خاص العهد
لبنانيو الكونغو: حقّنا العودة بتذاكر تُراعينا
ليس سهلًا على المُغتربين اللبنانيين في الكونغو الانسلاخ عن كلّ ما كانوا يعيشونه وبنوه هناك، لكن أزمة انتشار فيروس كورونا في كلّ الدول فرضت واقعًا استثنائيًا حيثما حلّ، فكيف اذا كان في القارة السمراء مع ضعف الأنظمة الصحية وتزايد المخاوف من عدم القدرة على مواجهة الوباء العالمي؟
اليوم، انطلقت من الكونغو أوّل طائرة تُقلّ 99 راكبًا لبنانيًا حجزوا تذاكر economy (درجة عادية - اقتصادية) و20 شخصًا حجزوا تذاكر business (درجة رجال الأعمال) عبر خطوط شركة طيران الشرق الأوسط الـ"ميديل إيست"، غير أن الكثير من أبناء الجالية ينتظرون دورهم على الرغم من أن بعضهم يراه بعيدًا.
المواطن علي نصر الله نقل عبر موقع "العهد الإخباري" هواجس اللبنانيين في الكونغو ومأزق عودتهم، فقال "نواجه مشكلة مع شركة الـ"ميديل إيست" لأنها تحتكر عودة المغتربين عبر طائراتها فلا يُسمح لهم بالسفر على متن خطوط جوية أخرى كالخطوط الجوية الإثيوبية.
بحسب نصر الله، العديد من أبناء الجالية قد لا يرجعون، طالما أن أسعار التذاكر لا تزال مرتفعة، إذ يتراوح سعر التكت أو التذكرة لدى الشركة الإثيوبية ما بين 600 و700$ ذهاباً وإياباً في الأوقات العادية، أما سعر تذكرة السفر لدى الـ"ميديل إيست" فوصل الى 1800$ ذهاباً فقط وللشخص الواحد، وهذا الأمر لا يُناسب العائلات خاصّة الموظف الذي لديه عددٌ من الأبناء، فكيف اذا عاد وتحمّل تكلفة الفنادق كحجرٍ صحي إلزامي.؟
نصر الله أشار الى أن الشركة الاثيوبية مستعدّة لنقل المغتربين، لكن الدولة اللبنانية ترفض إعطاءها الإذن لتثبيت احتكار الـ"ميديل إيست" لمسألة إعادة المُغتربين.
المأساة قد تتفاقم، فبعض العائلات اللبنانية، وفق نصر الله، تنتظر ثالث ورابع رحلة حتى تنخفض أسعار التذاكر، لكن اذا استمرّت على ما هي عليه فلن تستطيع العودة الى بلدها، فيما أُجبر البعض على دفع الأسعار المرتفعة نظرًا لأوضاعه الميسورة واضطراره الى المغادرة.
ولفت نصر الله الى أن أعداد الراغبين بالعودة من الكونغو الى لبنان تخطّت الـ1500 شخصٍ، ما يعني أنهم يحتاجون الى 12 رحلة طيران على متنها 120 شخصًا، والعدد يتزايد.
اللبنانيون قلقون مما يلي دُفعة اليوم. نصر الله تحدّث هنا عن مواطنين في أبيدجان أعرضوا عن العودة لأن أسعار التذاكر باهظة، وقد ينسحب الأمر على المُغتربين في الكونغو اذا استمرّ الغلاء، ما يحتّم العمل سريعًا لتفادي هذه المعاناة، داعيًا المعنيين في الدولة الى النظر فورًا في هذه المسألة.
وأكد نصر الله أن هذه عملية إجلاء للبنانيين وليست سفرًا عاديًا، وعليه من حقّهم أن يعودوا الى بلدهم، لا أن يموتوا في بلدانٍ غريبة حيثُ ليس هناك من يدفنهم.
وعن رحلة اليوم، عكس نصر الله رضا المغتربين العائدين عن الاجراءات المتخذة، وقال "أعضاء الجالية والسفير اللبناني كانوا حاضرين لتسهيل أمورهم وإنجاز المعاملات والأوراق الخاصة بالعودة في المطار حتى الموظفون هناك، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمرّون بها كسائر دول العالم".
على صعيد الاجراءات الصحية، أوضح أن "هناك تنظيمًا عاليًا ومراعاةً لكلّ الاحترازات الوقائية المرتبطة بمنع انتشار كورونا"، مُبيّنًا "أننا للمرة الأولى نتلمس إنجازًا بهذا الحجم لأعضاء الجالية، وأخصّ هنا الشيخ منير فاضل".
افريقيافيروس كوروناالوقايةالمغتربون