معركة أولي البأس

خاص العهد

بعد 24 عاما: كيف يستذكر نواب المقاومة عدوان
10/04/2020

بعد 24 عاما: كيف يستذكر نواب المقاومة عدوان "عناقيد الغضب"؟

ياسمين مصطفى

ذات ليلة في نيسان قبل أربع وعشرين عاما، توهّم العدو الإسرائيلي المعتدّ أن باستطاعته اجتياح لبنان بفرقة موسيقية، وتبجّح وزير خارجيته آنذاك إيهود باراك بأن لا مكان في لبنان بمنأى عن صواريخه. أعلنها حربا على لبنان ومقاومته عام 1996 بمؤازرة أميركية وغربية، لا تزال أضرحة شهداء المنصوري، وقانا، وسحمر، والنبطية، والجميجمية، ومجدل زون حتى اليوم شاهدة على همجيتها. لكن رياحها جرت بعكس ما اشتهت سفنه، إذ حولت المقاومة الإسلامية "عناقيد الغضب" لحصرمٍ وهزيمة، ودقّت بنعش اندحار الصهاينة المسمار الأول. 

بعد ستة عشر يوما من العدوان لملم الإسرائيليون ذيول الخيبة، وسطر حزب الله انتصارين أسسا لملحمة التحرير في العام 2000. الانتصار الأول كان عسكريا كرّسته صواريخ الكاتيوشا، والانتصار الثاني دبلوماسيا كانت ثماره "تفاهم نيسان"، المؤسس للتحرير، ولأمنٍ ينعم به اللبنانيون حتى اليوم. 

المقاومون في الميدان السياسي من النواب هم جزء من الشعب اللبناني الذي شهد ملاحم المقاومة وانتصاراتها. كيف يستحضرون عدوان نيسان اليوم، وما التغير الذي يلمسونه بعد أربع وعشرين عاما عليه؟ 

الموسوي: تفاهم نيسان عبّد الطريق لملحمة انتصار تموز 2006

حين يستذكر عدوان عناقيد الغضب الإسرائيلي على لبنان، يعود عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي بالذاكرة أعواما إلى الوراء. حينها كان يشغل موقع مسؤول العلاقات الإعلامية في الوحدة الإعلامية المركزية في حزب الله. وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري يقول: "قبل استشهاده عام 1992، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي أن زمن الهزائم ولّى وجاء زمن الانتصارات، وبعد عام كان عدوان تموز 1993 باسم "تصفية الحساب". 

وفي نيسان عام 1996 كان عدوان "عناقيد الغضب"، بعد ستة عشر يوما أثمر بفعل اقتدار المقاومة فكان "تفاهم نيسان"، وكان هذا التفاهم نصرا لا يقل أهمية وتميزا عن النصر الميداني خلال العدوان. 

السفر الذهني ما بين نيسان 1996 ونيسان 2020 بحسب الموسوي، كرس لدى اللبنانيين يقينا بأن هذه المقاومة مؤيدة ومسددة لتسطر الانتصار تلو الآخر، ويضيف: "المرحلة آنذاك كانت حافلة بسرايا العشق من الملتحقين بالركب المتقدم للشهداء والصالحين، دماء هؤلاء أرست الأرضية الصالحة للانتصار الكبير في عام 2000". 

يؤكد الموسوي أن "تفاهم نيسان" أطلق يد المقاومة للرد على الاحتلال عسكريا في جنوب لبنان، وأعطاها القدرة والهامش الواسع على إلحاق الهزيمة والضرر بقوات الاحتلال والعملاء، وكرّس نوعا من الشرعية الدولية، وشكل أول اعتراف رسمي بها بحكم الأمر الواقع، وعبّد الطريق لانتصار 2000.

إلى جهود المقاومين في الميدان العسكري والسياسي، لا يغفل الموسوي جهود المقاومين على الجبهة الإعلامية، ويقول: "آنذاك كان الإعلام الحربي في طليعة المجاهدين في توثيق الحرب والانتصار لحظة بلحظة"، وعلى المستوى الإنمائي كان لافتا بدء مؤسسة "جهاد البناء" في رفع الأضرار وإعادة الإعمار لكل المناطق المتضررة دون تمييز بين منطقة وأخرى وطائفة وأخرى، ما يؤسس لفكرة أن المقاومة هي لكل لبنان تدافع عن الأرض والعرض وتسطر الانتصارات وتحمي وتبني".

عزالدين: تفاهم نيسان لجم الصهاينة وأرسى قواعد جديدة للاشتباك

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين يرى في حديثه لموقعنا أن ذكرى عناقيد الغضب شكلت نقطة تحول في مسار المقاومة الإسلامية في لبنان في سياق الصراع مع العدو الصهيوني، إذ استطاعت خلال 18 يوما من العدوان الصمود والتصدي للمواجهات المباشرة مع العدو استطاعت فرض شروطها على القوى المساندة للعدو الصهيوني من الولايات المتحدة الأميركية والأوروبيين، وتمكنت من فرض حق الشعب اللبناني في المقاومة من خلال تفاهم نيسان الذي جرى وصادق عليه كل من لبنان وفرنسا وإيران والولايات المتحدة الأميركية، هذا التفاهم شكل أمام العالم هزيمة للإدارة الأميركية، التي صنفت حزب الله تنظيما إرهابيا، وشكل انتصارا مدويا على العدو الصهيوني الذي التزم بقواعد الاشتباك في ما يخص تحييد المدنيين، وأصبحت المعادلة منذ تلك المرحلة تحييد المدنيين في أي صراع عسكري".

ويضيف: "انطلقت المقاومة في عملية طرد الاحتلال باعتبار أنه أصبح حقًا قائمًا ومعترفًا به على الصعيد الدولي، وتوالت العمليات العسكرية حتى أثمرت تحريرًا في عام 2000 تحررت بموجبه معظم الأراضي اللبنانية المحتلة، واندحر العدو وقُضي على مشروع "إسرائيل الكبرى" التوسعي والاحتلال خارج أراضي فلسطين المحتلة".

عمار: اليوم يتحسس العدو الإسرائيلي الخطر المحدق بوجوده

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار يؤكد في حديثه لموقعنا أن عدوان عناقيد الغضب عام 1996 الذي كان محطة من محطة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان الناشئة منذ قيام كيان العدو الإسرائيلي، تحول إلى محطة تحفيزية للفعل المقاوم، ومحطة ردعية للكيان الصهيوني حيث كان المقاومون على مستوى التحدي، راكموا عبر التجربة المُرّة وغيرها خبرات في القتال وصولا إلى تعادل الردع الذي ننعم اليوم بالأمن والعزة بفضله".

وبحسب عمّار: "اليوم أصبح العدو يتحسس الخطر المحدق بكيانه، وباتت مؤسساته العسكرية والأمنية في بحث دائم عن كيفية الحفاظ على وجوده بعدما كان قبل محطة "عناقيد الغضب" في 1996 و"تصفية الحساب" في 1993 يتصور أن لبنان لقمة سائغة، وعليه فإن عدوان نتائج نيسان عام 1996 أسقطت المحطة الأولى في "تصفية الحساب" عام 1993، إلى أن بلغ الأمر حدود حرب تموز وشهدنا على ملحمة الانتصار في العام 2006".

المقداد: نتذكر عدوان نيسان وغيره بكثير من العزة والافتخار

"إذا كان لبنان اليوم ينعم بالأمن والسلام وخاصة في المناطق الجنوبية المحافظة للأراضي المحتلة فهو بفضل المقاومة التي رعدت العدوان"، بهذه الكلمات يؤكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد
 لموقعنا أهمية دور حزب الله في إرخاء الأمن في البلد: "في عدوان "تصفية الحساب" عام 1993 وبعده عدوان "عناقيد الغضب" في 1996 كنا كلبنانيين نتألم ونشعر بالأسى لأن هناك من يعبث بأمننا ويقتل أطفالنا ويغتصب أرضنا، لكننا اليوم وبعد دحر الاحتلال وتطهير الأرض بتنا نتذكر هذه الاعتداءات بكثير من العزة والافتخار".

الحاج حسن: عدوان نيسان كان محطة من محطات الصراع انتهت بانتصار المقاومة

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن يرى بدوره أن عدوان نيسان عام 1996 كان محطة من محطات الصراع مع العدو الصهيوني انتهت بانتصار المقاومة، وتضحيات شعبها، مضيفا في حديثه لموقع "العهد" الاخباري إن "معادلات الردع التي فرضتها المقاومة كان عناقيد الغضب إحدى أهم محطاتها التي بدأت بعدوان إسرائيلي كان يظن أنه سيفرض معادلاته، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفنه، وهذه المعادلة تطورت حتى أسست اليوم لإنجازات تراكمية للمقاومة، وصولا إلى معادلة الخوف الإسرائيلي المتنامي من قدرات حزب الله".

هاشم: جبروت العدو تكسّر عند صلابة المقاومة والشعب اللبنانييَن

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم يؤكد من جهته لموقعنا أن الشعب اللبناني الذي يمتلك التصميم الدائم والإرداة الصلبة لمواجهة الغطرسة الصهيونية التي كانت في أوجها وانتصر عليها سينتصر دائما وأبدا على كل حدث وطارئ، أكان عدوانا مسلحا أو كان عدوانا من نوع آخر كما نواجه اليوم وباء كورونا.

ويلفت إلى أن الشعب صاحب هذه الإرادة هو شعب منتصر بصلابته وبإيمانه بمقاومته، ومهما تجبر العدو فإن جبروته تكسر أمام عزم المقاومين وتضحيات الشعب اللبناني".

خريس: الكيان الصهيوني أشبه بفيروس كورونا

أمّا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس، فعندما يستذكر عدوان نيسان عام 1996، يشبّه خبث الكيان الصهيوني بفيروس كورونا المستجد، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية لم يسلم منها في لبنان لا البشر ولا الحجر. 

يقول "عدوان نيسان عام 1996 لا يمكن أن يُمحى من ذاكرة الشعب ومقاومته الباسلة، ونؤكد من جديد أن "إسرائيل" شر مطلق والتعامل معها حرام، ونحن ثابتون في حماية مقاومتنا وسندعمها لتستمر في ردع الهمجية الصهيونية وحصد الانتصارات".

حميّد: تحية لمقاومة لبنان ولشعبه الصامد 

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميد ينبه إلى ضرورة التيقظ الدائم لأن لبنان بمحاذاة عدو غدار ومجرم، ويلفت إلى أن المواجهة اليوم متعددة، من مواجهة وباء كورونا، ومواجهة الواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب، ومواجهة الأزمات السياسية في لبنان ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر الذي لم يتوقف يوما عن السعي لتقويض استقرار لبنان على كل المستويات.

وفي ذكرى عدوان نيسان يوجه التحايا لسواعد المقاومين الأبطال، العاملين على تحقيق الانتصارات على مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والصحية والاجتماعية، كما يوجه التحية لصمود اللبنانيين في مقارعة العدو مهما كانت طبيعته، وهم الذين يثبتون في كل معركة وكل ميدان قدرتهم على مقاومة الاعتداءات وتخطي الأزمات وتداعياتها.

#حصرم_نيسانعناقيد الغضب

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة