خاص العهد
ممثلة الصحة العالمية لـ"العهد": لبنان لا يزال في المرحلة الثالثة واجراءات التباعد الاجتماعي يجب أن تستمر
ياسمين مصطفى
مع انتشار فيروس كورونا حول العالم شهدت دول كبرى مثل الولايات المتحدة، إيطاليا، إسبانيا، فرنسا والصين انهيارًا سريعًا ودراماتيكيًا في منظوماتها الصحية، معلنة عشرات آلاف الوفيات والإصابات. وفي حين كان رؤساء بعضها يحضّر المواطنين لخسارة الكثير من أحبائهم، كانت الدولة اللبنانية على تواضع إمكانيات البلد الصحية وأزماته الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة تطبق خطة متكاملة وشاملة لاحتواء الوباء. جندت الحكومة لمحاربته كل الطاقات البشرية والمتطلبات المالية والصحية واللوجستية لمنع تكرار السيناريو الغربي، وأثنت وزارة الصحة العالمية على عملها، معتبرة أن لبنان من البلدان القليلة التي تتابع سياسة الاحتواء، بإنجازات انعكست في انخفاض عداد الإصابات بشكل ملحوظ.
بعد ما يقارب الشهرين على بدء الأزمة الصحية في لبنان، كيف تقيّم وزارة الصحة العالمية الواقع الصحي اللبناني وخطة الحكومة وآخر قراراتها برفع الإغلاق التدريجي؟ وما رأيها باستئناف العام الدراسي؟ وماذا تقول عن احتمال وصول موجة ثانية من الفيروس إلى البلد؟ هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها ممثلة المنظمة في لبنان د. إيمان الشنقيطي، وفق التالي:
* في أي مرحلة من مراحل انتشار الفيروس يقبع لبنان اليوم؟
تؤكد الأرقام أن لبنان اليوم لا يزال في المستوى الثالث من انتشار COVID-19، إذ يعاني من تجمع للإصابات في مواقع جغرافية محددة.
وقبل اكتشاف الإصابة الأولى في لبنان وحتى قبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية تفشي COVID-19 كوباء طارئ ومقلق للمجتمع الدولي، اتخذت وزارة الصحة العامة، بدعم من منظمة الصحة العالمية، التدابير اللازمة لتعزيز استعداد الدولة وقدرتها على الاستجابة، كما أن أنشتطها للتأهب والاستجابة مستمرة وفقا لنصيحة منظمة الصحة العالمية وتوجيهاتها، وعليه فإن منظمة الصحة العالمية تدعم الوزارة لضمان الاستجابة الجيدة من خلال العديد من الأنشطة التي تشمل رفع مستوى الوعي وترصد الحالات وإجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة وإدارة الحالات في المستشفيات فضلًا عن المتابعة المستمرة، كما أنها ستواصل دعمها للوزارة. وفي حالة تفشي المرض، ستبذل قصارى جهدها للاستجابة لاحتياجات النظام الصحي اللبناني.
* كيف تقيّمون تدابير الحكومة اللبنانية لاحتواء الوباء منذ الإعلان عن أول إصابة وحتى اليوم؟
اتخذت الحكومة مبكرًا تدابير الإغلاق التدريجي، وأحد الإنجازات الرئيسية لهذه التدابير كان انخفاض عداد الإصابات بفيروس كورونا المسجلة. لا شك أنه لا يزال لدينا اليوم حالات لم يتم اكتشافها ولذلك فقرار الإغلاق لا يزال ملائما، أما قرار تخفيف تدابير الإغلاق تدريجيًا فهو قرار حكومي، سيعتمد على العديد من العوامل المتعلقة بالبيانات الوبائية التي ستعلنها وزارة الصحة. وعند وقف إجراءات الإغلاق، من المهم الحفاظ على توصيات التباعد الاجتماعي، حتى اليوم ليس لدينا تاريخ محدد لكن توقيت وقف الإغلاق التام سيعتمد على كيفية تطور الأحداث في الأسابيع المقبلة. منظمة الصحة العالمية تراقب الوضع عن كثب وتدعم وزارة الصحة العامة بتوصيات قائمة على الوقائع.
* ما هو رأي منظمة الصحة العالمية في استئناف العام الدراسي في لبنان قريبا؟
تحضُر منظمة الصحة العالمية بانتظام اجتماع اللجنة المشتركة بين الوزارات، والذي يعقد في مكتب رئيس الوزراء حسان دياب ويقدم المشورة الفنية لمختلف الوزارات المعنية بناءً على الأدلة المتاحة. قرار إعادة فتح المؤسسات التعليمية هو قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بناءً على تقييمها للوضع وتوصيات اللجنة المشتركة بين الوزارات، وفي هذا الشأن تنصح منظمة الصحة العالمية بضرورة الالتزام بالتوصيات وممارسة التباعد الاجتماعي حتى عند إعادة فتح المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال الحفاظ على متر ونصف على الأقل بين طالب وآخر.
* هل ترجح وتتخوف منظمة الصحة العالمية من وصول موجة ثانية من الفيروس إلى لبنان؟
القلق من احتمال حدوث موجة ثانية هو قلق على مستوى العالم، لأن بعض البلدان شهدت طفرة أخرى في الحالات بسبب الطبيعة المجهولة للفيروس، بعدما اعتقدت أن الفيروس لن ينتشر مجددًا بين مواطنيها. لا يمكننا التأكد من أن هذا سيحدث بالتأكيد في لبنان، لكن رصدنا للوضع، بالإضافة إلى البحث الذي تجريه حاليًا منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والمؤسسات العلمية والبحثية والأكاديمية ستتيح لنا معرفة المزيد عن الفيروس ومسبباته من أجل صياغة فكرة أفضل عن السيناريوهات المستقبلية المحتملة.
فيروس كورونامنظمة الصحة العالميةوزارة الصحة اللبنانية