهذه المناسبة، لكن أساليب التعبير عن التضامن مع القدس كثيرة، لافتًا الى أن المناسبة تترافق هذا العام مع ذكرى نكبة فلسطين المستمرة، وكذلك مع انتصار أيار من العام 2000 في لبنان الذي سطرته المقاومة في لبنان على العدو الصهيوني.

يوضح أبو العردات أن الصمود اليوم في القدس هو من أسمى أشكال المقاومة، خاصة مع توجه الصهاينة لتفريغ القدس من أهلها تمهيدا لتهويدها. برأيه أن دعم أهل القدس واجب على كل مسلم بشتى الطرق. كما توجه للمطبعين من الحكام العرب مع الكيان الصهيوني بالقول: "هل يجوز لكم اليوم التطبيع عبر زيارات معلنة وأخرى سرية مع الاحتلال الغاصب المهدد لكياننا وهويتنا، أما من ينصر القدس اليوم فالله ناصره حتما ومعزّه في الدنيا والآخرة، ومن يخذل فلسطين والقدس سيخذله الله في الدنيا والآخرة لا محالة".

ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: صمود إيران من صمودنا والاعتداء عليها اعتداء على كل محور المقاومة

ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال يؤكد بدوره في حديثه لموقعنا أن "لإعلان آية الله الخميني التاريخي ليوم القدس العالمي دلالة كبيرة، هي الوقوف إلى جانب القدس وفلسطين وهو موجه للعالم بأسره باعتباره يوما لنصرة الشعب الفلسطيني وكفاحه وحقه ورفضا للاستكبار الصهيوني الذي هو سبب مظلومية هذا الشعب ". ويضيف:" بكثير من التقدير نرى أن هذا اليوم لا يزال يعيد كل عام إنتاج القضية الفلسطينية، في ظل تخلي الكثيرين عنها وفي ظل هجمة المطبعين الذين يحاولون نقض الرواية الأصيلة والحق التاريخي الثابت المشروع وبالتالي لهذا اليوم دلالات عديدة تتبلور وتتضح عاما بعد عام وتؤكد وقوف الجمهورية الإسلامية في إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً".

يحيي عبد العال القيادة في إيران التي تقف بثبات مع فلسطين وتعتبر أن "إسرائيل" هي العدو، على الرغم من كل العقوبات الخانقة المفروضة عليها  للحيلولة دون وقوفها إلى جانب فلسطين. برأيه فإن هذا كله يعد جزءا من حرب مفتوحة تشنها الإمبريالية على محور المقاومة وفي مقدمته إيران: "صمود إيران من صمودنا وقوتها من قوة هذا المحور والاعتداء عليها هو اعتداء على الجميع ونحن نقف صفا واحدًا ضد عدو واحد يستهدف مستقبل وخير هذه الأمة".

المقاومة وفق تعريف عبد العال هي قضية قدر للشعب الفلسطيني بحكم أن هناك احتلالا. وبالتالي يرى عبد العال أن من واجب الشعب الفلسطيني مقاومة هذا الاحتلال، وهي مقاومة مشروعة ومتجذرة من غزة إلى الضفة العربية وفي الشتات، إلى جانب التمسك بالحق والثبات والاستعداد العالي للتضحية". يضيف عبد العال أن "قدرات المقاومة التي تزداد من عام لعام تؤكد أنها وسيلة ناجعة واستراتيجية حقيقية لتحقيق أهداف نضال الشعب الفلسطيني والمقاومة بكل أشكالها تشكل الطريق الوحيد للوصول إلى تحرير فلسطين والقدس".

أما وجود "إسرائيل" فهو برأي عبد العال بحد ذاته مشروع عدوان خاصة مع تكشف عنصرية حكومتها أكثر من أي وقت مضى في ظل تراخي بعض الأنظمة العربية والميول الفاشية لدى الإدارة الأميركية الحالية لدعم هذه الحكومة، لكن العمليات التي تقوم بها "إسرائيل" في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس وفي مختلف أراضي 48 والتهديدات التي تلوح بها دائما لقطاع غزة كلها لن تكسر إدارة المقاومة في الذود عن فلسطين"، يقول عبد العال.

لا نريد شيئا من الحكام العرب

يؤكد عبد العال أن الشعب الفلسطيني لا يريد شيئا من الحكام العرب. يتأسف لكون هذه الأنظمة تشتري وجودها بالخضوع للنظام الأميركي الإمبريالي الاستكباري والاستعماري الصهيوني في العالم، مشددا على أن "محاولات طعن القضية الفلسطينية بالظهر من قبل هؤلاء سواء عبر زيارات تطبيعية للاحتلال أو زيارات دبلوماسية واقتصادية هي خطيئة كبرى، وأن الشعوب لا يمكن أن تغفر ذلك ولن تفعل، لأن  لفلسطين وجودا في الضمير الجمعي فهي تحتل الوجدان العربي وبالتالي فكل محاولات اقتلاعها لن تمر".

إقرأ المزيد في: خاص العهد