خاص العهد
"العهد" يستطلع أوضاع المغتربين العالقين وآلية عمل السفارات اللبنانية
آلاء حمود
طلباً للعلم أو العمل يتوزع 1.300.000 لبناني في بلاد الاغتراب ليستقر قرابة 250 ألفًا في أفريقيا حيث الثقل الأساسي في ساحل العاج ونيجيريا، والرقم عينه في دول الخليج، بهدف العمل. فيما يتوزع العدد الباقي في أوروبا لا سيما في فرنسا وبلجيكا وايطاليا (بغية تحصيل العلم غالبا)، وفي كندا وأستراليا (للعيش غالبا)، ليصل العدد الى قرابة الـ 300 ألف في كل من القارة العجوز أوروبا وفي الأمريكتين بحسب ما أفاد مركز الدولية للمعلومات موقع "العهد" الاخباري.
تعددت دوافع الهجرة بين العلم والعمل والعيش، لكن ما يجمع المهاجرين اليوم هو الرغبة في العودة الى الوطن الأم بعد انتشار فيروس كورونا المستجد covid19 في بلاد المهجر، وهذا ما تحاول الحكومة اللبنانية تأمينه - دون الوصول الى نتيجة فعالة حتى الساعة - بعد مطالبات حثيثة من قبل المغتربين والمعنيين. وكانت أبرز المطالب من كتلة الوفاء للمقاومة التي حثت على ضرورة تامين "المساعدة العاجلة للّبنانيين العالقين في الخارج لا سيما الدول التي تفشى فيها الوباء". كذلك، رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الصوت مطالبا باستعادة المواطنين اللبنانيين من الخارج، الذين يواجهون خطر وباء كورونا في دول باتت تفتقد للرعاية الصحية.
وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي كان قد أعلن وفي وقت سابق أن الدولة تدرس امكانية تخصيص طائرات لتأمين عودة هؤلاء اللبنانيين، لكن الأمر سيأخذ المزيد من الوقت لحين تأمين فحوصات كورونا التي يجب اجراؤها قبل صعودهم الى الطائرات، حيث -وفق رؤية الوزير- ستؤمن حماية ركاب الطائرات اللبنانيين من احتمال انتقال أية عدوى اليهم. وقد حاول موقع "العهد" الاخباري الاتصال بالوزير للوقوف عند تفاصيل القضية ومتابعة الملف معه الا أنه لم يجب.
وفي حديث خاص لموقع "العهد" مع أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين هاني شميطلّي لمتابعة التفاصيل، لم يعقّب شميطلّي على كلام الوزير ولكنه أكد أن الحل المطروح يحتاج الى تنسيق مع وزارة الصحة وقد يحتاج وقتا لتنفيذه. وبعد التواصل مع المسؤول عن متابعة ملف الطلبة المغتربين في وزارة الخارجية الاستاذ غدي خوري، أكد أن سقف الحلول المطروحة حتى الآن هو تأمين تسهيلات مصرفية للطلاب المغتربين حصرًا للحصول على الأموال، وتأمين مساعدات لهم بالتعاون مع السفارات في الخارج نظرا لتأزم أوضاعهم.
من هنا، كان لا بد لنا من جولة لتفقد أحوال المهاجرين لا سيما الطلاب منهم في فرنسا وايطاليا الذين يعانون من مشكلتين أساسيتين: وضع مادي صعب بسبب فقدان وظائفهم إثر أزمة كورونا، وعدم القدرة على تلقي التحويلات المالية من ذويهم نتيجة الأزمة الاقتصادية في لبنان. فالقيود المصرفية تحول دون ارسال تحويلات الأموال، وفق ما أكد عضو جمعية الجامعيين في فرنسا، الذي لفت الى متابعة الجمعية لأحوال الطلبة وخدمتهم اضافة الى تسجيل أسماء الطلاب الراغبين في العودة.
وقد أكد عدوان أن مشكلة صعوبة تحويل الأموال ليست مستجدة، وأن السفارة قامت بايجاد تسهيلات مصرفية للطلاب اضافة الى تعليق قرارات اقفال دور الطلبة، مشيرا الى أن الدولة الفرنسية عملت على مراعاة أوضاع الطلبة من خلال السماح في تأخير دفع الايجارات وتقديم المساعدات الاجتماعية عبر مجالس المحافطات، في حين أن جمعيات المجتمع المدني قامت بمساعدة الطلاب عينيا وماديا، كما كان لافتًا تعاضد المغتربين اللبنانيين مع الطلاب وقيامهم بمبادرات فردية لمساعدتهم.
وكما
ومن القارة العجوز أوروبا جنوبًا الى القارة السوداء، حيث ينتشر في البلدان الافريقية رجال الأعمال اللبنانيون وعائلاتهم، انقسمت آراء اللبنانيين في ساحل العاج ونيجيريا، فعبر البعض لموقع "العهد" الاخباري عن عدم الرغبة بالعودة الى لبنان رغم بدء تفشي الوباء في البلدان الافريقية، في حين يرغب عدد من رجال الاعمال والعاملين في ارسال عائلاتهم الى لبنان وهذا ما أكده مكتب السفير اللبناني في ابيدجان الاستاذ يوسف رجي لموقع "العهد"، حيث تتلقى السفارة اتصالات كثيفة من قبل اللبنانيين في ساحل العاج وقد أكد مكتب السفير ان السفارة في حال جهوزية تامة وهي بانتظار قرارات وزارة الخارجية.
أما في البرازيل، فقد
اذاً، ما بين رغبة قسم كبير من المغتربين اللبنانيين في العودة الى وطنهم الأم، وعزوف البعض الآخر،