معركة أولي البأس

خاص العهد

حرب الجيب الأخير لـ
18/01/2019

حرب الجيب الأخير لـ"داعش" في سوريا.. والبحث عن أموال التنظيم

نضال حمادة

تشتعل منذ أكثر من ستة أشهر معارك عنيفة في الجيب الأخير المتبقي لتنظيم "داعش" الإرهابي في مثلث سوسة ـ الشعفة ـ هجين الواقع في الريف الشرقي لدير الزور، حيث تحاول "قوات سوريا الديمقراطية" التي يغلب عليها العنصر الكردي السيطرة على هذا الشريط بدعم جوي ومدفعي من "قوات التحالف الامريكي" في سوريا. تشارك الطائرات الامريكية من الجو والمدفعية الفرنسية من البر في معركة بطيئة التقدم ضد من تبقى من إرهابيي "داعش" في سوريا. تتذرع قوات "التحالف" ومعها المسلحون الأكراد في الرد على التساؤلات حول بطء العملية بصعوبة المنطقة وشراسة إرهابيي "داعش" في الدفاع عن آخر معاقلهم في سوريا. لكن حقيقة الأمر تكمن في مكان آخر، حيث أموال تنظيم "داعش" التي يعتقد الأكراد أنها مع مسؤولين أجانب في التنظيم متواجدين في الجيب المحاصر شرقي دير الزور.

مصادر ميدانية في شرق دير الزور قالت في حديث لموقع "العهد" الإخباري إن "قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على كنز من الدولارات بعد تسليم مسلحين أجانب تابعين لتنظيم "داعش" أنفسهم قبل عشرة أيام". وأكدت المصادر أن إرهابيي "داعش" الذين استسلموا وعددهم ستة أشخاص بينهم أمريكي وجد بحوزتهم مبالغ مالية كبيرة تفوق العشرة ملايين دولار أمريكي. وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات معهم تركزت حول مكان أموال "داعش" التي كانت بحوزة "أمراء" المالية في التنظيم، ومع أي "قيادات" مخبأة.

وقالت مصادر "العهد" إن اعترافات إرهابيي "داعش" أفادت عن مبالغ مالية تتجاوز المائتي مليون دولار تتواجد مع من بقي من "أمراء بيت المال" في "داعش"، وهذه الأموال هي حصيلة ما كان بحوزة مسؤولي المالية لدى "داعش" في المدن والبلدات السورية حيث كانت تنتقل الأموال مع انتقال حاملها بين المدن بعد بدء الهجوم من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه في القريتين شرق حمص قبل عامين، مروراً بتدمر ودير الزور وصولاً لمدينة البوكمال قبل عام من الآن. وقد تراكمت الأموال وتجمعت في آخر جيب تحت سيطرة تنظيم "داعش" في مثلث الشعفة ـ سوسة ـ هجين مع تواجد غالبية "أمراء" المالية في هذا الجيب.

المصادر قالت إن "داعش" في سوريا تدير أمورها الذاتية بنفسها منذ سقوط الموصل حيث يتصرف كل أمير في المنطقة الواقعة تحت سيطرته دون وجود مركز قرار واحد يدير وينسق بين القطاعات والولايات كما كان بين العامين ٢٠١٣ و٢٠١٦. وأوضحت المصادر أن غالبية "أمراء بيت المال" التابعين للتنظيم والذين كانوا في الشرق والشمال السوري رفضوا إرجاع الأموال التي بحوزتهم للعراق أو لمسؤولين في التنظيم من الذين أتوا من الموصل بعد سقوطها وقد احتفظ هؤلاء بالأموال ما أدى إلى وجود مبالغ نقدية كبيرة بالدولار الأمريكي مع آخر جنود "خلافة البغدادي" المحاصرين في جيب صغير تبلغ مساحته مع كتابة هذا التقرير خمسة عشر كلم مربع في الريف الشرقي لدير الزور في سوريا، يعمل المسلحون الأكراد بدعم من قوات التحالف على السيطرة عليها والعثور على أموال "داعش".

إقرأ المزيد في: خاص العهد